ويؤكد سجله النضالي المليء بالمواقف النبيلة التي لا يمكن حصرها ولا تعدادها. أنه نضال متواصل حتى اليوم، بعد أن أمضى من عمره المديد سنوات طوال. وهو مستمر في أدائه دون كلل أو ملل وفي خدمة أبناء الجالية اللبنانية وأبناء الجاليات العربية الأخرى دون تفريق أو تمييز، الأمر الذي لا يمكن لنا أن نحيط بها أو نذكرها كلها وحين تحركت إلى حيث يتمركز هذا النضالي الصامد لزيارته في توليدو (شمال أوهايو)، وجدته، وبأخلاق كريمة وعالية بانتظار وصولي إلى دارته حيث استقبلني مرحباً بمشاعر عروبية كريمة وبإحساس نبيل أخوي فياض، ثم دعاني لمرافقته الى مكتبه في قلب المدينة التي يخيم عليها هدوء الصباح وحركة سير عادية في شوارع نظيفة ومنسقة فضلاً عن التنظيم الدقيق لحركة سير طبيعية في ظلال أبنية فخمة وحديثة وبجانبه في سيارته الخاصة سألني عميد المغتربين الحاج يحيى شوشر، الذي اختير أكثر من مرة ليتولى رئاسة الجالية اللبنانية في أوهايو وليكون بحق وحقيق المرجعية الصالحة الوفية والوطنية لجميع أبناء الجالية اللبنانية في ذلك الجزء الهام من ولاية أوهايو، التي تضم بين جنباتها العديد من أبناء لبنان على مختلف الأهواء والمشارب وفي مكتبه العامر بأجمل الذكريات وأحلاها والتي لا يمكن أن تغيب عن البال أبداً.. التقينا بشقيقه الحاج حسين الذي يتولى جزءاً هاماً من متاعب ومسؤوليات الحاج يحيى، وهو بالنسبة إليه الساعد اليمن والمستشار الوفي الأمين الذي يشاركه في جميع مسؤوليات الأعمال التي يتولاها الحاج يحيى وإثر استراحة قصيرة، قلت للحاج يحيى شوشر، الذي تصدر مكتبه وسالني قائلاً: ليست المرة الأولى التي تزور فيها هذه المدينة، أليس كذلك؟ قلت: هذه هي الثانية، وفي كل زيارة، كنت ازداد يقينا بأنكم الأوائل في هذا الديار، من الذين وصلوا إليها وأتخذوها مقراً ومستقراً الحاج يحيى، عميد المغتربين في توليدو، قضى نصف قرن في المدينة كانت مشعة ومنيرة، دونما أدنى شك، ولقد علمت من بعض المغتربين أن الحاج وصل الى هذه الديار الأميركية عام ١٩٤٩، وهذا يعني أن هجرته إلى أميركا مضى عليها أكثر من ستين عاماً والخير لقدام إن شاء الله الحاج شوشر بدأ حياته العملية في المدينة في التجارة قبل ان تتسع أعماله وبمرور الزمن اكتسب الخبرة ثم تطورت به الأمور إلى حال افضل بكثير سألته: راودتك نفسك أن تنسى لبنان وتسقطه من اهتماماتك؟ قال: للبنان أقول لك، استغفر الله ومعاذ الله، أن ننسى بلدنا الحبيب لبنان وكيف يمكن للإنسان الشريف أن ينسى وطنه؟ فالوطن لنا هو الروح والجسد وهو يعيش في وجداننا وضميرنا وفي دمائنا التي تسري في عروقنا وكيف يمكن للمرء أن ينسى وطنه قلت: كيف هي العلاقات بين أبناء العروبة هنا وهل هناك أي تمزق في الصف العربي وخاصة في أوساط الجالية اللبنانية المتعددة المشارب والأهواء قال: إطلاقاً لا. وتابع يقول: لدينا جاليات عربية عديدة منها اللبنانية والمصرية والفلسطينية والعراقية ويرتبط ابناء هذه الجاليات بأمتن أواصر الصداقة والأخوة والمحبة والصلات بينهم قوية ومتينة، تشد بعضهم الى بعض، فلا خلافات ولا مشاحنات وليس هناك أية منازعات، والكل لا يتأخر عن القيام والإسهام في كل أمر فيه خدمة للجالية وأبنائها ومن تلك الأمور التي يساهم فيها كل أبناء الجالية العربية الخدمات الطبية والمساعدات الإنسانية ومساعدة الفقراء والمحتاجين وللجمعيات الخيرية هنا دور هام في تحقيق هذا الأمر وغيره دونما أي إبطاء أو تأخير وقال: لقد قامت عدة مشاريع اجتماعية وإنسانية وتم إنشاء أكثر من مسجد في كل من منطقة توليدو وفي أوهايو بشكل عام، والجميع يشارك في تلك الأعمال الكبيرة والوفاق التام بين مختلف أبناء الجاليات العربية هنا، أنه وفاق تام ومتين وقال: لقد توليت فيما مضى منصب رئاسة أكثر من لجنة، وتمكنا من تحقيق كل ما فيه من خير للصالح العام من خلال حديثي الشيق مع الحاج شوشر وصل بنا الكلام الى نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة حيث قال: المهم أن يحفظ لبنان وشعبه الأبي، وأن يبقى هذا الوطن وطناً حراً وسيداً ولجميع أبنائه الذين زرعوا أنفسهم في مختلف الأصقاع والبقاع وأن تبقى رايته مرفوعة إلى العلاء
يحفل تاريخه بتفاصيل تنبض بالحركة والنشاط وبسطور مشعة تحكي القصص والحكايات عن مسيرة كفاح ونضال في سبيل تحقيق الأفضل والأمثل.
أضاف: هذا هو المهم وما عدا ذلك كل الأمور الأخرى بسيطة. وختم كلامه قائلاً: أليس كذلك؟
Leave a Reply