الخلافات تطفو الى السطح مجددا
الحوار الفلسطيني إلى ما بعد قمة الدوحة
القاهرة – أعلنت مصادر فلسطينية ومصرية، منتصف الأسبوع الماضي أن الجولة الجديدة للحوار الوطني الفلسطيني، التي كان متوقعاً عقدها خلال الأسبوع الماضي، قد أرجئت إلى ما بعد انعقاد قمة الدوحة في ٣٠ آذار (مارس) الحالي، وسط تأكيدات من قبل الفصائل على ضرورة إنجاحها.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، في مقابلة مع إذاعة “صوت فلسطين” إنّ “الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس تلقى اتصالا هاتفيا من الأشقاء المصريين يشير إلى أن جولة الحوار القادمة ستعقد في الأول من الشهر المقبل”، مشيراً إلى أنّ الجلسات المقبلة ستشترك فيها “وفود مقلصة ومتخصصة في النقاط الخلافية الخمس”.
من جهته، أكد رئيس وفد حركة “فتح” إلى محادثات القاهرة أحمد قريع أن الفلسطينيين سيبذلون كل جهد ممكن من أجل التوصل الى اتفاق، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنّ القضايا التي تجري مناقشتها صعبة.
وذكر مصدر مصري أن “القاهرة تعمل مع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية بهدوء وبخطوات متأنية مدروسة، ولم تفرض أي موقف على أي فصيل”. وقال المصدر المصري “تحققت نتائج مهمة في الجولة السابقة من الحوار وبقيت بعض الموضوعات تحتاج لمزيد من التشاور من جانب قيادات التنظيمات والفصائل الفلسطينية ويجري التشاور حولها.
وقال مصدر في حركة “حماس” إنّ الحوار سيستأنف بعد قمة الدوحة. وأشار إلى أنّ الحركة “أجرت مشاورات داخلية عقب انتهاء الجولة السابقة من الحوار لتجهيز ردودها قبل الجولة المقبلة”، متوقعا أن تؤدي الجولة المقبلة إلى نتائج إيجابية “خاصة أن الفصائل قطعت شوطا كبيرا خلال الجولة السابقة واتفقت على كثير من النقاط”.
بدوره، قال القيادي في “حماس” أيمن طه أن الحركة مصممة على ضمان نجاح المحادثات، لكنه رفض مطالب “فتح” بأن تلتزم “حماس”، باتفاقات السلام القائمة مع إسرائيل، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر يعني الاعتراف بإسرائيل وبالتالي فإنه مرفوض تماماً.
تصعيد فتحاوي
اتهم رئيس كتلة فتح البرلمانية، عزام الأحمد، حركة حماس بأنها كانت خلال الجولة الأولى تتحاور من منطلق “دولة مستقلة تريد الاتحاد مع دولة أخرى”. وأضاف الأحمد، خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الإعلام الفلسطينية الثلاثاء الماضي إن المصالحة العربية تنعكس تماما على مسار المصالحة الفلسطينية، والعكس صحيح، معتبراً أن البرنامج السياسي للحكومة المقبلة يشكل “الحلقة المركزية” لحل خلافات سائر النقاط.
وأكد الأحمد أن القضايا الأساسية والجوهرية ما زالت عالقة، وتابع باتهام حماس بأنها: “كانت تحاور وكأنها دولة مستقلة، وتريد أن تتحد مع دولة أخرى وهذه الدولة تريد أن تحقق مكاسب لنفسها، وهذه مسألة في غاية الخطورة”.
غير أنه استطرد بأن مجرد كسر الجمود في قضية الحوار وانطلاقه “نقطة هامة ونجاح”، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.
وسارعت حركة “حماس” للرد على تصريحات الأحمد، التي اعتبرت أنها “تهرّب من استحقاقات الحوار وتأكيد على عدم جاهزية فتح لأي اتفاق”. وقالت الحركة، في بيان نُشره “مركز البيان للإعلام” المقّرب منها إنها تدعو “فتح” إلى “ضبط خطابها الإعلامي ووقف كل أشكال التحريض غير المبررة”
في المقابل، حذرت الحكومة الفلسطينية المقالة من فشل الحوار الفلسطيني في حال الخضوع للضغوط الخارجية. واعتبرت الحكومة، في بيان صحافي، أن “طريق نجاح الحوار هو الحفاظ على الثوابت وجمع الصفوف حول خيار وبرنامج المقاومة وليس للاملاءات الدولية المجحفة بالحق الفلسطيني التي تمس بالثوابت”.
Leave a Reply