الجالية والمجتمع الطبي يفقدان الطبيب اللبناني الأصل إثر تعرضه لنوبة قلبية حادة
ديربورن – «صدى الوطن»
فُجعت الجالية العربية والمجتمع الطبي في منطقة ديترويت برحيل الطبيب الجراح محمد حكيم إثر نوبة قلبية حادة، فارق على إثرها الحياة عن عمر ناهز 59 عاماً في 24 نيسان (أبريل) المنصرم.
وأقيمت صلاة الجنازة على راحة نفس الفقيد في «المركز الإسلامي في أميركا»، ونقل جثمان إلى لبنان بناء على وصيته، حيث ووري الثرى في قرية مزرعة مشرف في قضاء صور جنوب لبنان.
وإضافة إلى براعته في مهنة الطب التي مارسها على مدى 27 عاماً، تميز حكيم بصداقاته وعلاقاته الوطيدة في الوسط الطبي، حيث انتخب مؤخراً لرئاسة موظفي مستشفى «بومانت» في ديربورن، وعُرف بدماثته وتواضعه وأخلاقه العالية في حياته الشخصية والمهنية على حد سواء.
تخرج الفقيد من كلية الطب في جامعة «وين ستايت،» بتخصص الجراحة العامة، وجراحة القولون والمستقيم،
وخلف رحيله المفاجئ، حرقة في قلوب من عرفوه وعاشروه طوال العقود الماضية.
ونعى الدكتور غدي غريّب، صديقه الراحل، معرباً عن تسليمه بقضاء الله وقدره. وقال: «من التواضع أن نعرف بأن هنالك سلطة عُليا تتخذ مثل هذه القرارات، بغض النظر عما تسببه من حزن عميق» مضيفاً: «يجب أن نقبل، ونتحلى بالصبر، ونتأكد من أننا نحتفل بحياة حكيم وذكرياته، ونضمن بقاء إرثه حياً في نفوس الكثيرين ممن أحبوه وأحبهم».
غريّب، وهو من أبناء مدينة ديربورن، كان قد استقل طائرة للقدوم من ولاية كاليفورنيا، للمشاركة في عزاء صديقه. وأفاد لـ«صدى الوطن»: «لقد علمت بموته المأساوي وغير المتوقع، في وقت مبكر من ذلك اليوم، ولم أزل حتى اللحظة مصدوماً بذلك النبأ الحزين، وأكاد لا أصدق بأن الدكتور حكيم لم يعد بيننا».
أضاف: «لقد استقليت طائرة للقدوم إلى ديربورن من أجل تقديم العزاء لعائلة حكيم.. شعرت بأنها كانت رحلة طويلة جداً، وكنت أريد الوصول في الوقت المناسب لتقديم التعازي إلى أسرة صديقي، وألقي النظرة الأخيرة على نعشه، وأودعه لآخر مرة، قبل أن ينقل جثمانه إلى لبنان، بناء على وصيته».
وحول مسيرة الفقيد المهنية، أكد غريّب أن حكيم «لم يكن لينشغل أو ينصرف أبداً عن رعاية أي مريض، وكان يؤدي واجبه تجاه مرضاه في جميع الظروف، لم يكن يستسهل حالاتهم، أو يسأل فيما إذا كانوا يملكون ضماناً صحياً أم لا». وقال: «يتطلب الأمر بعض الوقت، لملء الفراغ الذي تركه برحيله».
وأشار إلى أن حكيم كان يتمتع بـ«حكمة فائقة» وأنه كان قادراً على التعلم واكتساب المهارات الجديدة باستمرار، لافتاً إلى تمتعه أيضاً بروح المبادرة التجارية مما دفعه إلى تأسيس عيادة لعلاج أمراض الدوالي.
وقال: «لقد أجرى أيضاً عمليات التجميل، وعمليات زرع الشعر، وقام بزرع شعر لي قبل شهرين من رحيله.. لقد كان شغوفاً بعمله»، مضيفاً: «كان محباً للحياة والسفر واستكشاف ثقافات جديدة، كما أحب قضاء الأوقات الممتعة مع أصدقائه، وكان مرحاً حاضراً دوماً لإلقاء النكت والدعابات، وكانت رسائلة النصية الصباحية تبعث البهجة والحبور».
وكان غريب وزوجته قد تناولا العشاء مع حكيم وزوجته قبل أيام قليلة من وفاة الأخير، وقال: «لم أكن أتصور حتى في أسوأ كوابيسي أنها ستكون المرة الأخيرة التي تجمعنا معاً».
من ناحيته، أعرب الدكتور مايكل فقيه عن أسفه لرحيل حكيم، المفاجئ والصاعق، ووصفه بأنه «أحد ألمع الأطباء الذين عرفهم في حياته».
فقيه، المتخصص في أمراض العقم، أضاف: «لم أتردد إطلاقاً في إجراء أي عمل جراحي على يديه، لقد كان جراحاً قديراً، ومديراً ناجحاً حاز على ثقة زملائه ونال معظم أصواتهم لاختياره رئيساً للموظفين في مستشفى بومانت بديربورن».
وأضاف: «كان حكيم شخصاً يسعى إلى الكمال، في حياته الشخصية والمهنية على حد سواء»، متابعاً: «لقد كانت وفاته ضربة قاصمة وخسارة مدمرة بالنسبة لي، لأنني فقدت صديقاً لا يمكن تعويضه».
حكيم متزوج من السيدة فرح، وله ثلاث بنات وولد، هم: صباح، ليندا، ديانا، وعلي الذي بلغ من العمر عاماً واحداً.
تجدر الإشارة إلى أنه سيقام مجلس عزاء للفقيد في «المجلس الإسلامي في أميركا»، في 12 أيار (مايو) الجاري.
Leave a Reply