لانسنغ، غراند رابيدز – «صدى الوطن» – شهد الأسبوع الأخير من شهر آب (أغسطس) المنصرم إقامة المؤتمرين العامَّين للحزبين الجمهوري والديمقراطي في ميشيغن، حيث رسم كل منهما الخطوط العريضة للمواجهة الانتخابية المنتظرة في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، حيث سيتم انتخاب كامل أعضاء مجلس نواب ولاية ميشيغن بالتزامن مع انتخابات الرئاسة الأميركية التي غالباً ما تصب في صالح الديمقراطيين في ولاية البحيرات العظمى.
الجمهوريون.. إنجازات ولكن
الجمهوريون عقدوا مؤتمرهم الحزبي نهاية الأسبوع الماضي في غراند رابيدز لوضع اللمسات الأخيرة على قوائم مرشحيهم لإنتخابات نوفمبر التي ستشهد عدة سباقات ستخاض على مستوى الولاية، لعل أبرزها سباق مجلس النواب الذي يسيطر عليه حالياً الجمهوريون بواقع 61 مقعداً مقابل 45 للديمقراطيين وأربعة مقاعد شاغرة (مجموع المقاعد 110).
ونظم الجمهوريون مؤتمرهم في غرب الولاية تحت شعار «حماية عودتنا» في إشارة الى التحسن الاقتصادي الملحوظ الذي تعيشه ميشيغن تحت إدارة الجمهوريين الذين سيطروا على جميع سلطات الولاية بعد انتخابات 2010 حيث فازوا بمناصب الحاكم والمدعي العام وسكرتاريا الولاية والأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ وكذلك المحكمة العليا في لانسنغ.
غير أن أكثر ما يهدد تفوق الجمهوريين في الانتخابات القادمة، هو عامل انتخابات الرئاسة الأميركية الذي غالباً ما يصب في صالح الديمقراطيين، إذ تميل ولاية البحيرات العظمى تقليدياً لصالح المرشح الديمقراطي في سباق الرئاسة الأميركية مما ينعكس سلباً على المرشحين الجمهوريين في شتّى السباقات الأخرى التي تخاض على مستوى الولاية.
هو عامل يحاول الجمهوريون احتواءه عبر إلغاء التصويت الحزبي (سترايت تيكيت) الذي لا يزال عالقاً في محكمة الاستئناف الفدرالية السادسة في سنسيناتي، أو عبر النأي بالنفس -قدر الإمكان- عن المرشح الرئاسي المثير للجدل دونالد ترامب وهو ما عبّر عنه بوضوح الحاكم ريك سنايدر الذي أكد في مؤتمر غراند رابيدز إن الأولوية في نوفمبر هي للحفاظ على الأغلبية في مجلس نواب الولاية وليس انتخابات الرئاسة.
كما انتقد سنايدر الصورة السلبية التي تحدث فيها ترامب عن ميشيغن، ولاسيما مدينة ديترويت التي قال «إنها اليوم مكان رائع لاسيما في داونتاون وميدتاون مع أنه لا تزال هناك الكثير من التحديات في الأحياء، ونحن نعمل بجد على تلك.. ولكن أعتقد أن ديترويت واحدة من المدن العائدة للإزدهار في بلادنا»، وكرر سنايدر أنه يركز جهوده على دعم مرشحي حزبه للفوز بمقاعد مجلس النواب وليس منصب الرئاسة.
أما مدعي عام ولاية ميشيغن، بيل شوتي، فقد افتتح المؤتمر بخطاب حماسي شدد فيه على أن هدف الحزب هو الفوز بجميع السباقات على مستوى الولاية داعياً الجمهوريين أن يضعوا أهدافاً وآمالاً كبيرة نصب أعينهم ليكونوا على قدر الانتصار الموعود في نوفمبر، وسبق لشوتي الذي يتجه للترشح لخلافة سنايدر في حاكمية الولاية (2017) أن أعلن دعمه الكامل لترشيح ترامب.
ومن جانبها، أكدت رئيسة الحزب الجمهوري في ميشيغن، رونا رومني ماكدانيال، أن ترامب متمسك بحظوظه في الفوز بولاية ميشيغن رغم تصنيف المراقبين للولاية، بأنها من بين الولايات المحسومة رئاسياً لصالح الديمقراطيين.
وتشير استطلاعات الرأي الى تقدم مريح للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري ترامب في ميشيغن، وذلك بفارق يتراوح بين سبع وعشر نقاط، غير أن الملياردير النيويوركي الذي زار الولاية مؤخراً ثلاث مرات في أقل من شهر يؤكد دائماً أن الفوز سيكون حليفه في ميشيغن.
وكان واضحاً سعي قادة الحزب الجمهوري الى تلافي الخلافات الداخلية التي سادت في المؤتمرات السابقة، حيث تم اعتماد المرشحين غير الحزبيين من دون تصويت، باستثناء مرشَحين اثنين أحدهما لعضوية «مجلس الولاية التربوي» وآخر لعضوية «مجلس حكام جامعة وين ستايت» تم حسم ترشيحهما في الجولة الأولى، وقد اعتمد الحزب دعم المرشحين غير الحزبيين في السباقات التالية:
- المحكمة العليا
(مقعدان: جوان لارسن وديفيد فيفيانو)
- مجلس الولاية التربوي
(مقعدان: توم ماكميلين ونيكوليت سنايدر)
- مجلس حكام جامعة وين ستايت
(مقعدان: مايكل بوسيتو وكيم شمينا)
- مجلس أمناء جامعة ميشيغن ستايت
(مقعدان: ويليم ديري ودان كيلي)
- مجلس أوصياء جامعة ميشيغن
(مقعدان: كارل مايرز ورون ويزر)
الديمقراطيون يعوّلون على كلينتون
الديمقراطيون في ميشيغن عقدوا مؤتمرهم في عطلة نهاية الأسبوع الماضي في مدينة لانسنغ، حيث أعرب قياديو الحزب عن تفاؤلهم بحظوظ كلينتون الرئاسية والتي قد تحملهم الى سلسلة من الإنتصارات على مستوى الولاية في حال أبقت محكمة الاستئناف الفدرالية على آلية التصويت الحزبي التي غالباً ما تصب في صالح مرشحي الحزب الديمقراطي.
ولفت رئيس الحزب في ميشيغن، براندون ديلون، الى أن الناخبين الديمقراطيين عادة ما يقبلون بكثافة على مراكز الإقتراع في الإنتخابات الرئاسية، مشيراً الى أن السباق هذه السنة مثير للإهتمام جداً، مؤكدا أنه كلما كان الإقبال على التصويت كبيرا كان ذلك في صالح الحزب.
لكن ديلون أعرب عن خشيته من أن يكون الدعم الشعبي لترامب «خارج تغطية الرادار»، غير أنه استدرك بالقول إن «معظم إستطلاعات الرأي تشير الى تقدم كلينتون في ميشيغن وينبغي على الديمقراطيين الإستفادة من هذا»، مضيفا بأن «الجائزة الكبرى» ستكون انتزاع الأغلبية في مجلس النواب، كما كان الحال قبل العام ٢٠١٠، «وعندئذ تصبح الفرصة سانحة للضغط على حاكم الولاية ريك سنايدر ومجلس الشيوخ للتفاوض مع الديمقراطيين على قدم المساواة في السنتين القادمتين».
وفي حال تحقق هذا الفوز سوف يصبح زعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس تيم غريميل رئيسا لمجلس النواب، ومن أجل تحقيق ذلك لا بد للديمقراطيين من أن ينتزعوا تسعة مقاعد من الجمهوريين، وبرأي غريمل والمراقبين فإن هذا الهدف يبدو «في متناول اليد» بحسب هؤلاء.
أضاف غريميل «نحن نعلم أن إقبال الديمقراطيين على التصويت سيكون أفضل هذه المرة مقارنة بإنتخابات حاكم الولاية في 2014»، لافتاً الى أن صورة الجمهوريين تضررت كثيراً جراء أزمة المياه في فلنت» علاوة على أن كلينتون لديها حملة ناشطة في الولاية ولها مكاتب وموظفون مدفوعو الأجر أكثر بكثير من حملة منافسها ترامب.
وتم في مؤتمر الحزب الديمقراطي تسمية المرشحين لعضوية مجالس الأمناء والحكام في الجامعات العامة والمجلس التربوي في الولاية إضافة الى مقعدين في محكمة ميشيغن العليا، كما تبنى مؤتمر الحزب أجندة سياسية تدعو الى التعليم الخالي من الديون في الكليات، وإصلاح النظام الضريبي، ورفع الحد الأدنى للأجور.
وفي ما يلي المرشحون غير الحزبيين الذين تبنى مؤتمر الحزب الديمقراطي دعمهم في السباقات التالية:
- المحكمة العليا
(مقعدان: ديبورا طومسون وفرانك زيمانسكي)
- مجلس الولاية التربوي
(مقعدان: رئيس المجلس الحالي جون أوستين والمرشح العربي الأميركي اسماعيل أحمد)
- مجلس حكام جامعة «وين ستايت»
(مقعدان: مارك غافني، وإيفيت أندرسون)
- مجلس أمناء جامعة «ميشيغن ستايت»
(مقعدان: العضو الحالية دايان بايروم، وديان ودارد)
- مجلس أوصياء جامعة «ميشيغن»
(مقعدان: العضوان الحاليان لورنس ديتش، ودينيز إيليتش)
Leave a Reply