ازدهار ديترويت لا يمكن أن يتحقق دون الإمساك بأمن المدينة، وهذا ما يضع الشرطة تحت ضغوط متزايدة مع معدلات العنف المرتفعة التي سجلت في العام ٢٠١٣، حيث أعلنت شرطة ديترويت عن المحصلة النهائية لعدد ضحايا جرائم القتل في المدينة، حيث وصل عدد القتلى في ديترويت خلال العام المنصرم الى 333 شخصاً في تراجع بنسبة 14 بالمئة مقارنة بالعام 2012، حين وصل عدد الضحايا الى رقم قياسي بلغ 386 شخصاً، إضافة الى 25 آخرين لقوا مصرعهم لأسباب مبررة قانونياً، بحسب الشرطة، مقابل 15 ضحية من هذا النواع في العام ٢٠١٣.
وبذلك وصل معدل ضحايا جرائم القتل في المدينة الى 47,5 لكل 100 ألف نسمة في العام 2013، وفق آخر إحصاء لسكان المدينة والبالغ عددهم نحو 701 ألف نسمة، في مقابل 55 بالمئة في العام ٢٠١٢.
وقالت الشرطة إن نسبة عمليات إطلاق النار غير القاتلة وكذلك الجرائم العنفية تراجعت خلال السنة الماضية.
فقد وصل عدد تلك العمليات الى 1161 العام الماضي مقارنة بـ1263 في العام 2012، في حين تفاقم معدل جرائم الاعتداء والسرقة والسطو والاعتداءات الجنسية وسرقة السيارات والكسر والاقتحام. وبالرغم من تراجع نسبة القتلى بديترويت في العام 2013، إلا أن عدد الضحايا تساوى مع نظيره في مدينة نيويورك والتي يصل عدد سكانها الى 8,3 مليون نسمة، فيما وصل عدد الضحايا الى 415 في مدينة شيكاغو البالغ عدد سكانها 2,7 مليون نسمة.
وفي اليوم الأول من العام ٢٠١٤ شهدت ديترويت 8 حوادث إطلاق نار، بينها قيام امرأة بقتل زوجها في أحد منازل المدينة. وكان الزوج قد شك بخيانة زوجته له فأطلق عليها النار وأصابها بعيار ناري في العنق، لتلتقط منه المسدس وتطلق عليه النار وترديه قتيلا.
تحديات الشرطة
في أعقاب تسلم جيمس كريغ قيادة الشرطة في ديترويت مطلع تموز (يوليو) الماضي بادر الى اجراء تغييرات واسعة بضمنها الغاء الدوام الجزئي في اقسام الشرطة وجعلها مفتوحة لتلقي شكاوى المواطنين على مدار الساعة، كما قلص نظام ورديات عمل الضباط من 12 ساعة يومياً الى 8 ساعات. ومنذ ذلك الحين بدأت الدائرة الاعتماد على نظام جمع البيانات الالكترونية (كومبستات) لملاحقة بؤر الاجرام وتم تنفيذ العديد من حملات المداهمة في عدد من المجمعات السكنية التي يأوي اليها عتاة الاجرام في المدينة.
وعلى ضوء المعدلات الأخيرة، أجرى كريغ تنقلات ادارية حيث تم استبدال رئيس القسم المنوط به متابعة جرائم القتل. وقال كريغ إنه يريد شخصا يهوى ملاحقة القتلة والقبض عليهم. وأضاف «عليك وضع الرجل المناسب في المكان المناسب».
وقال كريغ إن الدائرة امكنها اغلاق 50 بالمئة من قضايا الجرائم العنفية للعام 2013 لكنه اعتبر هذا «غير كاف»، وتعهد بوصول هذه النسبة الى 70 بالمئة في العام الحالي، اضافة الى تقليص مدة الاستجابة لطلبات النجدة في الحالات الطارئة.
وقال كريغ في مقابلة مع صحيفة «فري برس» إنه تم التوصل بين الدائرة وشرطة ميشيغن الى اتفاق للتعاون والتنسيق في متابعة قضايا جرائم القتل الجديدة والماضية. وأشاد كريغ في مؤتمره الصحفي بالجهود المضنية التي بذلها ضباط الدائرة خلال العام الماضي.
Leave a Reply