دمشق، عواصم – صخر نصر
توالت الأحداث الميدانية في سوريا خلال الأسبوع الماضي، على وقع التصريحات المتفائلة الصادرة عن الرئيس السوري والأمين العام لـ«حزب الله» بقرب جلاء غبار الأزمة في ظل التفوق الواضح الذي يظهره الجيش والقوات الموالية له في المعارك الكبرى وآخرها رنكوس، وسط معلومات عن حدوث تقارب سعودي إيراني بدأ ينعكس تهدئة على الساحة اللبنانية كخطوة أولى، ويمكن أن يتطور الى تسوية إقليمية لقضايا معقدة مثل الأزمة السورية.
وبعد دخوله المليحة وتقدمه في ريف دمشق، سجل الجيش السوري انتصاراً جديداً على المسلحين باستعادته لبلدة رنكوس آخر معاقل المسلحين في القلمون، وبذلك لم يبق أمامه إلا مدينة الزبداني التي مازالت تحت سيطرة المسلحين بينما البلدات المجاورة لها -بما في ذلك النقاط الاستراتيجية- تحت سيطرة الجيش السوري، ما يعني أن الدولة السورية بصدد استعادة السيطرة على كامل الحدود مع لبنان، في حين يظهر الأردن إشارات إيجابية تجاه دمشق لاسيما بعد زيارة الملك عبدالله الثاني لموسكو ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي.
من جانبه، أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أن خطر التفجيرات الارهابية في الداخل اللبناني تراجع كثيرا، في حين شهدت حمص خلال الأسبوع الماضي تفجيرات إرهابية فيما تعرضت دمشق لهجمات بالهاون. وقال نصرالله في حوار مع صحيفة «السفير» اللبنانية إن «خطر سقوط النظام السوري قد انتهى»، معتبرا أن «الخيار العسكري ضده قد فشل».
ورأى نصرالله أن أغلبية الدول تتبنى اليوم الحل السياسي، متوقعا أن يزداد الموقف الروسي قوة في المرحلة المقبلة. واعرب عن اطمئنانه لمجرى الأحداث في جنوب سوريا وعلى حدودها الشمالية، وقال ان أحداث سوريا جاءت لتحقق أهم خيارات اسرائيل بعد فشل حرب تموز 2006، لجهة ضرب الحلقة الوسطى، غير أن المجريات الميدانية تزيد قلق الاسرائيليين الذين صارت أعينهم على الجليل المحتل.
وبدوره، اعتبر الأسد أن مشروع «الإسلام السياسي» قد سقط وذلك خلال لقائه الاثنين بقيادات فروع لحزب البعث بمناسبة الذكرى 67 لتأسيس الحزب، مؤكدا أن على الحزب العمل على تغيير ظاهرتين في المجتمع هما «التطرف وقلة الوعي». الى ذلك نقل رئيس الوزراء الروسي السابق سيرغي ستيباشين عن الأسد قوله إن العمليات العسكرية الكبرى سوف تنتهي بحلول نهاية العام الجاري، و«بعدها تستمر عمليات مكافحة الإرهاب كما كان الأمر في طوال الوقت». وعلى الصعيد ذاته أشارت صحيفة «التايمز» البريطانية الى أن الأسد أمّن بقاءه ولكن البلاد قد تنزلق إلى حرب أهلية طويلة، حسبما ترغب بعض القوى الإقليمية.
وتقول الصحيفة إن «الانتفاضة» ضد الأسد تلقت ضربة جديدة بسبب الاقتتال بين جماعات المعارضة الإسلامية المسلحة والذي شهد تصعيداً في شرق البلاد الأسبوع الماضي، مما أعطى الفرصة للقوات الحكومية باسترداد المناطق التي تسيطر علىها المعارضة المسلحة.
وتمكن الجيش السوري من السيطرة على رنكوس، بعد معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة حيث أعلن «لواء الإسلام» بقيادة زهران علوش عن مقتل 140 من عناصره، موضحاً أنه سحب قواته من رنكوس باتجاه الزبداني.
وفي محاولة لتعويض فشل الهجوم على اللاذقية أطلق المسلحون شمالي حلب عمليةً «بتر الكافرين» وتهدف إلى منع تقدم الجيش، والالتفاف على أحياء حلب الغربية الموالية للنظام ومحاصرة نصف المدينة المتبقي في يد الجيش السوري الذي لجأ إليه الآلاف من حلب الشرقية، حيث يسيطر المسلحون، وقد دمرت المعارك جزءاً واسعاً منها. وجاء الهجوم بعد إخفاق المعارضة المسلحة، باحتواء تقدم الجيش شرق المدينة، وتدعيمه خطوط الإمداد عبر طريق خناصر، نحو السفيرة، فحماه. واحتوى الجيش السوري الهجوم على الجناح الغربي من حلب، بعد معركة ضارية بدأت قبل يومين.
كما عادت الحدود السورية-العراقية إلى واجهة الأحداث الأمنية الأسبوع الماضي، مع هجوم شنه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على مدينة البوكمال، بهدف طرد عناصر «النصرة» من المعبر الحدودي ومن منطقة دير الزور الغنية بالنفط، في محاولة لربط المنطقة بالانبار في العراق والحصول على العوائد المالية الضخمة للنفط.
Leave a Reply