واشنطن – ذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أن الطبعة الجديدة من الدليل الطبي الذي يستخدمه الأطباء بالولايات المتحدة قد يتضمن توصيف بعض سلوكيات البشر كالحياء والحزن وأنماط السلوك الغريب على أنها مرض نفسي. وبموجب تعديلات يُعتزم إدخالها على الطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الذي يستخدمه الأطباء الأميركيون، فمن المرجح أن تُصنَّف أنماط سلوكية شائعة على أنها مرض نفسي، وعادات أخرى كإدمان الإنترنت والمقامرة على أنها مشكلة صحية.
وقال سايمون ويسلي من معهد الطب النفسي بكلية “كينغز كوليدج” في لندن إنه يتعين توخي الحرص الشديد قبل توسيع حدود الأمراض والاضطرابات، مشيرا إلى أن الإحصاء الذي أجرته الولايات المتحدة عام 1840 لم يتضمن سوى تصنيف واحد للاضطرابات العقلية.
وأضاف أنه بحلول عام 1917 أقرت جمعية الطب النفسي الأميركية 59 تصنيفا قبل أن ترتفع إلى 128 تصنيفا عام 1959، و227 عام 1980، و347 بآخر إحصائية. وتساءل “هل نحن فعلا بحاجة إلى كل هذه التوصيفات؟” قبل أن يجيب “ربما لا. وهناك خطر حقيقي من أن يصبح الحياء رُهابا اجتماعيا”.
من جانبه اعتبر رئيس قسم علم النفس في جامعة “ليفربولبيتر كيندرمان” أنه من غير الإنساني وصف الحياء والحزن على أنها مرض نفسي. وأوضحت الصحيفة أن جمعية علم النفس البريطانية عارضت تلك التعديلات التي أُدخلت على دليل الأطباء الأميركيين، بينما انتقده بعض الأطباء النفسنيين بالولايات المتحدة.
وقد رُفعت عريضة تلتمس نشر الطبعة الجديدة من الدليل الطبي، ومهرها 11 ألف من المتخصصين في علم النفس بتوقيعاتهم. وهناك مخاوف من أن تكون التصنيفات الجديدة بإيعاز من شركات الأدوية الساعية لجني أرباح من توسيع نطاق الأمراض، بينما يتطلب نظام الرعاية الصحية الخاصة بالولايات المتحدة تشخيصا للأمراض يقره الدليل الطبي لكي يتلقى المرء علاجا على أنه مريض.
Leave a Reply