حذر الباحث في الدراسات الأمنية القومية بمجلس العلاقات الخارجية الأميركية من أن تصرفات رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وتراخي الرئيس الأميركي باراك أوباما حيال ذلك، من شأنهما أن يعرضا “ديمقراطية العراق” للخطر. وقال ماكس بوت في مقال في صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” إن أعمال العنف تراجعت بنسبة 90 بالمئة منذ التقدم الذي “حققته زيادة القوات الأميركية” في العراق عام 2007، وإن العراقيين حققوا تقدما نحو تحقيق الاستقرار والديمقراطية. غير أن ذلك الزخم –يتابع الكاتب- مهدد بتصرفات المالكي الذي يرفض نتائج الانتخابات، فأخذ يسعى إلى تشكيل ائتلاف مع قائمة التحالف الوطني “المؤلفة من مجموعة شيعية مقربة من إيران”. وأكثر من ذلك –كما يقول بوت- أيد المالكي استبعاد لجنة العدالة والمساءلة “بتنسيق إيراني” مرشحين سنة من الانتخابات بحجة صلتهم بنظام حزب البعث المنحل، ما “يقوض شرعية الانتخابات”. فما يحققه المالكي من نصر بسبب تصرفاته في مرحلة ما بعد الانتخابات، ربما يعرقل مساعي التقارب التي قد تقوم بها الحكومة الجديدة مع السنة سواء في العراق أو المناطق المجاورة، كما أن شعور السنة بالإقصاء ربما يشعل فتيل حرب أهلية. ورغم أن المسؤولين الأميركيين يعملون من خلف الكواليس لدرء تلك التبعات، فإن التقدم الذي حققوه ما زال محدودا، وذلك لأنهم يركزون على المرحلة الانتقالية والانسحاب التدريجي دون التركيز على ضمان نجاح الديمقراطية العراقية على المدى الطويل. وحسب الافتراضات، فإن الانسحاب التدريجي سيجري بعد تثبيت الحكومة الجديدة مع نهاية حزيران (يونيو)، ولكن السياسيين العراقيين الآن يستبعدون ظهور حكومة جديدة قبل الخريف، لذلك تتعرض الجداول الزمنية الأميركية والعراقية للانهيار. والتخفيض الكبير للجنود الأميركيين في وقت تشهد فيه البلاد حالة من الفوضى السياسية سيبعث بإشارة خطيرة بشأن فك الارتباط، ويضعف القدرة الأميركية على الحفاظ على نزاهة الانتخابات. كما أن إرجاء تشكيل الحكومة سيعرض المفاوضات المحتملة بين الأميركيين والعراقيين لعقد اتفاقية جديدة تحكم استمرار الوجود المدني والعسكري الأميركي في العراق، للخطر، ولا سيما أن إبرام الاتفاقية الأمنية بين البلدين استغرق وقتا طويلا. ويشير الكاتب أيضا إلى خطر اندلاع حرب بين كردستان العراق والحكومة العراقية، إذا لم يتم حل النزاعات على الأراضي قبل خروج القوات الأميركية عام 2011. وفي الختام يعتبر الكاتب أن خسارة أميركا لدورها في “المرحلة الأخيرة من اللعبة مأساة”، ولا سيما بعد إنفاق مئات المليارات من الدولارات وسقوط العديد من القتلى الأميركيين. ولتجنب تلك المأساة –كما يقول بوت- يتعين على المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم أوباما الانخراط في العملية السياسية في العراق وإظهار مزيد من المرونة في تطبيق الانسحاب التدريجي
Leave a Reply