هايلاند بارك
بعد 16 عاماً قضاها ظلماً خلف القضبان، برّأت محكمة مقاطعة وين، الأسبوع الماضي، السجين كينيث نيكسون، المحكوم بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المبكر، بعد إدانته الخاطئة بتهمة قتل طفلين صغيرين في انفجار قنبلة حارقة بمدينة ديترويت عام 2005.
وبقرار قضائي عاد نيكسون (34 عاماً) حراً طليقاً إلى منزل عائلته في هايلاند بارك نهاية الأسبوع الماضي، بعد اعتراف مكتب الادعاء العام في مقاطعة وين باتهام الرجل الخطأ في الحادثة التي أودت بحياة طفل يبلغ من العمر 10 سنوات وشقيقته الرضيعة البالغة من العمر سنة واحدة إثر إلقاء زجاجة «مولوتوف» على منزلهما بمدينة ديترويت في أيار (مايو) 2005.
ومنذ إدانته بالقتل وهو في سن التاسعة عشر، ظل نيكسون متمسكاً ببراءته طوال السنين اللاحقة، إلى أن قررت وحدة نزاهة الإدانات، التابعة لمكتب الادعاء العام في مقاطعة وين، إعادة فتح ملف القضية بالتعاون مع «مشروع كولي للبراءة» التابع لكلية الحقوق بـ«جامعة وسترن ميشيغن».
وقد وجد المحققون في وحدة النزاهة أن التعرف على هوية نيكسون تم بناءً على شهادة مراهق يبلغ من العمر 13 عاماً، كان موجوداً مع والدته وإخوته داخل المنزل لحظة وقوع الاعتداء. وقد تبين لهم أن شهادته أثناء المحاكمة كانت غير متسقة مع ما أدلى به للشرطة.
ولإدانة نيكسون، استعان الادعاء العام أيضاً، بشهادة سجين آخر في إطار صفقة لتخفيف التهم الموجهة إليه في قضية منفصلة، مما أثار الشكوك حول مصداقية تلك الشهادة.
كذلك، كانت صاحبة نيكسون آنذاك قد قالت إنه كان معها أثناء وقوع الهجوم، غير أنها مُنعت من الإدلاء بشهادتها بسبب اتهامها في القضية نفسها، قبل إخلاء ساحتها لاحقاً.
ورغم ذلك، توسلت والدة الطفلين، نعومي ڤون، إلى القاضي لإبقاء نيكسون خلف القضبان، مؤكدةً في مداخلة عبر تطبيق «زووم» أنه هو من حرمها من طفليها.
وأضافت «أنا أتألم لكن لا أحد يرى ألمي… لا أحد يعرف ما أعانيه يومياً… لن أكون بخير أبداً»، لافتة إلى أن ابنها الذي تعرف على هوية نيكسون «كان محقاً».
لكن في نهاية المطاف، قررت محكمة مقاطعة وين إسقاط الإدانات الصادرة بحق نيكسون وإلغاء عقوبة السجن المؤبد وجميع التهم المنسوبة إليه.
في المقابل، قالت والدة نيكسون: «الحمد لله، لقد انتهى الأمر… لقد قاموا بتصحيح الأمر وهذا كل ما كنا نطلبه. لقد كان الأمر خاطئاً منذ اليوم الأول».
وأعرب نيكسون عن سعادته الغامرة بتنشق نسيم الحرية مجدداً، وقال: «أي شيء أفضل مما كنت فيه. لقد غادرت للتو –حرفياً– قفصاً بقياس 6 بـ8 أقدام».
وقال المحامي ولفغانغ مولر إن نيسكون سيحصل على تعويضات بحوالي 750 ألف دولار (50 ألف دولار عن كل سنة سجن) آملاً بأن يساعده هذا المبلغ في إصلاح بعض الضرر الذي لحق به بسبب ما حصل.
وفي بيان لها، قالت المتحدثة باسم وحدة نزاهة الإدانات في مقاطعة وين، فاليري نيومان، «إن وجود الوحدة بحد ذاته هو اعتراف بأن النظام ليس مثالياً» معترفة بأن متهمين أدينوا ويمكن أن يُدانوا بالخطأ.
Leave a Reply