التدهور الاقتصادي في عهدها وضع ديمقراطيي الولاية في موقع الجمهوريين في آخر عهد بوش
لانسنغ – خاص “صدى الوطن”
العام الجاري سيكون آخر أعوام ولاية ميشيغن تحت حكم الديمقراطية جنيفر غرانهولم، ففي تشرين الثاني (نوفمبر) القادم سيتوجه ناخبو الولاية الى صناديق الاقتراع لانتخاب حاكم جديد.
غرانهولم التي ألقت مؤخراً “خطاب حال الولاية” الأخير لها في مبنى الكابيتول في العاصمة لانسنغ حاولت تسليط الضوء على مآثرها خلال سبع سنوات من الحكم، فلقد دافعت عن سجلها في المنصب، واعتبرت ما انجزته للولاية تراثا، في حين يقول آخرون ان سنوات حكمها كانت بمثابة ويلات شهدت فيها الولاية تراجعا اقتصاديا رهيبا تثبته أرقام البطالة ونزيف الوظائف وارتفاع الفقر وانخفاض قيمة العقارات بشكل دراماتيكي فاق معدلات الولايات الأميركية بشكل عام.
لكن في ضوء سعي الحزبين لاجتراح رؤى لمستقبل ميشيغن في خضم السباق الانتخابي لخلافة غرانهولم، فان صورة هذه الحاكمة التي لا تتمتع بتأييد شعبي ستظل ماثلة طوال العام، لتشكل شبحا للديمقراطيين يفتت في عضدهم وقد يفقدهم الكرسي في لانسنغ.
حتى اللحظة أعلن خمسة جمهوريين ترشحهم لمنصب الحاكم يتصدرهم في استطلاعات الرأي النائب العام في الولاية مايك كوكس، يليه عضو الكونغرس الاميركي بيتر هويكسترا، وشريف مقاطعة اوكلاند مايك بوشارد، ورجل الاعمال من اناربر ريك سنايدر، والسناتور في كونغرس الولاية توم جورج.
أما على الضفة الديمقراطية فهناك نوع من التردد في إعلان الترشيحات فقد حسم فيرغ بيرنيرو رئيس بلدية لانسنغ ترشحه الأسبوع الماضي عن الحزب الديمقراطي بعد أسابيع من التردد، فيما لا يزال رئيس مجلس نواب الولاية آندي ديلون يدرس إمكانية ترشحه أما نائب غرانهولم لسبع سنوات جون تشري انسحب من حلبة السباق لارتباط اسمه باسمها.
بالإضافة الى بيرنيرو وحدها عضو الكونغرس الاميركي ايليا ويلر أكدت ترشحها لمنصب حاكمة الولاية ميشيغن. ومما لا شك فيه ان المرشحين الديمقراطيين سيخوضون السباق بخطة مضادة لسياسات غرانهولم التي لا تتمتع باكثر من 30 بالمئة من التأييد الجماهيري في الولاية حسب آخر استطلاعات الرأي.
ورغم ارتفاع حظوظ الجمهوريين في وراثة غرانهولم لا يقطع الديمقراطيون الأمل في إمكانية تحقيق الفوز، إذ يقول زعيم الحزب الديمقراطي في ميشيغن مارك بريور “اظهرت البحوث ان هذا السباق سيكون محموما، بغض النظر عن تضاؤل شعبية غرانهولم”. ويتابع “ليس من حاجة للتهرب من سجل غرانهولم، ولكننا نتحدث عن المستقبل”، واضاف “مرشحونا سيكون لهم رؤاهم الخاصة، ومقترحاتهم لما سوف يقومون به في السنوات الاربعة او الثمانية المقبلة في حال انتخابهم لمنصب حاكم الولاية”.
هناك اجماع على ان الابتعاد عن غرانهولم يعد ذكاء سياسياً بغض النظر عن صاحبه جمهوريا كان ام ديمقراطيا، وذلك بسبب التدهور الاقتصادي الحاد تحت ظل حكم غرانهولم وانعدام الرؤيا للخروج من الأزمة الحالية.
وكانت غرانهولم صرحت مؤخراً لصحيفة “ديترويت نيوز” الاسبوع الماضي من ان احدا ليس لديه القدرة على اجتراح الحلول، وقالت “بما في ذلك أنا، ولم يكن ليقدر على ذلك ديك ديفوس” الذي نافسها في انتخابات ٢٠٠٦. واضافت “اعتقد ان الناخبين في ميشيغن سيؤثر في قرارهم مسألة من يحكم الولاية حاليا”.
أمام هذه الصورة يحاول الديمقراطيون عدم الاستسلام وخوض السباق لحاكمية ولاية ميشيغن تعتبر عادة “ولاية زرقاء” (ديمقراطية) بكل عزم وأمل. فهناك الكثيرون من داعمي الحزب يقولون ان غضب الناس لن يكون موجها نحو الديمقراطيين أو الجمهوريين، خاصة وأن الحزب الجمهوري الذي يسيطر على مجلس شيوخ الولاية لم يقدم حلولا من شأنها تحسين الوضع، وأنه فقط سوف يسعى لاستغلال تراجع شعبية غرانهولم في الانتخابات القادمة، في حين ان المرشحين الديمقراطيين سيلجأون الى اساليب مختلفة عن تلك التي اعتمدتها غرانهولم.
ويصور البعض حال الديمقراطيين في الولاية بحال الجمهوريين في أميركا في آخر عهد بوش حيث عمل الديمقراطيون جاهدين في محاولة الربط بين كل مرشح جمهوري بالرئيس السابق جورج بوش، بدءا من الكونغرس ولغاية مفوض في أحد المقاطعات، أما الآن فتبدلت المواقع وكل مرشح جمهوري في ميشيغن سوف يربط بين خصمه وبين ادارة غرانهولم الفاشلة.
في ندوة حول السباق الانتخابي عقدت مؤخرا في مدينة غراند رابيدز، التي تعتبر مدينة موالية بمعظمها للحزب الجمهوري، شن المرشحون الجمهوريون هجوما على غرانهولم، دون التطرق لاسمها، منتقدين علاقتها بكونغرس الولاية وفشلها في سد العجز في الموازنة وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات جريئة.
الجمهوريون بحسب بريور، رئيس الحزب الديمقراطي في ميشيغن، سيقومون بضرب من الغباء اذا ما اعتبروا جوهر السباق الانتخابي هو غرانهولم، في حين قال زعيم الحزب الجمهوري السابق في ميشيغن ساول انوزيس ان سجل الديمقراطيين في حكم الولاية سبع سنين والفوضى التي خلفوها وراءهم ستكون واحدة من موضوعات النقاش الأساسية في السباق الانتخابي. وقال “اعتقد انك سترى جميع المرشحين على منصب الحاكم يتحدثون عن كيفية ادارة الجمهوريين للولاية بشكل مختلف، واعتقد ان هذه ستكون واحدة من أقوى نقاط القوة عندنا”، واضاف انوزيس ان غرانهولم حاولت في خطابها الاخير التلاعب بالالفاظ، لكنها لن تخدع الناخبين، وان الجمهوريين سيظلون يذكرون الناس بان سكان ميشيغن في عهد غرانهولم خسروا وظائفهم ومواطنيهم وابناءهم الذين ذهبوا يبحثون عن وظائف في ولايات اخرى.
من ناحيته حذر محافظ مقاطعة وين روبرت فيكانو الذي سحب ترشحه لهذا المنصب، الجمهوريين من هكذا استراتيجية، خشية ان يكون لها آثار معاكسة عليهم، وقال “ديتروت نيوز” اذا اعتمد الجمهوريون سياسة مناهضة لغرانهولم في حملتهم الانتخابية، فانهم بذلك يضعون انفسهم على حافة الخطر، فالناس بحاجة الى اجابات، وليسوا منتظرين انتقاد سياسات بائدة او التبجح بالقول كان يفترض عمل كذا وكان يلزم اتخاد القرار هذا او ذاك.
Leave a Reply