ديترويت – عشية أول عاصفة ثلجية تضرب ميشيغن هذا الشتاء، أعلنت شركات الطاقة ومفوضيات الطرقات المحلية عن استعدادها لحالات الطوارئ التي قد تنشأ عن الظروف الجوية القاسية التي ستخيّم على الولاية خلال عطلة عيد الميلاد المجيد.
ويخضع نحو ثلث السكان في الولايات المتحدة، أو ما يقرب من 100 مليون شخص لتحذيرات الطقس بفعل الصقيع الذي سيضرب معظم الولايات الأميركية.
وبحسب هيئة الأرصاد الجوية، تهدد العاصفة القطبية المرتقبة، حياة السكان في المناطق الأكثر تضرراً، وخاصة السهول الكبرى والغرب الأوسط، محذرة من «خطر كبير على حياة أي شخص تتقطع به السبل خلال العاصفة».
في ميشيغن، قال مسؤولون في شركة الطاقة DTE Energy، التي تزود 2.3 مليون مستهلك بالكهرباء في جنوب شرقي الولاية، إن أطقم الطوارئ التابعة لها تقف على أهبة الاستعداد لإصلاح أي عطل قد يطرأ على الشبكة الكهربائية بسبب العاصفة القطبية التي تضرب المنطقة ابتداء من يوم الجمعة (مع إعداد هذا التقرير) وحتى صبيحة عيد الميلاد المجيد الذي سيكون أبرد عيد ميلاد تشهده ديترويت منذ ما يقرب من 40 عاماً.
ويشير خبراء الطقس إلى أن العاصفة القطبية التي ستدفن منطقة ديترويت تحت خمسة إلى ستة إنشات من الثلوج، ستكون شديدة الخطورة على السكان بسبب ترافقها مع انخفاض حاد في درجات الحرارة ورياح شديدة البرودة تصل سرعتها إلى 50 ميلاً في الساعة، فضلاً عن انعدام الرؤية لدى السائقين، مما يجعل القيادة على الطرقات «صعبة إلى مستحيلة».
وقالت كولين روسو، المتحدثة باسم DTE «نتفهم أن عطلة نهاية الأسبوع القادمة ليست مجرد عطلة سنوية فحسب، بل من المتوقع أن تكون شديدة البرودة أيضاً»، مؤكدة أنه «في حالة انقطاع الكهرباء عن العملاء، سنفعل كل ما في وسعنا لاستعادة الخدمة بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والأمان».
ومن المتوقع أن تتسبب الرياح العاتية بانقطاع الكهرباء عن أعداد كبيرة من السكان يومي 23 و24 ديسمبر، بفعل تقطع الأسلاك وسقوط أعمدة المرافق، وهو ما دفع روسو إلى التحذير من خطورة الاقتراب من الأسلاك المتساقطة، داعية السكان إلى الابتعاد عنها لمسافة 20 قدماً على الأقل، وعدم لمس أي شيء متصل بها.
أما بالنسبة لسلامة المرور على الطرقات في منطقة ديترويت الكبرى، فمن المتوقع أن تواجه دوائر المواصلات المحلية، صعوبات في إبقاء الشوارع سالكة، بسبب غزارة الثلوج وشدة الرياح، حيث من المتوقع أن تتسبب الأحوال الجوية القاسية بحوادث مرورية خطيرة بفعل الانزلاقات وصعوبة الرؤية، مما ينذر بعرقلات إضافية لحركة السير، لاسيما على الطرقات السريعة.
وقال خبير الأرصاد الجوية في مركز خدمات الطقس الوطنية ببلدة وايت ليك، أيان لي، إن العاصفة القطبية سوف تؤثر «بلا شك» على حركة السفر عبر طرقات الولاية، مؤكداً أن السفر برّاً خلال يومي الجمعة والسبت «سيكون مستحيلاً في بعض الأحيان»، مرجحاً ألا تتحسن ظروف القيادة حتى مطلع الأسبوع القادم.
وستؤثر العاصفة القطبية على جميع الولايات الأميركية تقريباً، ما من شأنه أن يشل السفر في بعض أكثر أيام السفر ازدحاماً في السنة. وكانت «الجمعية الأميركية للسيارات» AAA، قد قدّرت عدد سكان ميشيغن الذين سيسافرون برّاً لمسافة 50 ميلاً أو أكثر خلال عطلة نهاية الأسبوع، التي تصادف مع عيد الميلاد المجيد، بحوالي ثلاثة ملايين نسمة، غير أن هذا العدد لم يعد يبدو واقعياً في ظل الظروف الجوية الطارئة.
ورغم ذلك، أكدت دوائر المواصلات في مقاطعات منطقة ديترويت الكبرى، استعداد أطقم الخدمة لجرف الثلوج ورشّ الملح على الطرقات والشوارع الرئيسية، غير أن ذلك لن يكون كافياً –على الأرجح– بسبب شدة الرياح التي قد تعيد تكويم الثلوج على الطرقات، بحسب المسؤولين.
وقال المشرف على طرقات مقاطعة ماكومب، ليو كافيتا، «رجالنا سيبقون جاهزين على مدار الساعة سواء في أوقات الذروة أو عند الثالثة فجراً، ولكن ما يقلقنا حقاً هو أحوال الطقس».
من جانبه، قال المتحدث باسم مفوضية الطرقات في مقاطعة أوكلاند، كريغ برايسون، إن 109 عربات تابعة للمقاطعة ستقوم برش الملح على الطرقات الرئيسية، فيما ستقوم 18 شاحنة بجرف الثلوج.
وفي مدينة ديترويت تخطط البلدية لإخراج 50 شاحنة لجرف الثلوج من الشوارع الرئيسية التي تغطي مسافة 673 ميلاً. أما إذا فاق تراكم الثلوج ستة إنشات، فستقوم إدارة الأشغال العامة باستدعاء شركات خاصة للمشاركة في إزالة الثلوج من الشوارع السكنية التي تقدر مسافتها بحوالي 1,800 ميل.
وبالإضافة إلى منطقة ديترويت، من المتوقع أن تضرب العاصفة بشدة، مناطق أخرى في شبه الجزيرة السفلى من ولاية ميشيغن، مثل منطقة لانسنغ التي ستشهد تساقط تسعة إنشات من الثلوج، وغراند رابيدز حيث سيصل تراكم الثلوج إلى 17 إنشاً.
وتعتبر هذه العاصفة جزءاً من ظاهرة «إعصار القنبلة» التي بدأت في غرب الولايات المتحدة، يوم الأربعاء الماضي، وتتجه بسرعة نحو الساحل الشرقي للبلاد مروراً بمنطقة الغرب الأوسط والبحيرات العظمى.
وتسمى العاصفة بـ«إعصار قنبلة» لأنها تشتد بمعدل سريع، من خلال عملية تعرف باسم «تكوين القنابل».
وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن تشتد العاصفة «بشكل متفجر» لتؤثر على جزء كبير من البلاد حتى عشية عيد الميلاد، واصفة الظاهرة بأنها «حدثاً يحصل مرة واحدة كل جيل».
ومن المتوقع أن يتسبب «إعصار قنبلة» في تسجيل بعض المناطق أرقاماً قياسية لأكبر انخفاض في درجة الحرارة في فترة زمنية قصيرة، حيث تظهر نماذج الكمبيوتر إمكانية «التجمد السريع» وإنخفاض درجة الحرارة بحوالي 30 إلى 40 درجة فهرنهايت في غضون ثلاث ساعات فقط، وسيكون هذا البرد المفاجئ مصحوباً برياح قوية قادمة من القطب الشمالي عبر كندا.
كما من المتوقع أن تتسبب الأحوال الجوية القاسية في طول البلاد وعرضها بتأخير وإلغاء آلاف الرحلات الجويةخلال الفترة التي تسبق عيد الميلاد، وهو ما دفع شركات الطيران الرئيسية إلى إعفاء المسافرين من دفع رسوم تبديل الحجوزات وفروق الأسعار في المناطق الأكثر تضرراً من العاصفة.
Leave a Reply