نيويورك – وعد رئيس بلدية نيويورك الجديد، الديمقراطي بيل دي بلازيو خلال حفل تنصيبه مطلع العام الجاري بأن يجعل أكبر مدينة أميركية مكاناً «أكثر عدالة واكثر تقدمية»، مؤكداً تصميمه على مكافحة الفروق الاجتماعية في المدينة.
وقال دي بلازيو خلال أدائه القسم ليتولى مهامه رسميا على رأس البلدية امام الرئيس الاسبق بيل كلينتون وأكثر من الف مدعو في يوم بارد جداً «يدعوننا الى وضع حد للفروق الاقتصادية والاجتماعية التي تهدد مدينتنا المحبوبة».
ودي بلازيو (52 عاماً) هو رئيس البلدية التاسع بعد المئة للمدينة. وقد تولى هذا المنصب خلفا لرجل الأعمال الثري المستقل مايكل بلومبرغ الذي أدخل خلال ولايته التي امتدت 12 عاماً تغييرات كبيرة على المدينة.
وتنتهي ولاية بلومبرغ بعدما اتسعت المساحات الخضراء فيها وأصبحت أكثر أماناً وصحة. لكن 21,3 بالمئة من سكانها يعيشون تحت خط الفقر وأكثر من 52 ألف شخص بينهم 22 ألف طفل تأويهم البلدية لأنهم لا يملكون مكان إقامة محدداً.
وقال دي بلازيو الديمقراطي اليساري من امام مقر البلدية إن «مسيرتنا باتجاه مكان أكثر عدالة واكثر تقدمية تبدأ اليوم» في نيويورك التي يبلغ عدد سكانها 8,3 ملايين نسمة.
واضاف أن «الأحلام الكبيرة ليست ترفا يقتصر على بعض الامتيازات». وتحدث عن مدينة من خمس دوائر «متساوية فيما بينها، من سود وبيض ومتحدرين من أصول لاتينية وآسيويين ومثليي الجنس ومسنين وشباب وأغنياء وطبقة وسطى وفقراء..».
دي بلازيو الذي وصل الى حفل التنصيب مع اسرته بالمترو أدى اليمين الى جانب زوجته السوداء شيرلين ماكراي وابنيهما الخلاسيين، وأقسم دي بلازيو على كتاب مقدس كان يملكه الرئيس الأسبق فرانكلين ديلانو روزفلت (1882-1945) مهندس «العقد الجديد». ودان رئيس البلدية الجديد «عدم المساواة في المدينة» ووعد بفرض ضرائب على النيويوركيين الاكثر ثراء لتمويل حضانات للاطفال اعتبارا من سن الرابعة واصلاح اجراء التوقيف المفاجئ من قبل الشرطة للمارة والقيام بتفتيشهم بشكل سطحي، الذي يطال خصوصاً الشبان السود والمتحدرين من اميركا اللاتينية. كما وعد ببناء المزيد من المساكن الاجتماعية للطبقات الوسطى.
وكان دي بلازيو انتخب في تشرين الثاني (نوفمبر) بأكثر من 73 بالمئة من أصوات النيويوركيين الذين عبروا بذلك عن رغبتهم الكبيرة في التغيير واختاروا رئيس بلدية ديمقراطياً للمرة الأولى منذ حوالى عشرين عاماً. وقد اكتسح خصمه الجمهوري جو لوتا.
ولعبت عائلة دي بلازيو دوراً محورياً في حملته الانتخابية التي شاركت فيها بشكل نشط زوجته شيرلين ماكراي الشاعرة والناشطة وولداهما دانتي (16 عاماً) وكيارا (18 عاماً)، وهي «عائلة عصرية» على صورة المدينة المختلطة ما بين البيض (33,3 بالمئة) والسود (25,5 بالمئة) والمتحدرين من أميركا اللاتينية (28,6 بالمئة) والآسيويين (12,7 بالمئة).
ويعمل حوالى 300 ألف شخص لحساب بلدية نيويورك حيث تسلم دي بلازيو مهامه.
ويمنح تولي دي بلازيو رئاسة بلدية نيويورك آمالا كبيرة لدى اليسار الاميركي إذ أن نيويورك تشكل مختبراً على المستوى الوطني.
وتضم المدينة أكثر من 400 ألف مليونير وإيجارات المنازل فيها مرتفعة جداً. وبحد أدنى من الأجور يبلغ ثمانية دولارات في الساعة تواجه عائلات كثيرة صعوبة في تأمين نفقاتها الشهرية.
Leave a Reply