واشنطن – وسط الجدل الدائر حول حيازة الأسلحة النارية وتبادل مشاريع القوانين تحت قبة الكونغرس للحد من انتشارها، شهدت الولايات المتحدة عدة جرائم عنف مسلح خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، لكن أبرزها على الإطلاق كانت مجزرة ارتكبها شاب بحق عائلته وأخرى لم تسفر عن سقوط قتلى لكنها وقعت داخل حرم جامعي في تكساس.
وقد احتشد آلاف المتظاهرين في واشنطن السبت الماضي تأييدا لفرض قيود على حيازة الأسلحة النارية، وحث المتحدثون في هذا التجمع الذين كان من بينهم وزير التعليم الأميركي آرني دانكان ومشرعون وممثلو المتظاهرين على الضغط على الكونغرس والمجالس التشريعية في الولايات لتأييد إجراءات فرض قيود على حيازة السلاح. وقال دانكان في التظاهرة «علينا أن نعمل ونعمل.. وألا نتكلم بعد اليوم، باسم الرئيس باراك أوباما ونائب الرئيس (جوزيف بايدن) سنفعل كل ما بوسعنا لإقرار تشريع يعزز أمن أطفالنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا».
وذكر الوزير بالقول إنه حين كان رئيسا لإدارة المدارس العامة في شيكاغو في العقدين المنصرمين «كنا ندفن كل أسبوعين طفلا يسقط ضحية سلاح ناري». وأضاف على وقع تصفيق آلاف المتظاهرين «هذا الوضع يجب أن يتغير (…) بلدنا يستحق أفضل من هذا».
وأيد منظمو المظاهرة دعوة الرئيس باراك أوباما لفرض حظر على امتلاك الأسلحة الهجومية ذات الطابع العسكري وإجراء فحص إلزامي للسيرة الذاتية لكل من يرومون شراء الأسلحة. كما حث المنظمون أيضا على تنظيم تدريب وقائي لكل مشتري الأسلحة النارية. فيما يرى معارضون لهده الخطوات أنها تمس جوهر التعديل الثاني من الدستور الأميركي.
وبالعودة الى أبرز جرائم الشهر الماضي، فقد أصيب ثلاثة أشخاص في إطلاق نار وقع في جامعة «لون ستار» بمقاطعة هاريس في ولاية تكساس. وأوضحت الشرطة أن رجلا مكلفا بالصيانة أصيب برصاصة نقل على إثرها إلى المستشفى، وكذلك الحال بالنسبة لامرأة أصيبت بأزمة قلبية بعد أن شاهدت حادث تبادل إطلاق النار بين شخصين داخل مبنى الكافتيريا.
وقد جرح أحد مطلقي النار، وأفاد شهود عيان بأنه نقل إلى خارج المبنى مكبل اليدين على نقالة. أما مطلق النار الثاني المفترض فقد لاذ بالفرار، لكن الشرطة التي قامت بعملية واسعة في الجامعة عثرت عليه في مستشفى بالقرب من الجامعة، حسب محطة تلفزيون محلية.
وفي حادثة أخرى لا يزال يلفها الغموض، وصفت السلطات الأمنية في ولاية نيو مكسيكو صبيا اتهم بقتل خمسة من أفراد عائلته وبعث بصورة والدته القتيلة لصديقته، بأنه «فاقد لحس الضمير»، فيما قال السناتور السابق في كونغرس الولاية، إيريك غريغو، وهو عم «القاتل»، نيهميا غريغو، 15 عاماً: «لسنا متأكدين بعد إذا ما أصيب بانهيار عصبي، أو ربما مشاكل نفسية لم ينتبه لها أحد»، خاصة وأن الصبي عرف بين أصدقائه وأقاربه بأنه «رياضي موهوب يعشق الموسيقى ومنتظم بأنشطة الكنيسة».
من جانبه، قال دان هيوستن، شريف مقاطعة بيرناليلو، حيث وقعت الجريمة، إن غريغو يعشق ألعاب الفيديو العنيفة، خطط لتصفية عائلته قبل أسبوع من الحادث، واعترف للمحققين بسخطه من والدته وتخطيطه لاغتيال والدي صديقته، وتمنيه فتح النار عشوائياً على متسوقين بإحدى المحال التجارية حتى يقتل برصاص الشرطة. وبدأ غريغو هجومه بقتل والدته ببندقية، وعندما لم يصدقه شقيقه، (تسعة أعوام)، الذي كان ينام إلى جوارها بأنها ماتت، قام برفع رأسها المضرج بالدماء، وعندما أبدى الأول غضبه، أصابه بطلق في الرأس ثم توجه لقتل شقيقتيه (خمسة أعوام) وسنتين، قبل أن يردي والده قتيلاً لدى عودته للبيت، كما تقول وثائق المحكمة. وقام بعدها بإرسال رسالة نصية لصديقته، 12 عاماً، بصورة والدته القتيلة.
Leave a Reply