ديترويت – خاص “صدى الوطن”
عقد الجمهوريون في ميشيغن مؤتمرهم الحزبي في الولاية، يوم السبت الماضي، وسط مساع لحشد القوى قبيل الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها الولاية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بالتوازي مع انتخابات تشريعية وقضائية هامة على المستويين المحلي والوطني.
ومنذ انتخاب جورج بوش الأب رئيساً عام 1988، لم يفز مرشح الجمهوريين في انتخابات رئاسية في ولاية ميشيغن، لكن هذا العام يعول الحزب كثيراً على مرشحه ميت رومني الذي ولد في ميشيغن وكان والده حاكماً لها، وعلى نجاحات الحاكم الجمهوري ريك سنايدر في تحسين الأداء الاقتصادي للولاية.
وخلال المؤتمر، الذي حضره حوالي ٢٠٠٠ شخص في قاعة “كوبو” في وسط ديترويت، أكد الرئيس الوطني للحزب الجمهوري، راينس بريبوس، ان الحزب سيوظف موارده لمنافسة الديمقراطيين والرئيس باراك أوباما في كل مكان في أميركا، وتابع “برأيي سبق وأن فزنا في ميشيغن، واعتقد أن ميت رومني سيفوز”. وكان الحاكم سنايدر قد افتتح المؤتمر بكلمة حث فيها الجمهوريين على المحافظة على زخم قوتهم في الولاية”.
وشهد المؤتمر انتخاب ممثلين جدد لميشيغن في الحزب الجمهوري على المستوى الوطني، لا شك أنها ستجنح بالحزب نحو اليمين، حيث تم انتخاب النائب في كونغرس الولاية ديفيد أغيما (جمهوري عن غراندفيل) وسكرتيرة الولاية السابقة تيري لين لاند لتمثيل حزب ميشيغن على المستوى الوطني.
ويذكر أن ميشيغن ستكون واحدة من الولايات المتأرجحة التي ستقرر من هو الرئيس الأميركي القادم. ورومني صاحب الجذور في الولاية يخشى من شعبية أوباما لاسيما في أوساط الأفارقة الأميركيين والمهاجرين إضافة الى أنه ساهم في إنقاذ صناعة السيارات، عصب اقتصاد الولاية.
وتمكن رومني من الفوز في ميشيغن في انتخابات الحزب التمهيدية التي جرت في 28 شباط (فبراير) الماضي.
لكن أحد المشاركين في المؤتمر، ريتشارد شارلاند (69 عاما) من بليموث، أعرب عن ثقته بفوز رومني بالولاية بمواجهة أوباما “والسبب سياسات الرئيس الحالي في ما يتعلق بنظام الرعاية الصحية والهجرة وحقوق حمل السلاح”. وقال “أوباما فعل للجمهوريين خيراً أكثر من أي شي آخر.. لأنه وحدهم”.
وفي الضفة الأخرى، قال ديمقراطيون انهم سوف يشنون حملة ضخمة في ميشيغن لمساعدة أوباما في اعادة انتخابه، ومن بين الاولويات الاخرى على قائمة الديمقراطيين دعم اعادة انتخاب دابي ستابيناو لمجلس الشيوخ الأميركي، اضافة الى مساعي لاعادة تشكيل الاغلبية في مجلس نواب الولاية الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
ومن ناحيته، قال رئيس الحزب الديمقراطي في ميشيغن مارك بروير “تعلمنا درساً من انتخابات 2010 ونحن نركز على حث مؤيدينا على الخروج والتصويت”. وينوي الديمقراطيون شن حملة ضد قانون خفض الضرائب على اصحاب الاعمال في ميشيغن والذي جاء كما يقولون على حساب الفقراء وصندوق دعم التعليم العام.
تغيير في قيادة الجمهوريين
شهد المؤتمر الاسبوع الماضي في ديترويت تغييرات في هرم قيادة الحزب في ميشيغن، حيث صوت المؤتمرون لصالح تغيير مندوبي ميشيغن الى مؤتمر الحزب الوطني في تامبا الذي سيعقد في آب (أغسطس) المقبل. وأصبح مندوبا الحزب أغيما ولاند، ويعتبر الأول يمينياً والثانية وسطية. وقال أغيما “اننا نميل نحو اتجاهات محافطة اكثر ومتمسكة بالدستور الأميركي والاخلاقيات والسياسة الرأسمالية”. ويعتبر أغيما من أكثر المحافظين تشدداً في المجلس، حيث حل محل الناشط الجمهوري المخضرم ورئيس الحزب السابق في ميشيغن ساءول انوزيس,في حين انتخبت سكرتيرة الولاية السابقة، تيري لين لاند، بدلا من عضو المجلس النيابي في الولاية هولي هيوز، وقالت لاند انهم يريدون وجوهاً جديدة.
ويرى المراقبون أن جنوح الجمهوريين الى اليمين في ميشيغن خطوة لاحتواء حركة حفلة الشاي التي خبت العام الماضي، ويريد الحزب استعادة زخمها بعد أن شكلت الرافعة في مواجهة الديمقراطيين في انتخابات ٢٠١٠ التي انتزعت الولاية من قبضة الحزب الديمقراطي ووضعتها بيد الجمهوريين على مستوى الحاكمية وكونغرس الولاية (بمجلسيه)، والمدعي العام والسكرتاريا، إضافة الى محكمة ميشيغن العليا.
Leave a Reply