نيويورك – توقع خبراء في القطاع الاقتصادي أن يكون الدولار قد وصل إلى قاع تراجعاته وأن يرتد صعوداً خلال الفترة المقبلة، مسترداً قيمته أمام سلة العملات الأجنبية بعد خسائر متواصلة خلال الأشهر الماضيةوقد حقق الدولار خلال الأسبوع الماضي أرقاما قياسية في انخفاض قيمته في الأسواق العالمية، وخاصة الآسيوية.
ورجح الخبراء أن يبدأ الصعود خلال فترة قريبة، مع تيقن المستثمرين بأن المصرف الاحتياطي الفيدرالي لن يقدم على إجراء المزيد من خفض الفائدة، إلى جانب تزايد التوقعات التي تشير إلى نتائج إيجابية متوقعة للاقتصاد الأمريكي خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وقال الخبراء إن تحسن أوضاع الدولار قد يعالج عدداً من الظواهر الاقتصادية السلبية حالياً، وفي مقدمتها الارتفاع الصاروخي في أسعار المواد الأولية والأغذية والنفط، والقفزات التي تشهدها أسعار المواد المستوردة في الولايات المتحدة والدول التي تربط عملاتها بالدولار.
وأشاروا إلى أن تحرك العملة الخضراء صعوداً قد بدأ بالفعل، مع خروجها من القاع الذي بلغته أمام الين الياباني قبل أيام، عندما بلغت أدنى مستوى لها خلال 12 عاماً، إلى جانب أنها حسنت نتائجها أمام العملة الأوروبية المشتركة «يورو».
وقال بعضهم إن المستثمرين يتلمسون إمكانية تحسّن الاقتصاد الأميركي خلال النصف الثاني من العام الجاري، ويراهنون على أن الدولار بلغ قاعاً لن يتجاوزها مستقبلاً.
وفي هذا الإطار، قال ديفيد هوفمان، المدير التنفيذي لدى شركة «برانديواين» لإدارة الاستثمارات العالمية: «هناك حالة من الإحباط العام بسبب وضع الدولار، وكل الأنباء السيئة حول الوضع الاقتصادي الأمريكي علنية ولا يوجد أسرار».
وأضاف، في حديث لشبكة «سي أن ن» «لكنني لا أعتقد أن النمو سيكون بطيئاً بالشكل الذي كان عليه، والأجواء باتت مناسبة لارتداد الدولار صعوداً».
وتشير التقارير إلى أن أجواء السوق توحي باستبعاد قيام المصرف الاحتياطي الفيدرالي بخفض جديد على الفائدة بنسبة كبيرة، وهو الأمر الذي كان قد أضعف الدولار في الأسواق العالمية منذ بدايته في أيلول الماضي.
وتأكيداً على ذلك، قال بيل كناب، خبير استراتيجيات الاستثمار «المستثمرون يتفاعلون مع فكرة أن الاحتياطي الفيدرالي اقترب من إنهاء خفض الفائدة أو أنه أنهاها بالفعل.. هناك خوف حقيقي من ضغوط تضخمية في الاقتصاد الأميركي، ومما لا شك فيه أن المصرف يدرك ذلك».
وعن السيناريوهات المحتملة التي ستمهد لبدء الدولار مسيرة الصعود، استبعد كناب أن يقوم المصرف المركزي الأوروبي بخفض الفائدة على اليورو لدرجة تعيد قوة الدولار، ورجح بالمقابل أن يقوم المصرف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتثبيت الفائدة عند 2 بالمئة لفترة قبل أن يعود لرفعها معيداً للدولار قوته.
Leave a Reply