الحداد يخيّم على أوساط الجالية اللبنانية في منطقة ديربورن بَعد استشهاد ثلاثة أطفال مع والدهم في بنت جبيل

ديربورن

فُجعت الجالية اللبنانية في منطقة ديربورن باستشهاد ثلاثة أطفال من عائلة شرارة مع والدهم خلال غارة إسرائيلية استهدفت مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان يوم الأحد 21 أيلول (سبتمبر) الجاري، حيث أقيمت مراسم العزاء في «نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي» يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وكذلك في «المركز الإسلامي في أميركا» يوم الخميس الفائت، في حين ستقام يوم الأحد المقبل ذكرى أسبوع على رحيلهم.

وأفاد نضال شرارة (55 عاماً)، وهو من سكان مدينة ديربورن، لصحيفة «صدى الوطن» بأن مسيّرة إسرائيلية استهدفت مركبة مدنية على مشارف بنت جبيل ما أسفر عن استشهاذ شقيقه شادي البالغ من العمر 45 عاماً، وابنته سيلين (10 أعوام) وابنيه التوأمين هادي وسيلان (18 شهراً)، بالإضافة إلى إصابة ابنته الكبرى أسيل (12 عاماً) التي ماتزال ترقد -وسط حالة طبية حرجة- مع والدتها الجريحة في أحد المستشفيات المحلية.

وفيما أقرّ الجيش الإسرائيلي في بيان «بقتل مدنيين خلال الغارة التي استهدفت عناصر في حزب الله»، عبّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في منشور على موقع «أكس» عن «صدمتها وغضبها الشديدين لمقتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في غارة جوية بجنوب لبنان»، واصفة الهجمات على الأطفال بـ«الأمر الذي لا يطاق».

وفي منطقة ديترويت، عمت أجواء الحزن أوساط الجالية اللبنانية، لاسيما وأن المنطقة تضم آلاف السكان المتحدرين من مدينة بنت جبيل.

وقال نضال إنه يعيش منذ 35 عاماً في مدينة ديربورن التي يقطن فيها أيضاً أخوه هلال وشقيقتاه الأخريان، وأن شادي كان في طور استكمال بيانات طلب الهجرة إلى الولايات المتحدة للعيش إلى جانب والده وأخوته الأربعة، و«لكن القدر لم يمهلهم».

وقال: «لقد تم تقديم طلب الهجرة منذ تسع سنوات، وقد تلقى أخي أخيراً إشعاراً من السفارة الأميركية لدى بيروت لإكمال بعض بيانات الطلب».

وكانت بعض وسائل الإعلام قد أفادت بأن العائلة المستهدفة تحمل الجنسية الأميركية، لكن نضال نفى صحة تلك المعلومات.

ولفت نضال إلى أن أخاه الفقيد عاش لبعض الوقت في مدينة ديربورن، قبل أن يعود إلى لبنان حيث تزوج هناك وأنجب أولاده، لافتاً إلى أنه كان يعيش في مدينة صور حيث كان يمتلك معرضاً لبيع السيارات. وقال: «كان ذاهباً مع أسرته لزيارة عائلة زوجته في بنت جبيل عندما تم قصفهم من قبل الإسرائيليين».

وقضى في الغارة الإسرائيلية أيضاً الشهيد محمد ماجد مروة الذي كان يقود دراجة نارية بجانب سيارة آل شرارة.

وأدان نضال الهجمات الإسرائيلية على قرى ومدن الجنوب اللبناني برغم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والدولة اللبنانية، مهيباً بالمجتمع الدولي الضغط على كيان الاحتلال للتوقف عن استهداف المدنيين الأبرياء تحت ذرائع واهية، وقال إن عشرات المدنيين قضوا من جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية طيلة الشهور المنصرمة.