بقلم: صخر نصر
لاتزال قضية غرق الأقبية «البيسمانت» تتفاعل، فقد جفت المياه واتضح حجم الخسائر في كل بيت، ففي الوهلة الأولى كان الناس يظنون أن الخسائر لا تتعدى المفروشات الموضوعة على الأرضية لكن هذه كانت بداية، حيث اتضح أن المياه الآسنة قد اخترقت الجدران وأتت على ما تم تخزينه من أثاث وملابس وأدوات كهربائية وأجهزة إلكترونية ولوازم المطبخ وما إلى ذلك من أغراض وحقائب ولوحات مختلفة، و تسللت المياه الآسنة إلى هذه الأدوات إما مباشرة أو عن طريق الاخشاب والقطع القماشية وإلا الكترونية التي امتصت المياه واوصلتها الى الاغراض لتصل الى حالة إنعدام استخدامها مرة أخرى.
ولعل ما أشيع، وربما هو أقرب إلى الحقيقة، هو أن شركات التأمين لا تغطي خسائر الناس من الأدوات والمفروشات وإنما ستعوض فقط عن الأضرار الواقعة على الأرضيات و الجدران والتمديدات «ماء وكهرباء» وهذه نسبة تعويضاتها قليلة جدا إذا ما قورنت بحجم الخسائر التي تكبدتها كل أسرة، هذا عدا عن الشروط التي وضعت للتعويض كوجود فيديو يوثق الأضرار وارتفاع الماء داخل كل منزل، وهنا علق أحد الأصدقاء على ذلك قائلا: كان علي أن أترك الأغراض تغرق وأسارع إلى التلفون لأصور الماء الآسن وهو ينبع من فتحات الصرف الصحي ويغرق الأغراض شيئا فشيئا لكي ترضى شركة التأمين، ولاأعتقد أن أي إنسان قادر على ترك أغراضه لتغرق وهو يبتسم دون أن يفعل شيئاً.
إن ما رأيناه من مفروشات تالفة ألقيت على الرصيف في الأحياء يوضح بشكل جلي حجم الخسائر لا سيما أن الناس لم يرموا أغراضهم التالفة في الشارع إلا حسب المواعيد المحدد لجمع القمامة كل أسبوع ومع ذلك لم تأخذ البلدية كل التوالف وما يزال قسم كبير منها في الشارع ملقى بانتظار عمال البلدية لترحيلها.
وربما سمعتم كما سمعنا أن أحد أسباب إغراق البيوت كان بسبب إهمال البلدية لشبكة الصرف حيث كانت تعمل يوم تلك الحادثة بحدودها الدنيا بعد أن أغلقت البلدية بعض أقسام الشبكة على الشوارع التي تقوم بصيانتها هذه الأيام مما سبب في انسداد بعض فتحات التصريف وبقي الماء المتدفق من الشوارع يشكل ضغطا على أقسام الشبكة مما دفع بالمياه العادمة للعودة إلى البيوت بشكل عكسي وحصل ما حصل.
إذن الناس يحملون البلدية المسؤولية الأكبر عن تلك الكارثة المالية في ديربورن وديربورن هايتس فالنشرات الخاصة بالطقس حذرت من حدوث فيضانات ولكن على ما يبدو ان لا أحد من المجلس البلدي المنتخب حديثا قد فكر بإعادة انتخابه على الأقل في الوقت الحاضر ولو أن «طوفان ديربورن» قد وقع قبل الإنتخابات بفترة لكنت رأيت المرشحين «مشمرين» عن أرجلهم وسط الماء وكل منهم يساعد الناس في الشارع على نقل أغراضهم وتجفيفها وتنظيف «البيسمانات» ضمانا للوصول إلى المقعد البلدي أما وقد فاز من فاز بالانتخابات فلن تجد أحدا منهم يسأل عما فعلته الطبيعة الغاضبة بأموالهم وبيوتهم.
المنطقة وحسب نشرات الطقس معرضة للأمطار الغزيرة والفيضانات فهل سيكون الفيضان الأخير درسا للبلدية والناس على حد سواء؟
Leave a Reply