دمشق – يرجح المراقبون للشأن الدرامي السوري أن إنتاجات الموسم 2012 ستكون أقل من حيث العدد مقارنةً بالموسم الفائت لعام 2011 الذي بلغت حصيلته ثلاثةٌ وعشرون مسلسلاً، في حين أن إجمالي المشاريع المطروحة للموسم المقبل لا تتعدى العشرين عمل. فرغم مرور موسم دراما 2011 بسلام، إلا أن شركات الإنتاج السورية الخاصة بدت مترددة ببدء مشاريعها للموسم الرمضاني 2012، وذلك بسبب الأوضاع التي تشهدها سوريا، وإحجام رأس المال العربي عن الاستثمار في الدراما السورية لهذا الموسم، أو على الأقل انخفاضه للحدود الدنيا، بالإضافة إلى التلويح بمقاطعة المُنتج الدرامي السوري من جانب العديد من المحطات العربية، رغم التطمينات التي صدرت من اتحاد المنتجين العرب بهذا الخصوص، وتأكيد العديد من النقاد أن هذه المحطات لايمكن أن تستغني عن المسلسلات السورية التي أثبتت قدرتها على استقطاب المعلنين بفعل جماهيريتها التي ترسخت على مدى سنوات في العالم العربي.
وفي ظل مخاوف القطاع السوري من الإنتاج في هذه المرحلة، وبعد عامين تقريباً على تأسيسها، استعادت المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي زمام المبادرة، لتأخذ دورها في حماية المُنتج الدرامي الوطني، معيدة إلى الأذهان الدور الذي لعبه القطاع العام في التصدي لأبرز إنتاجات الدراما السورية قبل أن تشهد انتشارها الواسع في أواسط تسعينيات القرن الماضي.
وعن ذلك يقول المدير العام للمؤسسة المخرج فراس دهني: “إن حماية ودعم وتطوير الدراما السورية تأتي في مقدمة أهداف المؤسسة أساساً، ويتجلى ذلك في الاستمرار بالإنتاج مهما كانت الظروف، لذلك لم تتوقف كاميرات المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي عن الدوران منذ بداية الأزمة لتشجع الشركات الخاصة على البدء بمشاريعها، وهذا ما حدث بالفعل، ومازلنا نشجع الشركات الأخرى على بدء أعمالها بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، وشجاعتهم أخذت بالإزدياد نوعاً ما، وأعتقد أن الدراما السورية ستعود تدريجياً إلى مسارها الصحيح”.
ولا يتوقف تفاؤل المخرج فراس دهني عند عودة حركة الإنتاج الدرامي السوري إلى المسار الصحيح، رغم كل الضغوطات التي واجهتها في الموسم الماضي والحالي، بل يبدو أكثر إطمئناناً فيما يتعلق باستمرار المسلسلات السورية بتصدر شاشات المحطات العربية في شهر رمضان المقبل، مع بذل المزيد من الجهود في التسويق.
وأفصح دهني لموقع “سي أن أن” بالعربية عن توقعاته لموسم رمضان المقبل 2012 قائلاً: “أتوقع أن يكون أكثر من خمسة عشر مسلسلاً قد أنجز على مشارف الموسم المقبل، أما بالنسبة للتسويق فأعتقد أن المتفرج العربي لن يستغني عن الدراما السورية، وبالتالي المحطات العربية لايمكنها الاستغناء عنها، ونحن بدأنا في وقتٍ مبكر بتسويق إنتاجاتنا لموسم 2012، خاصةً أن لدينا أعمال كبيرة بتوقيع كتاب ومخرجين وفنانين سوريين مهمين وتستحق أن تسوّق على مستوى يليق بها، ومازلنا في البدايات بالنسبة لهذه العملية، لكننا حققنا نتائج مهمة في تسويق الأعمال التي أنتجناها الموسم الماضي للعديد من المحطات العربية، بخلاف ما يروج عن مقاطعة الدراما السورية”.
وبالعودة لإنتاجات الدراما السورية استعداداً للموسم 2012 انتهى المخرج علي ديوب من تصوير سلسلة “أنت هنا”، وكذلك المخرج هشام شربتجي من مسلسل “المفتاح”، ويجري حالياً تصوير مسلسل “بنات العيلة” لرشا شربتجي، و”المصابيح الزرق” لفهد ميري، “سيت كاز” لزهير قنوع، و”إمام الفقهاء” لسامي الجنادي، و”الأميمي” لتامر إسحاق, بينما يتم التحضير لمسلسل “الأرواح العارية” للمخرج الليث حجو، “رفّة عين” للمثنى صبح عن نص للنجمة أمل عرفة، و”كسر الرجال” لعمار رضوان، و”توب آكشن” لناصر بني المرجة.
ومن أبرز المشاريع المنتظرة للموسم المقبل: الجزء الثاني لمسلسل “الولادة من الخاصرة”، والجزء التاسع من السلسلة الشهيرة “بقعة ضوء”، ولا يزال على طاولة البحث الجزء الرابع من “صبايا”، وأربعة مسلسلات آخرى من أعمال البيئة الشامية هي: “طوق البنات” للمؤلف أحمد حامد، “خاتون” والجزء الثاني من “رجال العز” لطارق مارديني ، و”بنت الشهبندر” لهوزان عكو.
Leave a Reply