واشنطن – أكد مسؤولون أميركيون في شهادات متتالية أمام اللجنة الأمنية في مجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء الماضي، أن تنظيم «داعش»، إلى جانب متطرفين محليين، يمثل أكبر تهديد إرهابي على الولايات المتحدة، فيما أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية أن خطر وقوع هجمات إرهابية في الولايات المتحدة في الوقت الحالي يتجاوز ذاك الذي شهدته البلاد أثناء هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.
وقال كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفدرالية (أف بي آي) إن إبطال الهجمات الإرهابية يبقى مهمة ذات أولية بالنسبة للمكتب. وأشار إلى أن مكتب التحقيقات يواصل الكشف عن راغبين في الالتحاق بصفوف «داعش» والسفر للقتال تحت رايته، وكذلك الكشف عن متطرفين ترعرعوا في الولايات المتحدة ويخططون لارتكاب أعمال عنف داخل البلاد.
وأكد راي أن «أف بي آي» يواجه الدعاية الإرهابية في شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
مع ذلك فقد أشار المسؤول إلى أن «داعش» ليس تنظيماً إرهابياً وحيداً تثير نشاطاته قلق الولايات المتحدة، فهناك أيضا تنظيم «القاعدة» الذي لم يتخل عن خططه لتدبير هجمات كبيرة، رغم أن العمليات التي أجريت ضده في الماضي أنهكته بصورة جسيمة.
وقالت إلين ديوك، القائمة بأعمال وزير الأمن الداخلي، أثناء جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ، الأربعاء الماضي: «إن مستوى التهديد الإرهابي يساوي اليوم المستوى المسجل في 11 سبتمبر، بل ويتجاوزه إلى حد ما».
كما دعت المسؤولة جميع الدول إلى تقاسم معلومات مع الولايات المتحدة حول تهديدات محتملة، لجعل التدابير المتخذة لدرء هذه التهديدات أكثر فعالية.
ومن جانبه، حذر مدير المركز القومي الأميركي لمكافحة الارهاب من أن الهزائم التي مني بها تنظيم «داعش» في العراق وسوريا لم تحد من التهديد العالمي الذي تشكله المجموعة المتطرفة.
وقال نِك راسموسن أمام لجنة الأمن الداخلي التابعة لمجلس الشيوخ إنه يتوقع أن يتحول التنظيم بعد خسارته مواقعه على الأرض في ساحات القتال إلى حركة سرية ستستمر في شن اعتداءات حول العالم وأن يكون أيضاً مصدر إلهام للإرهابيين.
وأكد أن «لا رابط مباشراً في الواقع بين وضع تنظيم داعش في ساحة المعركة في العراق وسوريا وقدرة المجموعة على أن تكون مصدر إلهام لاعتداءات في الخارج».
وأضاف راسموسن، الذي يدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب منذ العام 2014، أن «قدرة تنظيم داعش على الوصول عالمياً بقيت في معظمها على حالها».
وقال إن المجموعة تجند أتباعاً لها حول العالم وستستمر بذلك، وهي مستعدة لشن هجمات.
وأضاف أنه عند هزيمتها بشكل نهائي على أرض المعركة، يتوقع خبراء أميركيون في مجال الإرهاب أن تعود إلى الشكل الذي كانت عليه في البداية كتنظيم «القاعدة» في العراق بين العامين 2004 و2008.
Leave a Reply