ما علاقة اليهود بانتشار المرض؟
لانسنغ، نيويورك
يستمر مرض الحصبة بالتفشي في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة، بينها منطقة ديترويت الكبرى في ولاية ميشيغن، حيث ارتفع عدد الإصابات بالمرض المعدي الأسبوع الماضي إلى 41 حالة معظمها في مقاطعة أوكلاند.
وأعلنت وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية الاثنين الماضي عن تسجيل حالتين إضافيتين، ليصل إجمالي عدد الإصابات خلال العام الحالي إلى 39 في مقاطعة أوكلاند، إضافة إلى حالة واحد في كل من مقاطعتي وين وواشطنو. وتتراوح أعمار المصابين بين ثمانية أشهر و63 عاماً.
ورغم أن السنة لازالت في ربيعها، سجل انتشار الحصبة في ميشيغن خلال 2019، أكبر عدد من الإصابات في عام واحد منذ 1991، حين سجلت إصابة 65 شخصاً بالفيروس طوال العام.
وتعمل وزارة الصحة في ميشيغن على تحديد مواقع تفشي الفيروس الذي ينتقل عن طريق الاتصال الشخصي أو عبر الهواء، للحد من انتشاره في جنوب شرقي ميشيغن. كما تدعو السكان إلى تلقي اللقاح المضاد إذا لم يفعلوا ذلك في الماضي، مؤكدة أن اللقاح «فعّال وآمن للغاية»، وأن جرعة واحدة تحصّن الأطفال بنسبة 95 بالمئة، في حين تؤمن جرعتان حصانة تكاد تبلغ نسبة 100 بالمئة.
انتشار وطني
ويأتي تفشي الحصبة في ميشيغن بالتزامن مع انتشار الفيروس في ولايات أميركية أخرى بينها نيويورك وكاليفورنيا وواشنطن، حيث سجلت «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (CDC) 465 حالة حتى الآن هذا العام، ثلثاها تقريباً في مدينة نيويورك التي أعلنت حالة الطوارئ لمواجهة تفشي الفيروس.
وتعد هذه الأرقام مثيرة للقلق مقارنة بأرقام العام السابق حيث سجلت 372 حالة في جميع أنحاء أميركا طوال 2018.
ويذكر أنه تم الإعلان عن القضاء على مرض الحصبة في الولايات المتحدة عام 2000، أي أنه لم تسجل أية إصابة ذلك العام.
أما خطورة الحصبة، فتبدأ عادة بحمى شديدة، وبعد عدة أيام يظهر طفح مميز على الوجه ثم ينتشر على الجسم. ومن بين المضاعفات الخطيرة، يصاب واحد من كل 20 مريض بالتهاب رئوي، ويصاب واحد من كل 1000 بتورم المخ ما يؤدي إلى نوبات صرع متكررة أو إعاقة ذهنية.
وبحسب «سي دي سي»، فإن حوالي 1 من كل 1000 طفل مصاب بالحصبة يتوفون نتيجة المرض.
ويشار إلى أن عوارض المرض تبدأ بالظهور في غضون 7 إلى 14 يوماً من الإصابة بالفيروس.
حالة طوارئ في نيويورك
أعلنت بلدية مدينة نيويورك حالة طوارئ في الصحة العامة، الثلاثاء الماضي بسبب تفشي مرض الحصبة، وأمرت بالتلقيح الإجباري ضد المرض في أحد الأحياء التي يتفشى فيها الفيروس، وهو حي ذات أغلبية يهودية.
وقال رئيس البلدية بيل دي بلاسيو إن هناك «أزمة» حصبة في حي ويليامسبرغ بمنطقة بروكلين، حيث أصيب أكثر من 285 شخصاً، معظمهم من اليهود الأميركيين، بالحصبة منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وأضاف «هذه بؤرة تفش للحصبة مقلقة جداً جداً ويتحتم التعامل معها على الفور». وانضم إليه مسؤولون صحيون شجبوا ما وصفوه بالمعلومات المضللة التي ينشرها معارضو التطعيم.
ويسري أمر التطعيم الإلزامي على أي شخص يعيش أو يعمل أو يدرس في أربع مناطق رموز بريدية في بروكلين، تحت طائلة غرامة مالية قدرها ألف دولار للمتخلف عن ذلك. وقالت البلدية إنها ستساعد الجميع على تنفيذ الأمر بالحصول على اللقاح إذا لم يتمكنوا من الحصول عليه سريعاً من خلال مراكز الخدمات الطبية. وأضاف دي بلاسيو «إذا تعاون الناس سريعاً ببساطة، لن يدفع أحد غرامة».
كما أمرت البلدية، المدارس الدينية وبرامج الحضانة النهارية التي تخدم تلك المنطقة، باستبعاد الطلاب الذين لم يحصلوا على اللقاح وإلا ستتعرض للإغلاق.
ويشار إلى أن الكثير من اليهود المتشددين يرفضون تلقيح أطفالهم لأسباب دينية. ولم يتضح ما إذا كانت لذلك علاقة بانتشار المرض في مقاطعة أوكلاند التي يتركّز فيها اليهود بولاية ميشيغن.
Leave a Reply