واشنطن – حذر قياديون جمهوريون في الكونغرس، الرئيس دونالد ترامب من الإقدام على إقالة المحقق الخاص روبرت مولر قبل انتهائه من التحقيقات في التواطؤ المحتمل لحملة ترامب الانتخابية مع روسيا.
وقال رئيس مجلس النواب، الجمهوري بول راين، الثلاثاء الماضي: «يجب أن يكون المدعي الخاص حراً لاستكمال تحقيقاته حتى النهاية دون تدخل». وأضاف: «أنا واثق، من أنه سيكون بوسعه فعل ذلك. تلقيت تطمينات بأن إقالته ليست حتى موضع دراسة».
وأكد راين: «لدينا نظام يستند إلى حكم القانون في هذا البلد. لدينا نظام قضائي ولا أحد فوق النظام القضائي».
وأوردت تقارير بأن ترامب يفكر في إقالة مولر، الذي يركز في تحقيقاته على ترامب، ومستشاريه المقربين وأفراد أسرته، رغم نفي محامي البيت الأبيض تاي كوب هذه التقارير.
وقال كوب رداً على تكهنات وسائل الإعلام والتساؤلات المرتبطة بذلك التي تُوجه للإدارة، يؤكد البيت الأبيض من جديد أن الرئيس لا يفكر أو يناقش إقالة المحقق الخاص روبرت مولر».
ترامب ينتقد
وكان الرئيس قد انتقد التحقيق الذي يجريه مولر معتبراً أنه «غير عادل»، وقال يوم السبت الماضي «تحقيق مولر ما كان ينبغي له أن يبدأ لأنه لا يوجد تواطؤ ولا توجد جريمة».
وذكر ترامب في تغريدة أخرى على «تويتر»، أن مولر يضم فريقاً من الديمقراطيين الذين وصفهم بـ«المتشددين» الداعمين لهيلاري كلينتون.
وتساءل ترامب: «لمَ يضم فريق مولر 13 ديمقراطياً متشدداً، بعض كبار مناصري هيلاري الفاسدة، ويخلو من أي جمهوري؟ ومؤخراً أضيف ديمقراطي آخر».
وجاءت تغريدات الرئيس ضد فريق مولر، بعد يومين من إقالة النائب السابق لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، آندرو ماكيب، من قبل وزير العدل جيف سيشنز على خلفية اتهامه بتضليل محققين بالوزارة وتسريب معلومات غير مصرح بها للإعلام في مناسبات عديدة.
وقال ترامب في تغريدة إن الإقالة تمثل «يوماً عظيماً لرجال ونساء مكتب التحقيقات الفدرالي الذين يعملون بجد. إنه يوم عظيم للديمقراطية».
يشار إلى أن ماكيب كان مقرباً من المدير السابق لـ«أف بي آي» جيمس كومي الذي أعفاه الرئيس ترامب من مهامه في العام الماضي وكان حينها منخرطاً في التحقيق بقضايا متعلقة برسائل البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون وكذلك حول مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016.
وأشار ترامب في تغريدته إلى أن ماكيب «يعرف كل شيء عن الأكاذيب والفساد الذي يحدث على أعلى المستويات في مكتب التحقيقات الفدرالي».
وقد نفى ماكيب الاتهامات الموجهة له، وجاءت إقالته قبل يومين من موعد تقاعده من العمل.
ويحقق مولر في ما إذا كان الفريق الانتخابي لترامب قد تواطأ مع الكرملين خلال الاقتراع الرئاسي في 2016، وهو ما يعتقد الديمقراطيون أنه عزز من فرص ترامب للفوز في الانتخابات أمام منافسته هيلاري كيلنتون.
بداية النهاية
ويسعى مولر أيضاً إلى كشف ما إذا كان ترامب حاول عرقلة عمل القضاء بإقالته مدير «أف بي آي» السابق، جيمس كومي، في أيار (مايو) 2017.
وقال السناتور الجمهوري جيف فلايك الذي وجه انتقادات حادة لترامب إن أحدث تعليقات للرئيس بدت وكأنها تستهدف إقالة مولر. وقال السناتور الجمهوري لينزي غراهام وهو جمهوري أيضاً إنه إذا أقدم ترامب على إقالة مولر فسيكون ذلك «بداية النهاية لرئاسته».
وكان جون دود المحامي الشخصي لترامب قد دعا نائب وزير العدل رود روزنستاين الذي يشرف على مولر إلى «وضع نهاية للتحقيق حول تواطؤ روسيا المزعوم الذي أعده جيمس كومي رئيس ماكيب».
وانتقد النائب الجمهوري تراي غاودي في مقابلة مع «فوكس نيوز» محامي ترامب قائلاً «أعتقد أن محامي الرئيس يضر به عندما يقول ذلك وعندما يصور التحقيق بهذا الشكل».
Leave a Reply