فيلتمان الى بيروت على وجه السرعة بعد “نكبة” اسرائيل!
بيروت – طغى مشهد المتظاهرين في بلدة ماروس الراس الجنوبية عند الحدود مع فلسطين المحتلة في ذكرى النكبة الفلسطينية على ما سواه طوال الاسبوع الفائت. فقد أسفرت حشود الفلسطينيين واللبنانيين على رمزيتها عند الحدود عن صدمة في الجانب الاسرائيلي الذي لم يجد سبيلا للتعامل مع سيناريو “مصغّر” لما قد يتكرر مجددا سوى الرصاص الحي، في حين اجمع المراقبون على اعتبار ما جرى “ضربة معلم” نسقها الرئيس السوري بشار الأسد مع امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في توقيت مفاجئ للإسرائيليين والاميركيين الذين سارعوا لارسال الخبير في الملف اللبناني جيفري فيلتمان ليستطلع عن قرب ويرسم معالم المرحلة المقبلة.
الإرتباك الدولي في التعامل مع مشهد مارون الراس انعكس سجالا في المواقف بين اقطاب الأكثرية الجديدة وقوى “14 آذار”، بينما سارعت قوات اليونيفيل الى محاولة تهدئة الموقف من خلال نائب المتحدث الرسمي باسمها اندريا تيننتي الذي اعلن أنه “ليس لدى اليونيفيل اي معلومات بشأن التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان”، واشار إلى أن “اليونيفيل” لم تتلق أي رسالة من اسرائيل بشأن ذلك. وعن أحداث مارون، أوضح تيننتي أن القوة الدولية تحقق فيها، مؤكدا التنسيق والتعاون بين اليونيفيل والجيش. ولفت إلى أن “جميع الافرقاء ملتزمون التزاما كاملا تنفيذ القرار 1701”.
في هذه الأثناء، تركت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير جيفري فيلتمان وقعا سيئا على الساحة اللبنانية، حيث رسمت علامات استفهام كبرى حول اهدافها في وقت يتعذر فيه تشكيل الحكومة، وبالتزامن مع مسيرة الفلسطينيين في ذكرى النكبة والأزمة في سوريا.
وواكب قوى “14 آذار” زيارة فيلتمان بجملة مواقف برز منها تصريح النائب عن كتلة المستقبل احمد فتفت الذي حذر من أن “اي تدخّل عسكري سوري في لبنان أمر في غاية الخطورة، ولا أظن أنّ النظام السوري، قد يقترف مثل هذا الخطأ وخصوصا في هذه المرحلة بالذات”. مشدد على ان “المستقبل ليس طرفاً في الصراع السوري”.
ولفت فتفت إلى أنّ “عدم اعتراف النظام السوري وحلفائه في لبنان بحقائق الأمور، ما هو إلا دفن للرأس في التراب على طريقة النعامة”، معتبرا أنّ “الأكاذيب والأضاليل لم تعد تنطلي على أحد، ومثلما سقطت الفبركات السابقة بالضربة القاضية، ستسقط الأضاليل الجديدة أيضا بالضربة القاضية، وهذا يتطلّب تغيير السلوكيات الاتهامية من قبل النظام السوري، وسماع صوت الشعب، بعيدا عن منطق الاتهامات والتخوين ونظرية المؤامرة”.
واستغرب فتفت “إصرار النظام السوري وحلفائه في لبنان إتهام تيار “المستقبل” بالأحداث الجارية في سوريا”، محذرا من “مغبّة استخدام سوريا هذا الأمر للتدخّل عسكريا في لبنان”.
بدوره، وفي موقف لافت، أعلن الداعية الاسلامي الشيخ عمر بكري أنّ “الشباب السنّي في طرابلس يغلي ويبحث عن طريقة لنصرة أهل سوريا”، داعيا “حزب الله” “لعدم اتخاذ أي موقف سلبي من التحرك السنّي في حال انتقلت المواجهة إلى طرابلس”. وقال بكري: “يكفي المقاومة اللبنانية وقوفاً مع النظام السوري ولتقف مع الشعب أو أقله على الحياد”.
في الجانب المقابل، تقاطعت تصريحات قياديي الصف الأول في المقاومة على اعتبار ان إقبال الفلسطينيين في لبنان وسوريا ومصر والأردن على الحدود في يوم العودة “يؤكد أن فلسطين ستتحرر على أيدي هؤلاء”.
وفي هذا السياق، قال نائب امين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أن “ما حصل من سقوط شهداء هو وسام على صدر الفلسطينيين جميعاً”، وقال: “أنظروا اليوم كيف تخاف إسرائيل من حركتهم، وكيف ارتبكت إسرائيل من وجودهم على الحدود، وهذا يعني أن الشعب الذي يريد تحرير أرضه لن يكون بالإمكان أن يحتل الإسرائيلي هذه الأرض ويبقى طويلاً عليها”.
تشكيل الحكومة
لم تشهد عملية تشكيل الحكومة تقدما ملحوظا عما وصلت اليه قبل اسبوع، حيث أوضح رئيس مجلس النواب نبيه بري أن “مشاورات التأليف مستمرة، وليس صحيحا أنها انهارت”، مؤكداً أن “هناك طرحاً مستمراً لأفكار مطروحة”.
ونقل زوّار بري عنه استغرابه لبعض المواقف التي تعترض على إمكانية مبادرته الى الدعوة لعقد جلسة عامة للمجلس النيابي، في حين ان أصحابها أنفسهم كانوا يتهمونه بإقفال أبواب المجلس وبتعطيل دوره، ويحثونه على ان يفعل شيئا ما، في مواجهة الفراغ الحكومي الحاصل. وأشار بري الى وجود العديد من مشاريع واقتراحات القوانين الحيوية التي أقرتها اللجان النيابية وباتت تحتاج الى مناقشتها والبت بها في الهيئة العامة، وبينها ما يتصل بوضع المساجين على سبيل المثال، إضافة الى أمر هام يتعلق بالتجديد لحاكم مصرف لبنان، مشيرا الى ان هناك فتوى دستورية تتيح عقد جلسة تشريعية، في مثل الوضع الذي يمر فيه لبنان حاليا.
وتابع كل من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والجنرال ميشال عون التراشق الإعلامي بينهما على خلفية الاختلاف في وجهات النظر، فردت أوساط ميقاتي على كلام عون من أن “ميقاتي يجهل أصول اللعبة السياسية”، مشيرة إلى أن “ئيس الحكومة المكلف يقرأ في كتاب الدستور، وهو كتاب واضح وله أصول ومبادئ لا مجال بأن تتحوّل إلى لعبة”.
وكان الوزير السابق السابق وئام وهاب أعلن من منبر الرابية أن البحث جار في آلية قانونية لسحب تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة، في موقف يعكس حدة التجاذب السياسي ويبقى بعيدا عن الجدية بمكان.
من جانبه، أسف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لعدم تشكيل الحكومة حتى الان، متسائلا “ان كان المسؤولون في لبنان يريدون هدم البلد”، ومؤكدا على ان تعطيل المؤسسات الدستورية وتهجير المواطنين “ليس عملا سياسيا، بل عملا تخريبيا”.
وعن زيارة فيلتمان الى بيروت، اشار الى انه لم يتصل به أحد لعقد لقاء مع فيلتمان، لافتا الى انه “اهلا وسهلا بكل الذين يريدون زيارة لبنان لكن علينا الاعتماد على أنفسنا، ومن المعيب القول ان ننتظر ما سيأتي من الخارج”.
Leave a Reply