ديربورن هايتس – خاص “صدى الوطن”
طلب محامي الدفاع، خلال جلسة الإستماع التي عقدت الأربعاء الماضي في محكمة ديربورن هايتس، من رئيس المحكمة القاضي مارك بلاويكي إسقاط التهم الجنائية الموجهة إلى أربعة طلاب عرب في مدرسة “ستار أكاديمي” متهمين بالتسبب للاعب خط الوسط في مدرسة “وستلاند لوثران” بإرتجاجات دماغية.
وكان الطلاب، وهم هادي عطايا ومحمد أحمد وعلي باجي وفنار السعدي، قد اتهموا بالاعتداء على اللاعب بي جاي غوس وتسببوا له بارتجاج في الدماغ بعد وقوع مشادة خلال الثواني الأخيرة من مبارة كرة القدم الأميركية (فوتبول) التي جمعت الفريقين في 21 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وإعتبر محامي الدفاع نبيه عياد، وهو رئيس “الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية”، إن الحادث يأتي في الإطار الطبيعي للعبة، وقال أن هناك قواعد وأحكام تنظم هذه اللعبة الرياضية، ولكن لا يجوز معاقبة لاعبين يافعين أخذهم الحماس إلى درجة عالية، وتحميلهم بالتالي مسؤولية جنائية.
وكانت شرطة مدينة ديربورن هايتس ومقاطعة وين قد وجهتا التهم ضد اللاعبين الأربعة المعروفين بحسن سلوكهم وتفوقهم الدراسي الأمر الذي أهلهم للحصول على منح جامعية، فضلا عن كونهم مدرجين في لوائح الشرف الخاصة بالمدرسة. ورفض عياد وضع حياة هؤلاء الطلاب اللامعين على المحك بسبب ممارستهم لرياضة “الفوتبول”. وأكد أن منظمات حقوقية ستعمل بجهد لإسقاط التهم عن موكليه.
من ناحيته، قال المدعي العام لمقاطعة وين كال نجار خلال جلسة الإستماع “لا يهم إن كانت المنظمات الحقوقية تسعى لإسقاط التهم” وأضاف “تصرفات اللاعبين الأربعة تخطت الحدود المسموحة لأخلاقيات رياضة الفوتبول.. كانوا متوحشين بصورة غير مبررة”. وأضاف: “هذا النوع من السلوكيات يعتبر مخالفة جنائية”. وطلب الإدعاء من القاضي عدم إسقاط التهم وإحالة القضية الى المحاكمة كي يتسنى لهيئة المحلفين إتخاذ القرار النهائي بشأنها. وطلب نجار من القاضي مشاهدة شريط الفيديو الذي صور وقائع الحادثة قبل اتخاذ القرار بإسقاط التهم، وقال الإدعاء أن الفيديو “يظهر فيه أحد اللاعبين وهو يلكم المدرب بعد محاولة الأخير التدخل لحماية اللاعبين”.
ورد القاضي بلاويكي على مداخلة نجار بالطلب منه الإشارة الى حادثة مشابهة وقعت في الولاية حيث تم توجيه الإتهامات الجنائية ضد لاعبين يمارسون رياضة ما، إلا أن نجار لم يستطع إعطاء أي مثال معتبرا أن الحادثة قد تكون الأولى من نوعها “فدائما هناك مرة أولى، وهكذا تسن القوانين ويعمل بها”، بحسب نجار. أما عياد فرأى أنه لا يوجد قانون لمحاكمة الطلاب وضرب أمثلة على حوادث وقعت بين الطلاب كانت أسوأ بكثير من حادثة الطلاب الأربعة وأعاد الطلب من القاضي بإسقاط القضية.
ولم يتخذ القاضي قراراً نهائياً، لكنه حدد يوم الأربعاء المقبل موعد جلسة الاستماع القادمة. وكانت قاعة المحكمة قد إكتظت بطلاب من الأكاديمية وأهالي الطلاب المتهمين وناشطين في منظمات حقوقية.
وعبر الطالب خليل أبو ريان عن سخطه من تداعيات الحادثة، وقال: “أنا هنا لأدعم أصدقائي.. ولا يحق لأحد إتهام طلاب يمارسون رياضة يحبونها”. وإعتبر المدير التنفيذي لـ”الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية” رشيد بيضون أن هذه القضية تسلط الضوء على وجود مشكلة حقيقة في الحقوق المدنية في أميركا خصوصا وأن إتهام اللاعبين لم يبنَ على أية تحقيقات واقعية.
Leave a Reply