لانسنغ
على وقع الموجة الحمراء التي اجتاحت ميشيغن في انتخابات الثلاثاء الماضي، نجح الجمهوريون في استعادة الأغلبية التشريعية بمجلس نواب الولاية، بعد تمكنهم من الإطاحة بأربعة نواب ديمقراطيين حاليين.
وفي حين سارع الجمهوريون إلى تسمية زعيم الأقلية الحالي، النائب مات هول، لمنصب رئيس مجلس النواب الجديد، قرر النواب الديمقراطيون نقل قيادتهم إلى النائب الهندي الأميركي عن كانتون، رانجيف بوري، الذي اختير لمتولي منصب زعيم الأقلية مع بدء المجلس الجديد لمهامه في بداية العام 2025.
ومن شأن نتائج الانتخابات التي منحت الجمهوريين 58 مقعداً مقابل 52 للديمقراطيين، أن ترخي بظلالها على السنتين الأخيرتين من عهد الحاكمة الديمقراطية غريتشن ويتمر التي استفادت على مدار العامين الماضيين من سيطرة حزبها على الأغلبية التشريعية في مجلسي نواب وشيوخ الولاية، مما مكّنها من توقيع ميزانيات وقوانين عديدة رغم المعارضة المطلقة من الأقلية الجمهورية.
ويتألف مجلس نواب ميشيغن من 110 دوائر، ويسيطر الديمقراطيون حالياً على 56 منها، علماً بأن أعضاء المجلس يتم انتخابهم كل سنتين، على عكس مجلس شيوخ الولاية المكون من 38 عضواً ويُنتخب أعضاؤه كل أربع سنوات.
ورغم احتفاظ الديمقراطيين بالأغلبية (20–18) في مجلس شيوخ الولاية للسنتين القادمتين، سوف يتعيّن على الحاكمة الديمقراطية أن تتعاون مع الأغلبية الجمهورية الجديدة في مجلس النواب لإقرار الموازنة العامة وتمرير القوانين الجديدة، مما قد يحولها إلى «بطة عرجاء».
قلب أربعة مقاعد
انتقال الأغلبية النيابية إلى الضفة الجمهورية، جاء نتيجةً لهزيمة نواب ديمقراطيين حاليين في أربع دوائر كالآتي:
– «الدائرة 27» في منطقة «داون ريفر» بمقاطعة وين، حيث خسرت النائبة الديمقراطية الحالية جايمي تشرتشز أمام الناشطة الجمهورية رايلي لينتينغ بنحو ألفي صوت.
– «الدائرة 44» في منطقة باتل كريك بمقاطعة كالهون في غرب ميشيغن، شهدت خسارة النائب الديمقراطي الحالي جيم هادسما بفارق أقل من ألفي صوت أمام المرشح الجمهوري ستيف فريزبي، وهو عضو في مجلس مفوضي مقاطعة كالهون.
– «الدائرة 58» في منطقة ستيرلنغ هايتس بمقاطعة ماكومب، حيث خسر النائب الديمقراطي الحالي نايت شانون بفارق حوالي ثلاثة آلاف صوت أمام الجمهوري رون روبنسون، وهو عضو حالي في مجلس بلدية يوتيكا.
– «الدائرة 109» في منطقة ماركيت بشبه الجزيرة العليا من ميشيغن، شهدت خسارة النائبة الديمقراطية الحالية جَن هيل بفارق حوالي 1,300 صوت أمام المرشح الجمهوري كارل بوناك، وهو عالم أرصاد جوية سابق.
وتعليقاً على نتائج الانتخابات، أكد زعيم الأقلية مات هول، وهو نائب جمهوري عن مقاطعة ساغينو، في بيان، أن «مع الأغلبية الجمهورية الجديدة، سيكون لميشيغن صوت أقوى في النضال من أجل قيم الأسر العاملة ومعالجة القضايا الأكثر أهمية بالنسبة لهم مثل المدارس والأحياء الآمنة، والاقتصاد بأسعار معقولة، والحكومة التي توفر قيمة مقابل دولارات دافعي الضرائب».
وأكد هول –عقب تسميته رئيساً لمجلس النواب المقبل، عزمه على التركيز في مجالات مشتركة مع الديمقراطيين مثل تمويل الطرق وإضفاء المزيد من الشفافية على عملية إعداد الميزانية، مشدداً على ضرورة منح المشرعين الوقت الكافي لمراجعة الميزانية، بدلاً من تقديمها لهم في «منتصف الليل» للتصويت عليها دون معرفة ما بداخلها، وفقاً لتعبيره.
من جانبه، أقر رئيس مجلس النواب الحالي، الديمقراطي جو تايت (عن ديترويت) بأن الديمقراطيين فشلوا في الاحتفاظ بالأغلبية رغم عملهم الجاد، داعياً إلى أن تكون نتائج الانتخابات «فرصة لإعادة التجمع وإعادة البناء خلال الفترة المقبلة». وتعهد تايت بأن يبذل الديمقراطيون جهوداً حثيثة لاستعادة الأغلبية و«تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً لملايين السكان الذين جعلوا من ميشيغن موطنهم».
ومع إعلان تايت عدم رغبة بتولي زعامة الأقلية المجلس الجديد، اختار الديمقراطيون النائب رانجيف بوري لخلافته بوصفه نائباً وسطياً سيعمد إلى توحيد كتلتهم ومحاولة استعادة الأغلبية في انتخابات ٢٠٢٦.
وجاء اختيار بوري، على حساب النائبة عن ليفونيا، لوري بوهاتسكي والنائب عن آناربر جيسون مورغان، اللذين أعلنا ترشحهما للمنصب.
عربي وحيد
تمكن النائبان الديمقراطيان عن ديربورن وديربورن هايتس، العباس فرحات وأرين بيرنز الاحتفاظ بمقعديهما في مجلس نواب ميشيغن، بعد تحقيق فوزين مريحين على منافسيهما الجمهوريين.
وفاز العباس فرحات بـ«الدائرة 3» التي تشمل معظم ديربورن بالإضافة إلى منطقة وورنديل في ديترويت، بعد حصوله على نحو 70 بالمئة من الأصوات (17,265 صوتاً) بمواجهة منافسه الجمهوري ريتشارد زيل الذي حاز على 7,049 صوتاً مقابل 1,112 صوتاً لمرشح حزب «الطبقة العاملة» لاري بتس، بحسب النتائج النهائية غير الرسمية.
وبفوزه، سيكون النائب اللبناني الأصل، العضو العربي الأميركي الوحيد في مجلس نواب ولاية ميشيغن، بعد قرار النائب اليمني الأميركي أبراهام عياش عدم الترشح للاحتفاظ بمقعده النيابي عن منطقة هامترامك.
أما في «الدائرة 15» التي تغطي جزءاً من غرب ديربورن وكامل ديربورن هايتس باستثناء أحياء محدودة في أقصى شمال غربي المدينة، فقد واجهت النائبة الديمقراطية بيرنز منافسة أكثر جدية من الجمهوري غاري غاردنر الذي حصل على 43.7 بالمئة من الأصوات (حوالي 15,500 صوت) مقابل نحو 20 ألفاً للنائبة الديمقراطية.
Leave a Reply