روتشستر – «صدى الوطن»
تكللت تجربة طبية مبتكرة أجراها طبيب عربي أميركي بولاية مينيسوتا بنجاح كبير بعدما مريضاً مصاباً بشلل شبه كلي، من المشي على قدميه بعد عامين من المعاناة.
جراح الأعصاب والعمود الفقري في مستشفى «مايو كلينك» بمدينة روتشستر في ولاية مينيسوتا، محمد بيضون
(40 عاماً)، تمكن من تحقيق معجزة طبية فاقت التوقعات في حياة كريس بار، الذي أصيب بشلل شبه كامل إثر تعرضه لحادثة سقوط أثناء ممارسته رياضة ركوب الأمواج، في وقت أفادت التشخيصات بأن احتمال تماثله للشفاء لا يزيد عن 3 بالمئة.
وقال بار لبرنامج «صباح الخير يا أميركا» الذي تبثه قناة «أي بي سي»، إنه كان قد فقد الأمل بالشفاء بعد التشخيص الذي أعقب الحادث، حيث أفيد بأن احتمال إصابته بالشلل من الرقبة حتى القدمين يقارب 97 بالمئة، ورغم إحراز بعض التقدم أثناء خضوعه للعلاج الفيزيائي، إلا أن حالته تدهورت بشكل سريع حتى كادت فرصه بالشفاء أن تكون معدومة.
عانى المريض المشلول من كابوس ثقيل وهو ممدد على فراشه بلا حراك، من عنقه حتى آخر أطرافه، كما أصيب بحالة من اليأس الشديد دفعته إلى استحصال إذن من المستشفى لإنهاء حياته، لكن زوجته أقنعته بعدم الاستسلام، فوافق على ذلك، وبدأ يخضع لجلسات إعادة التأهيل والعلاج الفيزيائي، التي لم تسفر إلا عن تحسنات طفيفة مثل تحريك أصابع اليدين أو القدمين.
لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب، عندما تواصل الدكتور بيضون مع بار طالباً منه الانضمام إلى تجربة رائدة، تضم 10 مرضى. وكان بار أول مصاب خضع للتجربة غير المسبوقة، التي أسفرت عما يشبه المعجزة الطبية في حياة المريض المشلول.
بيضون، قال في برنامج «صباح الخير يا أميركا» إن عمليته المبتكرة استندت إلى أخذ خلايا جذعية من الدهون في معدة بار ليُصار إلى زرعها في عموده الفقري لتمكين النخاع الشوكي من تجديد نفسه والتماثل للشفاء، مضيفاً بأن العملية لم يجرَ لها مثيل من قبل.
وبعد قرابة العام من فقدانه الشعور بساقيه، بدأ بار باستعادة الإحساس بهما، وأصبح بإمكانه تأدية بعض المهام، مثل ربط الحذاء، والمشي على قدميه لفترات محدودة. وأفاد بيضون لـ«أي بي سي» بأن النتائج بدأت تؤتي ثمارها سريعاً، بمجرد الانتهاء من التجرية الطبية، لافتاً إلى أن العملية التي أجراها تمثل خطوة أولى مهمة لشفاء النخاع الشوكي.
تجربة بيضون التي أثبتت نجاحاً أولياً بتمكين بار من المشي مجدداً، لا تزال في مراحلها الأولى، لاسيما وأن المشاركين الآخرين لم يحققوا النتائج المبهرة التي حققها بار، بحسب الجراح اللبناني الأصل.
تجدر الإشارة إلى أن أصول بيضون تنحدر من مدينة صيدا في الجنوب اللبناني، وهو من مواليد ولاية ميشيغن. درس الطب البشري في كلية «دارتموث كولدج» بمدينة هانوفر (نيو هامبشير)، في «جامعة يال»، وتخصص في جراحة الدماغ في مستشفى «هوبكنز» في ماريلاند، ثم التحق بمستشفيات «مايو كلينيك» بمينيسوتا عام 2015.
Leave a Reply