فارمنغتون – خاص “صدى الوطن”
ناتاشا دادو
أثار بيع مدرسة “إيغل الابتدائية” للجمعية الإسلامية الثقافية (آي سي أي) لغطا كبيرا وجدلا ساخنا في أوساط مدينة مدينة فارمنغتون، ومازال يصاحب عملية البيع التي لم تكتمل بعد مزيد من النقاشات والمواقف في المدينة.
وعلقت عضو الجمعية ريم شقيري على تلك المواقف بالقول “لقد كان الأمر صادما لي، فقد كان مؤذيا أن تشعر بذلك الكم من الكراهية، لدرجة أحسست أنني لم أكن أعيش في هذا البلد”.
وكانت شقيري قد حضرت في حزيران (يونيو) الماضي اجتماعا للمجلس التربوي لمدينة فارمنغتون الذي وافق على عملية البيع. وضم الاجتماع عددا من أبناء المدينة الذين عبروا عن مخاوفهم وقلقهم من وجود مركز إسلامي وطالبوا المجلس التربوي بعد إتمام صفقة البيع.
وكان معظم المعارضين من اليهود، لكن ممثلين من “مجلس العلاقات اليهودية المجتمعية” و”التجمع ضد تشويه السمعة” دافعوا عن حق المسلمين في إطلاق مشروع المركز الديني، وأكد واحد منهم قائلا “إن بعض الطروحات في الاجتماع كانت متحيزة وعنصرية”.
وقال رئيس الجمعية الإسلامية فراس ناشف “إن رجال دين، من أديان مختلفة، أخذوا موقفا ضد تلك الطروحات والآراء المتحيزة والمتعصبة”. وأضاف انه سيتابع العمل مع أبناء المجتمع اليهودي من أجل إتمام المشروع مؤكدا على شكره للداعمين لموقفهم ومواقف الجميع ممن يتفهمون المسألة.
وأكد ناشف “إن هذا المشروع سوف يزيد من وحدة المجتمعات في المدينة، وأن المركز الاسلامي المزمع إقامته سوف يبني جسورا مع أولئك الذين عندهم هواجس ومخاوف من دور المركز في المستقبل”.
ونوه: “في غمرة ما يحدث خطر ببالي أنني لن أقف أبدا في طريق بناء أي معبد يهودي أو كنيسة وأنني لن أقف في طريق أي شخص يريد أن يمارس عباداته وشعائر دينه”.
وكانت الجمعية الإسلامية قد تقدمت بمبلغ 1.1 مليون دولار لشراء المدرسة التي كان من المتوقع هدمها، لكن المعارضين لبناء المركز الإسلامي يتذرعون بعدم وضع “لافتة للبيع” بالقرب من المدرسة.. وهو ما قد يكون فوت الفرصة أمام راغبين آخرين بالشراء.
وأكد ناشف أن الجمعية الإسلامية حصلت على موافقة المجلس التربوي ولكن عملية البيع لم تتم بشكل نهائي بعد.
وأضاف “بينما نقوم بعملية إتمام الشراء فإننا نتواصل مع مجتمعنا لنريهم أننا أميركيون مثل غيرنا، فإذا كانت هيئاتنا مختلفة ولدينا معتقداتنا الخاصة فهذا لا يعني أننا أقل وطنية وحبا لهذا البلد من الآخرين”.
من ناحيتها روت شقيري على لسان أحد المعارضين قوله “لماذا علينا استقدام 9/11 إلى هذه المنطقة؟” (في إشارة إلى هجمات أيلول)، كما قالت ميساء راجو وهي متطوعة من “مدرسة الهدى” بالقول “إن الذريعة التي يسوقونها لعدم وجود أعداد كبيرة من المسلمين في المنطقة والذي لا يستوجب بناء مركز إسلامي.. هي ذريعة خاطئة تماما”.
وعلى العكس أكدت راجو “يوجد الكثير من المسلمين الذين يعيشون في مدن فرانكلين وفارمنغتون ووست بلومفيلد وبلومفيلد هيلز، ومدرسة الهدى تجتذب مسلمين أكثر فأكثر إلى هذه المدن”.
ونوهت أن “مدرسة الهدى” هي المدرسة الوحيدة، إضافة إلى مدرسة أخرى في بيفرلي هيلز، القريبة من العائلات المسلمة في المنطقة.
ويتذرع آخرون في معارضتهم لبناء المركز بازدحام المواصلات والضجيج الذي قد يسببه لسكان المنطقة. وتنقل راجو عن إحدى النساء قولها “الأجراس سوف تقرع خمس مرات في اليوم، وأقصد ذلك الشيء الذي يفعله هؤلاء الناس” (في إشارة الى الأذان) وأكدت راجو “ليس هناك أجراس لتقرع!”.
وكان سوء فهم آخر قد حصل إثر دعوة الجمعية الإسلامية ضيفا يكره اليهود وينكر محرقة الهولوكست، ولكن تم إلغاء الدعوة بسبب آراء الضيف المثيرة للجدل ولكونها لا تمثل وجهة نظر أعضاء الجمعية الإسلامية.
راجو أشارت إلى أن “القرآن يطالبنا باحترام جميع الثقافات والأديان والأنبياء وأنا كمسلمة أؤمن بجميع الأنبياء الذين أرسلهم الله وأحترم بحق كل دين على وجه الأرض حتى وإن كنت لا أوافق على تعاليمه”.
وقالت “إن المركز سيكون مكانا لإقامة الصلوات والاحتفال بالمناسبات الدينية كما أنه سيكون مكانا لتجمع غداء شهري لمسلمي المنطقة”.
تجدر الإشارة إلى أن مواقف “مجلس العلاقات اليهودية المجتمعية” و”التجمع ضد تشويه السمعة” المدافعة عن حق المسلمين ببناء المركز، قد قوبلت بالانتقاد من قبل بعض سكان المدينة الذين رأوا أنه لا يجب على هاتين المنظمتين الدفاع عن المسلمين، طالما أن المسلمين لا يدافعون عن اليهود.
لكن شقيري عقبت بالقول “سوف نفعل. سوف ندافع عنهم إذا ارتكب أحد بحقهم خطأ ما”.
أما راجو فأكدت “هذا بلد حر. لو كان هذا المشروع غير إسلامي لما حدث ما يحدث، ولكن لأنه كذلك يريدون أن يصنعوا منه مسألة كبيرة”.
Leave a Reply