واشنطن – في مناظرة حامية حول السياسة الخارجية الاميركية والأمن القومي الأميركي، انتقد المرشحون الجمهوريون المحتملون في انتخابات الرئاسة القادمة سياسة ادارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما وطالبوا بفرض عقوبات على البنك المركزي الايراني والتشدد مع باكستان.
وشهدت المناظرة، التي جرت الثلاثاء الماضي في واشنطن بتنظيم من شبكة “سي أن أن”، وهي الثانية بشأن السياسة الخارجية خلال عشرة أيام، جدلاً ساخناً حول عدد من القضايا منها قوانين مكافحة الارهاب وأفغانستان.
وفي نقاش بشأن سبل وقف مساعي ايران لامتلاك أسلحة نووية، أيد نيوت غينغريتش، رئيس مجلس النواب السابق الذي يتصدر المرشحين الجمهوريين المحتملين، وريك بيري حاكم ولاية تكساس فرض عقوبات على البنك المركزي الايراني وهو ما وصفه غينغريتش “بالفكرة الجيدة.”
وقال عن ايران “أعتقد ان تغيير النظام قبل ان يمتلك سلاحا نوويا بدون حرب أفضل من تغيير النظام بحرب وذلك أيضا أفضل من السماح لهم بامتلاك سلاح نووي”.
واتفق المرشحون المحتملون بدرجة كبيرة على الحاجة الى تشديد قوانين مكافحة الارهاب والرقابة الداخلية وان حذر كثيرون من الخطر المحتمل للتعدي على الحريات المدنية.
وهاجم الجمهوريون باكستان وتساءل البعض عما اذا كان بوسع الولايات المتحدة ان تثق فيها. وقال بيري ان باكستان لا تستحق المساعدات الاميركية لانها لم تبذل ما فيه الكفاية للمساعدة في الحرب ضد القاعدة.
وقال بيري “تقديم شيكات لدول لا تمثل بوضوح المصالح الاميركية هو تصرف غير منطقي”.
واختلفت معه في الرأي النائبة ميشيل باكمان، عضو لجنة المخابرات في مجلس النواب الاميركي، واعتبرت رأيه “ساذجا”، وقالت ان على الولايات المتحدة ان تطلب أكثر من باكستان النووية “غير المستقرة التي يسودها العنف”.
ووصفت باكمان باكستان بأنها “دولة كاذبة تفعل كل ما يمكن تصوره بطريقة خاطئة لكنها في نفس الوقت تقدم لنا معلومات مخابرات عن القاعدة”.
وانتقد الديمقراطيون المرشحين الجمهوريين لقلة خبرتهم في السياسة الخارجية. وجون هانتسمان السفير الاميركي السابق في الصين هو المرشح الوحيد الذي لديه تجربة عميقة في السياسة الخارجية.
المنافسة
وتتوجه الانظار الى المرشح غينغريتش، الرئيس السابق لمجلس الشيوخ، بعد ان اشارت استطلاعات الرأي الى انه بات يتنافس مع حاكم ماساتشوستس ميت رومني على صدارة لائحة المرشحين المحتملين الجمهوريين.
وستجري اول انتخابات للمرشحين الجمهوريين في الثالث من شهر كانون الثاني (يناير) المقبل في ولاية ايوا.
واظهر استطلاع للرأي اجرته جامعة “كونيباك” ان غينغريتش يتقدم على رومني حيث حصل على 26 بالمئة مقابل 22 بالمئة لرومني. كما اشارت استطلاعات الرأي الى تراجع فرص المرشحين الجمهورين الاخرين في الانتخابات الداخلية للحزب الجمهوري مثل عضو مجلس النواب ميشيل باكمان وحاكم تكساس ريك بيري ورجل الاعمال هيرمين كاين.
ويقول المحللون ان القاعدة العريضة للحزب غير مقتنعة بترشيح رومني لخوض الصراع ضد الرئيس أوباما وكانت تبحث عن شخصية جمهورية معروفة قادرة على تحدي أوباما.
وكان الجانب الاقتصادي والقضايا المحلية قد احتلت الصدارة في الحملة الانتخابية في الحزب الجمهوري حتى الان على حساب موضوع الامن القومي. وباستثناء المرشح الجمهوري وحاكم يوتا السابق جون هانتسمان الذي عمل سفيرا لدى الصين لا يمتلك المرشحون الاخرون خبرة تذكر في مجال السياسة الخارجية.
Leave a Reply