لم يختلف المشهد السوري كثيرا عما كان في الاسبوع الماضي فالجيش السوري النظامي يواصل تقدمه وخاصة في حي الخالدية بحمص اخر معاقل الجماعات المسلحة والتي ستؤدي هزيمتها في هذه المنطقة الى استعادة المنطقة الوسطى بالكامل الى الحضن السوري الرسمي فيما واصلت القوات السورية تقدمها متجاهلة دعوات بان كي مون وما يعرف الإئتلاف السوري لوقف القتال في شهر رمضان ما يؤكد رجحان الكفة في الميدان لصالح القوات المسلحة السورية الرسمية.
الى ذلك أعلنت الأمم المتحدة، يوم الخميس الماضي، عن موافقتها على الدعوة التي وجهتها الحكومة السورية لمسؤولين كبيرين في الأمم المتحدة من أجل زيارة دمشق لمناقشة احتمال استخدام أسلحة كيمياوية خلال الصراع الدائر في سورية.
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسركي، في بيان لها، إلى أن الممثلة العليا لشؤون نزع السلاح أنغيلا كين، ورئيس البعثة الدولية للتحقيق في استخدام الكيمياوي بسوريا أكي سلستروم، قبلا دعوة الحكومة السورية لزيارة دمشق، بهدف إتمام مشاورات حول آليات التعاون المطلوبة بغية تمكن البعثة من إجراء تحقيق دولي مناسب وآمن وفعال في مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.
وكان السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري اعلن، الاثنين الماضي، ان الحكومة السورية وجهت دعوة لمسؤولين كبيرين في الامم المتحدة من اجل زيارة دمشق لمناقشة احتمال استخدام اسلحة كيمياوية خلال الصراع الدائر في سوريا، حيث رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالدعوة, معربا عن امله في أن تمنح سوريا البعثة حق الوصول للمواقع لإجراء تحقيق شامل
وصرح السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين بأن روسيا تملك الدليل على ان المعارضين السوريين استخدموا غاز السارين في 19 اذار (مارس) قرب حلب.
واضاف ان الخبراء الروس جمعوا عينات من موقع الهجوم في خان العسل وسلمت الادلة للامين العام للامم المتحدة بان كي مون في وثيقة من نحو 80 صفحة.
وقال السفير الروسي ان المعارضين السوريين استخدموا قذيفة غير موجهةمن نوع (بشار 3) والعينات التي جمعها خبراء روس في موقع خان العسل بعد ذلك الهجوم تم تحليلها في مختبر روسي متخصص بالاسلحة الكيميائية. واكد أن النتائج تشير بوضوح الى ان القذيفة كانت مليئة بغاز السارين أوغاز الاعصاب.
واوضح ان ذلك القصف على بلدة خان العسل التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري ادى الى مقتل 26 شخصا بينهم 16 جنديا سوريا.
واوضح تشوركين ان القذيفة ومحتواها كانا حديثي العهد لكنهما لم ينتجا على مستوى صناعي، ورفض التكهن بشأن الطريقة التي يمكن ان تكون المعارضة حصلت عبرها على مثل هذا السلاح.
لكنه قال ان (كتيبة بشار الناصر التابعة للجيش السوري الحر)بدأت منذ شباط(فبراير) بصنع صواريخ (بشار 3) بطريقة يدوية.
وقال دبلوماسيون غربيون انهم لا يملكون اي دليل ملموس على استخدام المعارضين اسلحة كيميائية.
من جهتها نفت المعارضة السورية ادعاءات روسيا بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية في إحدى ضواحي مدينة حلب في آذار (مارس) مشيرة إلى أنه يجب السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالتحقيق في هذا الهجوم.
من جهة ثانية، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا بالقضاء على فرص عقد مؤتمر السلام المقترح، إذ صرح الجربا ان المعارضة لن تحضره الا اذا تحسن موقفها العسكري على الارض.
وقال الناطق باسم الائتلاف خالد صالح في بيان إن «الجيش السوري الحر يدين استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين وينفي ادعاءات روسيا بشأن استخدام الجيش السوري الحر للأسلحة الكيمياوية في خان العسل بحلب».
وأضاف صالح «نظام الأسد وحده يملك التكنولوجيا والقدرة على استخدام هذه الأسلحة».
«عرقلة مؤتمر سلام»
وصرح رئيس الائتلاف السوري المعارض المنتخب حديثاً أحمد الجربا الاحد ان الائتلاف لن يحضر المؤتمر الذي تسعى روسيا والولايات المتحدة الى عقده في جنيف ما لم تتمكن من تغيير الوضع الميداني.
وقال لافروف رداً على هذا التصريح :إذا التزمنا بهذا المنطق فلن نتمكن أبدا من عقد أي مؤتمر.
وكانت الولايات المتحدة وروسيا أعلنتا في ايار (مايو) انهما ستعملان على عقد مؤتمر يضم ممثلين للحكومة السورية والمعارضة في محاولة لايجاد حلول للصراع الدائر في البلاد منذ آذار (مارس ) 2011.
وقال لافروف «شركاؤنا الغربيون يتحملون مسؤولية اقناع المعارضة بحضور مؤتمر جنيف من دون أي شروط». وترى روسيا ان تنحي الأسد عن السلطة يجب ألا يكون شرطا لعقد اي مؤتمر للسلام.
ويقول دبلوماسيون إن التقدم الذي حققته القوات السورية مؤخراً يجعلها اقل استعدادا للسعي الى تسوية ويجعل معارضيه يرفضون التفاوض قبل ان يحسنوا مركزهم ميدانيا.
تجاهل طلبات الهدنة..
السلطة السورية تتجاهل حتى الآن طلب الهدنة الذي تقدم به الرئيس الجديد للإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا لوقف القتال في حمص، وكذلك طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لهدنةٍ على كامل الأراضي السورية.
وقالت المصادر السورية لتلفزيون الميادين إن طلبات الهدنة تتوالى الآن بعد إحراز تقدم كبير في حمص حيث يتجه الجيش السوري لحسم المعركة إذا نجح في تنفيذ خطته الأخيرة لحمص، ولذلك فإن هذه الطلبات لن تلقى صدى إيجابياً.
يتقاطع ذلك مع تخبط أميركي واضح حيال مسألة تسليح المعارضة؛ آخر فصول ذلك ما نقلته وكالة (رويترز) عن خمسة مصادر من الأمن القومي الأميركي، التي تقول: إن لجاناً بالكونجرس الأميركي تعترض على خطة إرسال أسلحة إلى مقاتلي المعارضة السورية خشية وصولها إلى المتطرفين، اللافت أن اللجان المعترضة تضم ديمقراطيين وجمهوريين، كما أن لجنتي المخابرات تصران على الحصول على مزيد من المعلومات حول مآل هذه الأسلحة.. هذه الاعتراضات جمدت التمويل الذي كانت الحكومة قد أبلغت الكونغرس به بغية تسليح المعارضة السورية.
الموقف الأميركي تزامن مع كلام عن بداية انحسار النفوذ القطري داخل الإئتلاف، والذي قد ينسحب على وضع الإخوان المسلمين فيه، ذلك أن اعتذار غسان هيتو عن الاستمرار في رئاسة الحكومة السورية المؤقتة للمعارضة وانتخاب أحمد العاصي الجربا رئيساً للإئتلاف بعد الخلافات التي كادت تطيح بكل شيء، تم تفسيرهما من قبل وكالات الأنباء العالمية على أنهما انتصار للتيار السوري المعارض المدعوم من السعودية، ذلك أن هيتو كان معروفاً بأنه يدور أيضاً في الفلك القطري.
الوضع الميداني
نفذت وحدات من الجيش العربي السوري سلسلة عمليات نوعية ضد تجمعات الإرهابيين في الغوطة الشرقية وريف دمشق الجنوبي والجنوبي الغربي، بينما قضت على أعداد من الإرهابيين بينهم قطريان وأردنيان وسعوديان وليبيون ومصري وشيشاني في درعا وريفها، و أحرزت القوات المسلحة تقدما كبيرا في حي الخالدية بمدينة حمص وقضت على عدد من الإرهابيين في الحي.
وذكر مصدر في حمص لوكالة سانا أن القوات المسلحة احرزت تقدما كبيرا في حي الخالدية وقضت على عدد من الارهابيين في الحي
وتم تدمير عدد من آليات المجموعات الإرهابية في تلبيسة بريف حمص اضافة لايقاع عدد من الارهابيين بين قتيل ومصاب. وعثرت وحدة من الجيش العربي السوري على 4 أنفاق كان الإرهابيون يستخدمونها للاختباء وتخزين الأسلحة في بساتين كفرعايا، ثلاثة منها طول كل واحد 500 متر، فيما يبلغ طول الرابع 1000 متركما عثرت في بلدة القريتين والمزارع المحيطة بها على عدد من الصواريخ وقاعدة لإطلاقها وأجهزة حاسوب وجهاز إرسال فضائي.
وعلى مستودع للأدوية الطبية وتجهيزات مشفى ميداني سرقها الإرهابيون من المؤسسات الصحية العامة إضافة إلى سماد لصناعة العبوات الناسفة وعدد من السيارات إحداها مقودها على اليمين.
وفي حلب وريفها استهدفت وحدة من القوات المسلحة تجمعات للارهابيين في المناطق المحيطة بسجن حلب المركزي وتم تدمير مدفع رشاش مضاد للطيران عيار23مم ورشاشات ثقيلة عند تلة المضافة ومعمل الزجاج وغرب معمل السيف وشمال ال -ام تي ان- إضافة إلى تدمير سيارة مفخخة أعدها إرهابيون بالقرب من مطحنة الهاشم التي تبعد مسافة1600متر عن السجن.الى ذلك باتت قريتا رأس المقطع ومعظم أجزاء قرية كفر شلايا في ريف إدلب بحوزة الجيش العربي السوري في المعارك الشرسة التي يخوضها ضد الميليشيات المسلحة على طريق أريحا اللاذقية.
و تتابع وحدات من القوات المسلحة ملاحقتها للمجموعات الإرهابية وقضت على العديد من أفرادها وإصابة عدد من الإرهابيين أغلبهم من جنسيات غير سورية.
قيادة جديدة للبعث فـي سوريا
أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا الاثنين الماضي اختيار قيادة قطرية جديدة للحزب لا تتضمن أيا من أعضاء القيادة السابقين بمن فيهم نائب الرئيس فاروق الشرع، ومحمد بخيتان الامين القطري المساعد فيما بقي الرئيس بشار الأسد في منصب الأمين القطري.
وأفادت مصادر في دمشق أن اللجنة المركزية عقدت الاثنين اجتماعا موسعا برئاسة الرئيس بشار الأسد الأمين القطري للحزب، تم في خلاله اختيار قيادة قطرية جديدة بينهم رئيس الوزراء وائل الحلقي ومحمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب و هلال هلال الذي انتخب امينا قطريا مساعدا خلفا لبخيتان وتشير المصادر الى احتمال تشكيل حكومة جديدة خلال أيام في سورية.
Leave a Reply