واشنطن – برأ مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء الماضي، الرئيس دونالد ترامب من تهمتي «إساءة استغلال السلطة» و«عرقلة عمل الكونغرس» بعد جلستي تصويت عامتين شارك فيهما جميع أعضاء المجلس وسط انقسام حزبي تام، لم يخرقه سوى السناتور الجمهوري والمرشح الرئاسي السابق ميت رومني.
وصوت 52 سناتوراً جمهورياً مقابل معارضة 48 –بينهم رومني– لصالح تبرئة ترامب من تهمة «إساءة استغلال السلطة»، بينما صوت 53 سناتواً لصالح تبرئته من تهمة «عرقلة عمل الكونغرس» مقابل معارضة 47 سناتوراً جميعهم ديمقراطيون.
وكان من المتوقع أن تنتهي المحاكمة بعدما صوت مجلس الشيوخ الجمعة الماضي ضد استدعاء المزيد من الشهود في المحاكمة بواقع 51 صوتاً مقابل 49. ولم ينضم للديمقراطيين سوى سناتورين جمهوريين هما رومني وسوزان كولينز التي عادت وصوتت ضد إدانة الرئيس.
وقام رئيس المحكمة العليا الذي أشرف على المحاكمة جون روبرتس بسؤال أعضاء المجلس عما إذا كان ترامب «مذنباً أم غير مذنب» في التهمتين. وقام كل سناتور بإبداء رده في جلستين أذيعتا على الهواء.
وينص الدستور الأميركي على ضرورة تحقيق غالبية الثلثين أي 67 من أصل مئة عضو في مجلس الشيوخ، لكي تتم إدانة الرئيس.
وبعد التصويت، قال روبرتس إن رئيس الولايات المتحدة «غير مذنب في التهمتين الواردتين بلائحة الاتهام».
ونص الحكم على أن «مجلس الشيوخ حاكم دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة بتهمتين وجههما له مجلس النواب، ولم يجد مجلس الشيوخ أنه مذنب والتالي يحكم المجلس بأن ترامب تمت تبرئته من التهمتين».
وأسدل المجلس بهذا القرار، الستار على محاكمة ترامب التي بدأت في المجلس بعد أن صوت مجلس النواب في ديسمبر الماضي للبدء بإجراءات عزل ترامب بناء على التهمتين اللتين أقرهما الديمقراطيون حصراً.
وطالب الديمقراطيون بعزل الرئيس الـ45 للولايات المتحدة لأنه حاول إرغام أوكرانيا على التحقيق بشأن خصمه المحتمل في الانتخابات الرئاسية، جو بايدن، عبر تجميد مساعدة عسكرية لكييف، فيما أكد ترامب أنه ضحية حملة نظمها الديمقراطيون الذين لم يتقبلوا بعد، فوزه في انتخابات 2016.
وكان مجلس النواب قد اتهم ترامب بأنه ضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من مرة للتحقيق في أمر بايدن حول الكيفية التي حصل فيها ابنه هنتر بايدن على وظيفة في شركة غاز أوكرانية إبان تولي بايدن للملف في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وأثار ترامب، وبعض أعضاء الحزب الجمهوري تساؤلات حول ما إذا كان حصول هنتر بايدن على وظيفة عضو في مجلس إدارة شركة «بوريسما» الأوكرانية للغاز بمثابة تعارض في المصالح.
وبحسب التقارير، فقد انضم هنتر بايدن إلى مجلس إدارة الشركة الأوكرانية في 2014 بعد فترة وجيزة من زيارة قام بها والده لأوكرانيا.
من جانبه، أشاد البيت الأبيض بالتصويت الذي أجراه مجلس الشيوخ ووصف عملية المساءلة بأنها «حملة قامت على سلسلة من الأكاذيب».
وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض في بيان «اليوم، انتهت محاولة المساءلة المختلقة التي حاكها الديمقراطيون بإبراء تام لذمة الرئيس دونالد ترامب. وكما كنا نقول طوال الوقت، هو ليس مذنباً».
تعليق ترامب
اعتبر الرئيس دونالد ترامب في أول مؤتمر صحفي له بعد تبرئة مجلس الشيوخ له أن قرار المجلس يعتبر «انتصاراً» لإدارته، مشيراً إلى أن إجراءات العزل ما كان يجب أن تحدث من الأساس. وقال ترامب في تصريحات من البيت الأبيض إن ما جرى هو «غش وأكاذيب وأتمنى ألا يحدث ذلك لأي رئيس بعدي».
واتهم الديمقراطيين بأنهم «كانوا يدركون منذ اليوم الأول أننا أبرياء لكنهم استمروا في محاكمة سياسية وغير قانونية»، وقال إنهم «اختلقوا الحقائق من أجل عزلي وحرفوا نص مكالمتي مع الرئيس الأوكراني».
وتابع ترامب أنه تعرض لحملة استهداف شريرة منذ اليوم الأول لتسلمه الرئاسة، ووصف رئيسة مجلس النواب التي قادت جهود عزله بأنها «امرأة سيئة».
ووجه الرئيس، الشكر لزعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، قائلاً إنه «قام بعمل رائع».
Leave a Reply