محمد الرموني – «صدى الوطن»
استضافت «جامعة وين ستايت» يوم السبت الماضي «منتدى المستقبل» الذي عقده الحزب الديمقراطي بمشاركة عشرة مرشحين يتنافسون على رئاسة اللجنة الوطنية للحزب، ومناقشة أسباب الهزيمة المدوية التي تعرض لها الديمقراطيون في انتخابات الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر)، والتي أفضت إلى سيطرة الجمهوريين على البيت الأبيض والكونغرس الأميركي بمجلسيه، النواب والشيوخ.
المنتدى الذي عقد في ديترويت بمشاركة ٣٠٠ مسؤول حزبي -هو الثالث من أصل أربعة مؤتمرات يعقدها الديمقراطيون تمهيداً لانتخاب رئيس جديد للحزب في المؤتمر الوطني الذي سيقام في مدينة أتلانتا بين ٢٣ و٢٦ شباط (فبراير) الجاري. على أن يُعقد المنتدى الرابع يوم السبت (مع صدور هذا العدد) في مدينة بالتيمور.
هيلاري كلينتون غابت عن المنتدى، إلا أن خسارتها خيمت على النقاشات حيث تحدث المرشحون عن سبل النهوض بالحزب من النكسة الكبيرة التي تعرض لها في ولايات لطالما اعتبرت عريناً للديمقراطيين، مثل ميشيغن وبنسلفانيا وويسكونسن، إضافة إلى خسائرهم الفادحة في ولايات متأرجحة مثل أوهايو ونورث كارولاينا وفلوريدا.
وشدد بعض المرشحين على ضرورة البناء على ما حققته التحركات الشعبية الأخيرة المعارضة لترامب، في توجه يشي بالاعتماد على الشارع لعرقلة مشاريع الرئيس الجديد، مؤكدين على أهمية «المسيرات النسائية»، وعلى رأسها مسيرة واشنطن، وتظاهرات المطارات.
وخلص البعض إلى أن اعتماد الحزب على الإحصاءات والبيانات لقيادة الحملة الانتخابية تسبب بالهزيمة المدوية لاسيما في المناطق الريفية والطبقات العاملة، التي شكلت مفتاح النصر لترامب والجمهوريين عموماً.
من بين أبرز المرشحين لرئاسة الحزب الديمقراطي، وزير العمل السابق في إدارة باراك أوباما، توم بيريز، طالب في كلمته بـ«التنظيم ثم التنظيم ثم التنظيم»، مضيفاً «لقد ركزنا على تحليل البيانات وأغفلنا الإتصالات الهاتفية التي كان يمكن لها تحقيق الفوز لنا في ميشيغن، لقد تجاهلنا الأساسيات».
أما النائب المسلم الأميركي كيث إليسون، المرشح أيضاً لرئاسة الحزب، فقد أقرّ بأن خسارة الديمقراطيين لأصوات الطبقات العاملة أدت إلى خسارتهم الانتخابات «رغم أننا الحزب الذي يناصر العمال على الدوام».
ويسعى أليسون ليصبح أول أميركي مسلم يترأس أحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، وهو من مواليد ديترويت، ويتولى حالياً مقعداً في مجلس النواب الأميركي عن ولاية مينيسوتا.
تعددت الأسباب
من جانبها، قالت رئيسة الحزب بالوكالة، دونا برازيل، «أمامنا كديمقراطيين، عمل جاد علينا القيام به، فما حاصل في انتخابات ٢٠١٦ سيسمح لنا معرفة كيفية المضي قدماً» مؤكدة أن «تعافي الحزب الديمقراطي أمرٌ لا مفرّ منه».
وتولت برازيل رئاسة اللجنة الوطنية للحزب بالوكالة، بعد تنحي الرئيسة السابقة ديبي واسرمان إثر نشر رسائل إلكترونية كشفت عن انحياز فاضح لمسؤولي الحزب لصالح كلينتون على حساب منافسها السناتور بيرني ساندرز. ودفعت الفضيحة، بحسب المتحدثين، جزءاً من أنصار ساندرز إلى دعم ترامب أو طرف ثالث أو البقاء في منازلهم والامتناع عن التصويت، ما أدى إلى فقدان كلينتون لمزيد من الأصوات التي تصب تقليديا للديمقراطيين.
من جانبه، قال تشاك جونز رئيس نقابة عمال الحديد والصلب في ولاية إنديانا، إن العديد من أعضاء النقابة في ولايته كانوا مغرمين بساندرز، ولكن حين هزم في الانتخابات التمهيدية انحازوا لترامب، وأضاف «كان لا بد لهم من دعم ترامب بسبب تعهده بالحفاظ على الوظائف في هذا البلد وإعادة النظر باتفاقية نافتا» (اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية).
وقال جونز إن زوج كلينتون هو من صنع «نافتا» فكان من المستحيل أن تدافع عن نفسها أمام العمال المهددين بفقدان وظائفهم لصالح المكسيك وكندا. مؤكداً أنه نتيجة لذلك «انقلبت الولايات الزُرق تقليدياً» بعد عقود من التصويت لصالح مرشحي الرئاسة الديمقراطيين، فتمكن ترامب عبر هذه الورقة الرابحة من تحقيق انتصارات بفارق ضئيل.
من ناحيته، اقترح رئيس بلدية ديترويت مايك داغن «مبدأً بسيطاً» لإعادة كسب الناخبين الذين صوتوا لترامب وجذب الأصوات الجديدة للديمقراطيين، ويكمن الحل، بحسب داغن: «في الأشخاص الذين يحملون شهادات ثانوية ويرغبون في تحسين مستواهم المعيشي، وهم على استعداد للعمل الجاد وتحصيل المهارات الإضافية، وكل ما يريدونه هو معرفة كيفية تحقيق ذلك». وأضاف داغن «في نهاية اليوم، إن نجاحنا كحزب ديمقراطي يتوقف على توفير الفرص لهؤلاء».
Leave a Reply