ويتمر طلبت تمديد حالة الطوارئ لعشرة أسابيع إضافية لمواجهة وباء كورونا
لانسنغ – رفضت الأغلبية الجمهورية في مجلس ميشيغن التشريعي –الثلاثاء الماضي– طلب حاكمة الولاية الديمقراطية غريتشن ويتمر، بتمديد حالة الطوارئ لمدة 70 يوماً إضافياً لمكافحة وباء كورونا. واكتفى المشرعون الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ بتمديد الصلاحيات الاستثنائية للحاكمة حتى نهاية شهر نيسان (أبريل) الجاري.
ومنذ الإعلان عن أول إصابتين بفيروس «كوفيد–19» في ميشيغن مساء العاشر من آذار (مارس) المنصرم، أصدرت ويتمر العديد من القرارات الأحادية بموجب قانون الطوارئ لعام 1976، غير أن دستور الولاية يمنعها من مواصلة صلاحياتها الاستثنائية لأكثر من 28 يوماً دون موافقة السلطة التشريعية المتمثلة بمجلسي النواب والشيوخ.
وأصدرت ويتمر حتى الآن، عشرات الأوامر التنفيذية لمواجهة الوباء، ومن ضمنها: إنهاء العام الدراسي، وإغلاق المطاعم والحانات وصالونات الحلاقة والتجميل والمؤسسات التجارية «غير الأساسية»، إضافة إلى دعوة سكان الولاية إلى البقاء بمنازلهم حتى 13 أبريل.
وفي أول قرار بعد تمديد صلاحياتها الاستثنائية قررت ويتمر الخميس الماضي تمديد قرار «إبقَ في المنزل وإبق آمناً!»، حتى نهاية أبريل، مستغلة بذلك، الحدود القصوى التي منحها لها المجلس التشريعي.
ثلاثة أسابيع بدلاً من عشرة
ففي جلسة الثلاثاء الماضي، 7 أبريل، أقر المشرعون في لانسنغ، تمديد حالة الطوارئ لمدة 23 يوماً فقط، مما يمنح الحاكمة سلطة اتخاذ القرارات الأحادية حتى نهاية الشهر الجاري. وقد أبدى الجمهوريون انفتاحهم على تمديد إضافي في حال استمرار تفشي وباء كورونا.
وفضّل عشرات المشرعين عدم الحضور إلى مبنى الكابيتول للمشاركة في جلستي النواب والشيوخ، بسبب المخاوف من الفيروس الذي أصاب عضوين في مجلس النواب، بينهما النائب الديمقراطي عن ديترويت وهامترامك، آيزيك روبنسون، الذي توفي في 29 مارس الماضي. وقد وضعت الزهور وأوشحة الحداد على مقعده خلال جلسة الثلاثاء المنصرم.
وبحضور 87 نائباً من أصل 110، رفضت الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، تعديلين تقدم بهما الديمقراطيون، الأول يطالب بتمديد حالة الطوارئ لمدة 70 يوماً –كما طلبت الحاكمة– في حين دعا الثاني إلى السمح بانعقاد الجلسات التشريعية واجتماعات اللجان الفرعية عبر الإنترنت.
وقال حساب تكتل النواب الجمهوريين على «تويتر» قبيل انعقاد الجلسة، إنه في حين أن الصحة العامة «هي أولويتنا القصوى»، فإن التمديد لمدة 70 يوماً «طويل جداً».
وأضافوا متسائلين «ماذا عن مئات آلاف سكان ميشيغن الذين فقدوا وظائفهم؟ ماذا نقول للمسنين المعزولين عن عائلاتهم وأصدقائهم؟ لا يمكننا أن نطلب منهم أن يفقدوا الأمل لعشرة أسابيع إضافية».
وتقدم أكثر من 800 ألف شخص من سكان ميشيغن، بطلبات للحصول على إعانات البطالة، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
من جانبها، اعترضت زعيمة الأقلية الديمقرطية في مجلس النواب، كريستين غريغ، على عملية التصويت التي جرت برفع الأيدي دون تسجيل الأصوات.
وشككت النائبة عن فارمنغتون هيلز، بقانونية عملية التصويت، متهمة المجلس بالتقصير في مواجهة الأزمة.
كذلك انتقدت غريغ، رئيس مجلس النواب، الجمهوري لي تشاتفيلد، لعدم السماح بانعقاد الجلسات التشريعية عن بعد. وقد رد الأخير بأنه اعتمد بروتوكولات جديدة لمكافحة انتقال العدوى بين المشرعين، من ضمنها مراعاة التوصيات الفدرالية بـ«التباعد الاجتماعي».
أما في مجلس الشيوخ، فقد استغرقت الجلسة 13 دقيقة فقط، ولم تشهد أية مداخلات من الأعضاء الذين استعمل معظمهم الكمامات طوال الوقت. وتقدم زعيم الأقلية الديمقراطي السناتور جيم أنانيش، بمقترح لتمديد الطوارئ حتى 16 حزيران (يونيو) لكن الأغلبية الجمهورية رفضت التعديل.
وترأس جلسة الشيوخ التي تغيب عنها 14 سناتوراً من أصل 38، نائب الحاكمة، الديمقراطي غارلين غيلكريست، الذي ارتدى كمامة وقميصاً طبع عليه: «الجميع ضد كوفيد–19».
فريق عمل
وعقب جلسة الثلاثاء الماضي، أعلن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، السناتور مايك شيركي، عن تشكيل فريق عمل من الحزبين، مهمته إعادة إحياء اقتصاد الولاية تدريجياً عبر اعتماد معايير خاصة لحماية العمال من تفشي وباء كورونا.
وأقر شيركي بصعوبة عودة الأمور إلى طبيعتها دفعة واحدة، غير أنه طالب بعودة تدريجية عبر السماح بممارسة بعض الأعمال، مثل قص الأعشاب وتنسيق الحدائق، كبداية.
ومن المتوقع أن يرفع فريق العمل توصياته إلى الحاكمة في موعد أقصاه 17 أبريل.
غير أن الحاكمة الديمقراطية ترى أنه لازال من المبكر عودة الأمور إلى طبيعتها في ظل استمرار تسجيل الإصابات والوفيات بفيروس «كوفيد–19».
ورغم التقديرات الفدرالية التي تشير إلى أن الوباء سيلغ ذروته، الأسبوع القادم، تقول ويتمر إنها لا تزال تتوقع أن تكون الذروة في أواخر أبريل وأوائل أيار (مايو) المقبل، مستندة إلى نماذج افتراضية لـ«جامعة ميشيغن».
وبدورها، قالت المديرة الطبية التنفيذية لولاية ميشيغن، الدكتورة جونيه خلدون، إن أي شخص يحاول التنبؤ بموعد ذروة الوباء «لن يكون دقيقاً تماماً»، مشيرة إلى أنه مع ورود المزيد من البيانات والفحوصات، «سوف نكون أكثر دقة».
Leave a Reply