نيويورك – حذر البنك الدولي من مواجهة العالم لارتفاع شامل في أسعار الحبوب، مما يهدد مجددا أفقر شعوب العالم ويعرضها لمخاطر قد تمتد تأثيراتها الضارة لسنوات، وأبدى استعداده لمساعدة الحكومات في مواجهة ارتفاع أسعار الطعام الذي سيطال حتى المجتمعات المتقدمة.
وفي السياق نفسه، توقع خبراء الأرصاد الجوية في أميركا أن يؤدي جفاف وطقس حار بمنطقة الغرب الأوسط بالولايات المتحدة في الاسبوع أو الأسبوعين القادمين إلى مزيد من تقلص المحاصيل مخفضا إنتاج هذا العام من الذرة وفول الصويا بعد خسارة أكثر من 60 بالمئة من محاصيل القمح.
البنك الدولي
وقال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم في بيان صدر الأسبوع الماضي، إنه لا يمكن للبنك أن يسمح بأن يكون لارتفاع أسعار الغذاء على المدى القصير أضرار طويلة الأمد على الدول الأكثر فقراً وضعفاً في العالم. وأضاف كيم الذي تولى منصبه مطلع الشهر الجاري أن البنك الدولي وشركاءه يراقبون الوضع عن كثب كي يتسنى له مساعدة الحكومات في تنفيذ سياسات تتيح للناس قدرة أكبر على مواجهة الوضع الذي ينذر بتفاقم. ولفت كيم، وهو خبير في مجال الصحة، إلى أنه عندما ترتفع أسعار الغذاء يكون رد فعل الأسر هو إخراج أبنائها من المدارس وتناول أطعمة أرخص وأقل من حيث القيمة الغذائية، وهو ما قد تكون له آثار كارثية على المدى البعيد على الأوضاع الاجتماعية والصحية والصحة العقلية لملايين الشبان.
وقال إن البنك لديه عدد من البرامج لمساعدة الحكومات إذا ما تفاقم الوضع، حيث تشمل تقديم المشورة لواضعي السياسات وزياد الاستثمارات الزراعية والتمويل السريع وأدوات إدارة المخاطر. كما تشمل برامجاً استشارية للاستجابة بشكل أكثر فعالية للارتفاعات الحادة في أسعار الغذاء.
وأدت موجة جفاف شديدة ضربت الغرب الأوسط الأميركي مؤخرا إلى خفض الإنتاجية المتوقعة للحبوب بدرجة كبيرة، مما جدد ذكريات عام 2008 عندما تسبب ارتفاع أسعار الغذاء في أعمال عنف في بعض الدول وأثار الجدل بشأن استخدام الحبوب في إنتاج الوقود العضوي.
وقفزت أسعار القمح أكثر من 50 بالمئة والذرة أكثر من 45 بالمئة منذ حزيران (يونيو) الماضي، وعزي الأمر بشكل رئيسي إلى جفاف تعرضت له كل من روسيا وأوكرانيا وكازخستان، وهي دول رئيسية في إنتاج الحبوب.
كما رفع الأسعار كثافة الأمطار التي شهدتها أوروبا، وبداية دون المتوسط لموسم الأمطار في الهند. وارتفع كذلك سعر فول الصويا، وهو محصول مهم للغذاء والأعلاف، بنحو 30 بالمئة في الشهرين الماضيين، وبنحو 60 بالمئة منذ نهاية العام الماضي.
استمرار تقلص المحاصيل الأميركية
وفي أميركا توقع خبير الأرصاد الجوية جون دي أن يؤدي استمرار ارتفاع درجات بمنطقة الغرب الأوسط في الاسبوع أو الأسبوعين القادمين إلى مزيد من تقلص المحاصيل.
وقال الخبير لدى «غلوبال ويذر مونيتورنغ» «يبدو أنه اتجاه مستمر لمستوى دون المتوسط لهطول الأمطار في الغرب الأوسط في الأسبوع إلى عشرة أيام القادمة». وأضاف أن درجات الحرارة ستقترب من أواخر الثمانينات إلى أوائل التسعينات من سلم درجات فهرنهايت مع زخات مطر خفيفة. وتسبب الأمطار بعض الارتياح من الجفاف في شمال وشرق الغرب الأوسط لكن المحاصيل ستعاني بشكل عام من أسوأ جفاف في أكثر من 50 عاما وبصفة خاصة في وسط وجنوب حزام الذرة.
ويثير انخفاض المحاصيل في الولايات المتحدة مخاوف بشأن قدرة أكبر بلد مصدر للغذاء في العالم على تلبية احتياجات الصناعات الغذائية ومزارع الماشية ومنتجي الإيثانول. ويؤدي نقص الأمطار أيضا إلى جفاف الممرات المائية وإبطاء نقل شحنات السلع الأولية عبر الأنهار إلى موانئ التصدير في خليج المكسيك.
Leave a Reply