نك ماير – «صدى الوطن»
أكد المشاركون في احتفال «الجمعية الإسلامية الأميركية» (أي أي أس) بالذكرى الـ80 على تأسيس «مسجد ديربورن»، على الرسالة السمحاء للدين الحنيف وضرورة التوحد في مواجهة الجهل والتعصب، كما أكدوا على دور الجمعية الإسلامية في الحفاظ على الثقافة الأم للمهاجرين العرب وأبنائهم عبر الأجيال المتعاقبة.
الحفل الذي أقيم بصالة «بيبلوس» في ديربورن –الجمعة الماضي– شهد حضور العديد من المسؤولين الرسميين والحكوميين، وتميز –بشكل خاص– بحضور رئيس بلدية كولدووتر توماس كرامير، الذي تبعد مدينته حوالي 120 ميلاً عن ديربورن، والتي تضم مسجداً رغم أن عدد سكانها لا يزيد عن 11 ألف نسمة.
وأكد إمام «مسجد ديربورن» حمود عفيف على أن «الجمعية الإسلامية الأميركية» كانت منذ تأسيسها قبل ثمانية عقود «مؤشراً على حقبة جديدة في المجتمع الإسلامي، وفي ولاية ميشيغن، والولايات المتحدة». وقال: «لقد ساعدت الجمعية في تكوين قادة يفهمون الطبيعة السلمية لديننا الإسلامي، وفي الحفاظ على حياة متوازنة تتجنب كل أشكال العنف والتطرف».
أضاف مخاطباً الحضور: «نفخر بكوننا مسلمين وأميركيين، ونقدر انضمامكم إلينا اليوم للاحتفال بـ80 عاماً من التنمية والخدمة المجتمعية في جاليتنا».
وقدمت كل من حاكمة ولاية ميشيغن غريتشن ويتمر والسناتور الديمقراطية في الكونغرس الأميركي ديبي ستابينو رسائل تهنئة للجالية الإسلامية في منطقة مترو ديترويت، وشكرتا إدارة الجمعية الإسلامية على تقديم الخدمة المجتمعية خلال العقود الماضية.
مسجد ديربورن الذي يعتبر ثاني أقدم مركز إسلامي قائم في الولايات المتحدة، كان قد أسس في 1938 على أيدي مجموعة من عمال المصانع اللبنانيين والسوريين في الطرف الجنوبي من مدينة ديربورن (الساوث آند)، الذي شكّل النواة الأولى للجالية العربية في المدينة، ويضم اليوم كثافة يمنية عالية مقارنة بالجاليات العربية الأخرى.
وكان «التواصل المجتمعي» محور كلمة المتحدثة الرئيسية في الحفل، مديرة الأبحاث في «معهد السياسات الاجتماعية والتفاهم» داليا مجاهد التي عملت بدأب على الكشف عن إحصاءات قيمة حول الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة، وشاركت تلك الإحصائيات مع القادة السياسيين ومع المواطنين العاديين لدحض الادعاءات التي تزعم بأن «المسلمين ليسوا أميركيين حقيقيين».
وأكدت على أن بعض المتعصبين والحانقين على الإسلام يحاولون جاهدين، إثبات أن الإسلام يتناقض ويتصادم مع أميركا، مشيرة إلى أن الدين الحنيف يثري الولايات المتحدة، وأن العكس صحيح أيضاً.
كما أشارت إلى أن فهمهما للهوية الإسلامية الأميركية ولتاريخ المساهمات الإسلامية في الولايات المتحدة قد تغيّر في أعقاب قراءتها لكتاب حول الزعيم الحقوقي مالكوم أكس. وقالت: «لقد أدركت بأن عقيدتنا الإسلامية لعبت دوراً في تغيير بلادي»، مضيفة «كما أدركت أن الأشخاص الذين يشاركونني في عقيدتي ساعدوا في تحرير هذا البلد.. أميركا لم تكن لتكون (على ماهي عليه اليوم) لولا الإسلام».
وخلال عملها في «معهد السياسات الاجتماعية والتفاهم»، واظبت مجاهد على تثقيف الناس حول المسلمين الأميركيين من خلال «بحوث موضوعية صارمة»، تكشف في بعض تفاصيلها عن أن «السود يشكلون أكبر مجموعة إسلامية في أميركا، فيما يشكل العرب الأميركيون قرابة 18 بالمئة من المسلمين الأميركيين».
وبحسب مجاهد، فإن المجتمع الإسلامي هو أكثر المجتمعات يفاعة في الولايات المتحدة، وأن متوسط أعمار أبنائه أقل بـ20 عاماً من متوسط أعمار أفراد المجتمع الأميركي، إضافة إلى كونه مجتمعاً متعلماً تعليماً عالياً ويمتلك مهارات كبيرة في خلق فرص العمل.
وأكدت على أن المسلمين الأميركيين يشغلون مناصب مرموقة في مختلف أنحاء البلاد، وقالت: «على سبيل المثال، يشكل المسلمون أقل من 3 بالمئة من سكان ميشيغن، ولكنهم يشكلون 15 بالمئة من الأطباء في الولاية».
وتحدثت مجاهد حول أهمية مكافحة الجهل وكراهية الإسلام وذلك بالاعتماد على الحقائق والأرقام وعدم الاكتفاء بالتبرم والشكوى. وقالت: «كل واحد منا في هذه الصالة له دور في الدفاع عن ديمقراطيتنا وعن تعزيزها.. لقد حان الوقت لمشاركة القصة الإسلامية الأميركية مع الآخرين».
أضافت: «لقد انتهى زمن الإدانة، وانتهينا من إخبار الناس عما نعارضه، وحان الوقت لكي نوضح للآخرين ماذا بنينا وماذا قدمنا وما ضحينا به من أجل تحسين بلادنا».
وخاطبت الحاضرين بالقول: «ثقفوا أنفسكم حول مساهمات المجتمع الإسلامي وأخبروا العالم بذلك.. كونوا سفراء للحقائق».
وبيّنت على أن الانتخابات الرئاسية في 2020 ستكون لها أهمية قصوى، وحثت المسلمين الأميركيين على الادلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة والوطنية على حد سواء، وقالت: «إذا كنتم مؤهلين للتصويت ولم تفعلوا ذلك، فليكن الله بعونكم، وليغفر لكم»، في إشارة بالغة الدلالة على أهمية المشاركة الانتخابية وعدم الاستهانة بها. وقالت: «على كل واحد منا التسجيل للتصويت، والخروج في يوم الانتخابات للادلاء بأصواتنا».
وختمت بالقول: «إنه لا يجب تخويف الناس، وعلى العكس يجب إفهامهم بأن قوة الأرقام هي مفتاح المضي قدماً بمجتمعنا»، لافتة إلى أن «العنصريين ليسوا القاعدة، وإنما هم الاستثناء». وقالت: «لا تدعوهم يقنعونكم بأن العنصريين يتكلمون باسم جميع الأميركيين، لأن الأمر ليس كذلك. لا تخافوا، تواصلوا وابنوا العلاقات والتحالفات من أجل إنقاذ بلادنا».
Leave a Reply