دمشق - بعد عدة أيام على انطلاق الغارات الجوية والصاروخية الروسية، بدأ الجيش السوري، فـي الثامن من تشرين الأول (أكتوبر)، هجوماً موسّعاً لاستعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيمات الإرهابية بغطاء جوي روسي، حيث أكد رئيس هيئة الأركان العامّة فـي الجيش السوري العماد علي أيوب أن الضربات الجوية أضعفت قدرة تنظيم «داعش» ومجموعات مسلحة أخرى، معلناً بدء هجوم واسع بهدف القضاء على تجمعات الإرهاب وتحرير البلدات التي عانت من ويلاته وجرائمه». وقالت قيادة الأركان «إنها لن ترضى أن يبقى شبر واحد من الأراضي السورية مدنساً بأقدام المسلحين».
وبدأ الجيش السوري اقتحاماً واسعاً فـي سهل الغاب بإسناد جوي روسي وسط تواصل القصف الجوي والبحري لمواقع المسلحين فـي ريف حماه وادلب واللاذقية، وتمكن الجيش سريعاً من استعادة السيطرة على عدة قرى وبلدات فـي ريف حماه الشمالي وفى ريف اللاذقية الشمالى وفـي ريف ادلب الجنوبي بعد استهداف المروحيات الروسية لقواعد إطلاق صواريخ «التاو» المضادة للدروع التي تملكها التنظيمات الإرهابية بكثافة. ولفت العماد أيوب الى أن القوات المسلحة السورية شكلت قوات بشرية مزودة بالسلاح والعتاد كان أهمها الفـيلق الرابع للمساهمة فـي الإقتحام.
يأتي ذلك فـيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أربع سفن حربية روسيّة فـي بحر قزوين أطلقت صواريخ على مواقع تشكّل بنية تحتية لتنظيم «داعش» فـي سوريا الأربعاء الماضي.
وتقول مصادر روسية إن الصواريخ الستة والعشرين، التي عبرت 1500 كيلومتر، وأجواء إيران والعراق، قبل تدمير 11 هدفاً لتنظيم «داعش» فـي الشرق السوري، هي الوجبة الأولى من سلسلة وجبات أخرى، يعتزم الروس استخدامها كلما دعت الضرورات التكتيكية إليها، لضرب أهداف معقدة ومحصنة فـي منطقة الرقة وحلب وادلب.
وأضافت الوزارة فـي موقعها الإلكترونيّ أنّ الضربات استهدفت منشآت لتصنيع القذائف والعبوات الناسفة ومراكز قيادة ومستودعات ذخيرة ومعسكرات تدريب تابعة لـ«داعش».
ويعمل تنظيم «داعش» والمجموعات المسلحة، إثر الموجة الأولى من الغارات، على إعادة نشر قواتهم ومخازن أسلحتهم وذخائرهم، استعداداً لحرب طويلة.
وتنضم الصواريخ الروسية العابرة للقارات إلى الحرب على الإرهاب فـي سوريا، من بوابة توزيع الرسائل والتحذيرات، التي لم تتوقف منذ الإعلان عن الانخراط الروسي فـي سوريا، باتجاه تركيا والسعودية والولايات المتحدة، والقوى الإقليمية المتورطة فـي الحرب على سوريا، ومن بوابة الطمأنة، باتجاه الحلفاء.
وتدفق الأسبوع الماضي وزراء دفاع دول حلف «الناتو» الى بروكسل للمشاركة فـي اجتماع احتلت سوريا أبرز أولوياته، لاسيما مع تصعيد المشاركة الروسية وإبراز قدراتها الصاروخية التي تتشكف تباعاً.
الأميرال الأميركي ويليام غورتني قائد الدفاعات الجوية الفضائية لأميركا الشمالية قال إن الصواريخ الجوالة الروسية الجديدة تمثل تحدياً كبيراً جداً للدفاعات الجوية الأميركية.
الجهاد ضد روسيا
فـي السعودية، دعا عشرات الدعاة الوهابيين البلدان العربية والإسلامية إلى «مد يد العون المعنوي والمادي العسكري والسياسي للجهاد لقتال الحكومة السورية وحلفائها من الإيرانيين والروس». وفـي بيانهم، صور الموقعون التدخل الروسي كجزء من «غزو صليبي أرثوذوكسي»، وشنوا هجوما على الغرب لرفضه تزويد فصائل «المعارضة» بأسلحة مضادة للطائرات. وقال البيان «إن التحالف الغربي-الروسي مع الصفويين والنصيرية حرب حقيقية على أهل السنة وبلادهم وهويتهم لا تستثني منهم أحداً».
أما حركة «الإخوان المسلمين» فقد أعلنت فـي بيان لها الجهاد ضد الروس فـي سوريا، ورأت أن القتال إلى جانب المعارضة السورية فرض عين على كل مسلم قادر على حمل السلاح، ووصفت المشاركة الروسية بالاحتلال.
Leave a Reply