كلمات حيّت صاحب الذكرى وأجمعت على نبذ التفرقة
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
لبت الجالية اللبنانية في منطقة ديترويت دعوة «التجمع لأجل مستقبل لبنان» والمركز الإسلامي الأميركي، لإحياء الذكرى الثالثة لإستشهاد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما. وأقيم لهذه المناسبة إحتفال في قاعة «بيبلوس» في مدينة ديربورن، مساء يوم الأحد الماضي حضره قنصل لبنان العام بالوكالة في ديترويت بشير طوق وممثلون عن الأندية والجمعيات والمراكز الدينية الإسلامية والمسيحية ووسائل الإعلام العربية الأميركية، إلى جانب مسؤولين أميركيين وعرب أميركيين منتخبين، وحشد من أبناء الجاليتين اللبنانية والعربية.
إفتتاحاً قدمت زهرات التجمع لأجل مستقبل لبنان النشيدين الوطنيين الأميركي واللبناني، ثم آيات بينات من الذكر الحكيم للمقرئ مصططفى حقاني.
وتحدث في مستهل الحفل مسؤول العلاقات العامة في التجمع عدنان سلامة عن المناسبة منوّهاً بالدور الوطني الكبير الذي لعبه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وداعياً إلى التوافق بين اللبنانيين على قضاياهم الداخلية وإبعاد كل أشكال التدخل والوصاية الخارجيين عن لبنان، مع الحفاظ على أفضل العلاقات مع العرب والعالم ولا سيما مع سوريا.
الزميل بيضون
وقدّم سلامة الزميل عدنان بيضون الذي تولى إدارة برنامج الإحتفال. ورحب الزميل بيضون بالحضور مقدماً بكلمة تطرق فيها إلى معاني ذكرى إستشهاد الرئيس الحريري والآثار التي تركتها جريمة 14 شباط على الوضعين اللبناني والعربي. وقال بيضون: «ثلاث سنوات هي عمر الجرح النازف في صدر الوطن، ثلاث سنوات على ذلك الحدث الإرهابي الفظيع الذي مزق سكينة المدينة وارتجت لأصدائه أركان لبنان واهتزت تحت وقعه أوضاع المنطقة العربية برمتها، وترنحت لعنفه غير المسبوق في بلاد الأرز أسس السلم الأهلي الذي كان اللبنانيون قد أرسوه بعد حرب بغيضة ومديدة، بمساعدة من العرب والعالم..».
وأضاف الزميل بيضون: ثلاث سنوات عجاف تثاقلت أيامها على الوطن الجريح الذي حمله رفيق لبنان وشهيده الكبير الراحل الرئيس رفيق الحريري في قلبه وضميره لكنها لم تقو على تبديد طيف أو طي حلم هذا المارد اللبناني والعربي الذي سقط في قلب المدينة التي أعاد إليها النبض والألق مقاوماً أعتى العواصف التي كانت تهب على لبنان، واضعاً وطنه في قلب الإهتمام العربي والعالمي وموازناً بين حقه في الإستمرار والسلام وحق أهله في مقاومة عدو غاصب احتل الأرض ومارس الطغيان والغطرسة، ومنتزعاً إعترافاً عالمياً بحق شعبه في مقاومة هذا العدو في ظل موازين للقوى كان يدرك أنها تجعل من مهمته شبه مستحيلة ولكنه وهو المؤمن بحق بلده في أن يكون مستقلاً حراً غير منقوص السيادة، نجح في إرساء معادلة من أصعب المعادلات في هذا الزمن العربي الرديء الذي أفقد الأمة مناعتها، فكان «تفاهم نيسان 1996» ثمرة تاريخية لذلك التناغم الفريد بين بطولة المقاومين في ساحات الشرف ضد عدو محتل للأرض ومنتهك للمقدسات وبطولة سياسية نادرة أظهرها شهيد لبنان في ميادين المقاومة السياسية التي خاضها في كل المواقع العالمية نصرة لمقاومة أهله وحقهم في التحرر والسيادة الناجزين.
وخاطب بيضون الحضور: في هذه الذكرى الأليمة يجدر أن نقف وقفة تأمل واعتبار ونحن نرى إلى أمور وطننا تذهب مجرى لا يسرّ مخلصاً للبنان الوحدة والتعايش والتسامح الذي مهرته الأرواح والدماء الغالية التي بذلها كل بنيه، من دماء وأرواح المقاومين الزكية الطاهرة التي حققت للبنان مجد إنتصاره في العام 2000 وإندحار المحتل عن أرضه الطاهرة إلى دماء الرفيق والباسل وثلّة الشهداء من المواطنين التي عمدت حبها للبنان الوطن الحر السيد المستقل في 14 شباط 2005، إلى كل الدماء التي سفكت بعد الجريمة الإرهابية باغتيال الريس رفيق الحريري، ووصولاً إلى معمودية الدم والنار التي خاضها الجيش الوطني اللبناني ضد الإرهابيين في نهر البارد والتي توجت بشهادة اللواء الشهيد فرانسوا الحاج مدير العمليات في الجيش اللبناني.
ونبه الزميل بيضون من المحاولات الخبيثة لضرب دور الجيش اللبناني والطعن في وطنيته وآخرها محاولة الإيقاع بينه وبين أهله ومقاومته في منطقة مار مخايل وسقوط عدد من الشهداء والجرحى في المكان الخطأ والزمان الخطأ وفي محاولة لتذكير اللبنانيين بحربهم الأهلية التي كانت تلك البقعة أحد أبرز رموز ذاكرتها.
وقال بيضون: إن لبنان يعيش اليوم وضعاً مصيراً خطيراً والإنقسام الحاصل هو إنقسام مفتعل ولا يمت بصلة إلى الإرادة الحقيقية للبنانيين بمختلف توجهاتهم، بل إنه التجلي لصراع الإرادات الدولية والإقليمية الذي عاد يتخذ من لبنان ساحة لإعتمالاته وينذر بأخذ اللبنانيين مرة جديدة إلى خيارات لا يريدونها أخطرها الحرب الأهلية.
ودعا بيضون إلى «إستلهام حكمة صاحب الذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بإزاء المخاطر العظيمة التي يواجهها لبنان وإلى أن تكون الذكرى مناسبة وطنية جامعة وليست مناسبة للتفرقة كما أعلن دولة رئيس المجلس النيابي الأستاذ نبيه بري».
وختم بيضون بدعوة المغتربين إلى نبذ التفرقة والتمسك بالتعايش والتنوع الذي يعكسه «التجمع لأجل مستقبل لبنان» والذي يشتمل على ثلة من المخلصين المنتمين إلى كل الطوائف اللبنانية منبهاً أن خسارة لبنان بصيغة تعايشه وتنوعه هي أعظم خدمة لمجتمع الدولة العنصرية التي تجهد لإثبات نظرية النقاء الديني للدولة سبيلاً إلى الإستمرار، وإن لبنان هو النموذج العربي، بل العالمي الذي يصفع هذا الإدعاء. كما دعا الزميل بيضون إلى إنتخاب قائد المؤسسة الوطنية، للجيش اللبناني العماد ميشال سليمان طالما أنه تم التوافق عليه، وذلك بعيداً عن لعبة الشروط والشروط المضادة لأن البلد لم يعد ليتحمل هذا التجاذب الخطير وهذا الإستنزاف البطيء لمؤسساته الوطنية وإستمرار شللها في أدق وأخطر الظروف التي يمر بها لبنان.
الإمام مارديني
وتحدث مدير المركز الإسلامي الأميركي الإمام محمد مارديني من وحي المناسبة متوقفاً عند معاني إستشهاد الرئيس الحريري وكيف أعطى من نفسه وقلبه وماله لكل أبناء شعبه عبر مؤسساته الإنسانية والتعليمية وحيث لم يفرق بين لبناني وآخر في إلتزامه العمل على مساعدة جيل من الشباب الجامعي في الحصول على التعليم والتخصص دون منّة وبدافع من شعور وطني منزه عن الغرض.
القنصل طوق
وألقى القنصل اللبناني العام بشير طول كلمة حيّى فيها ذكرى إستشهاد الرئيس الحريري وأثنى على دوره الوطني والإعماري بعد الحرب الأهلية وعلى إخلاصه لوطنه وإندفاعه في خدمة شعبه وتمنى القنصل طوق أن تكون مناسبة إستشها هذا الرجل الوطني الكبير منطلقاً لتوحيد الصفوف وتآلف القلوب وجمع الإرادات الخيرة لأجل الوطن.
الحاج فواز
رئيس المجلس الإغترابي اللبناني العالمي الحاج نسيب فواز تحدث عن علاقته ومعرفته بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال: لا أريد الخوض في تعقيدات السياسة اللبنانية ولكني سأكتفي باستعراض مقتضب لمعرفتي الطويلة بالرئيس الحريري وبمحطات عديدة إلتقيته فيها ولمست لديه حرصه على الإغتراب اللبناني وتشجيعه لكل المبادرات التي كان يرعاها المجلس الإغترابي.
جان عاقوري
وألقى الناشط السياسي اللبناني الأميركي جان عاقوري كلمة مؤثرة دعا فيها إلى تلاقي اللبنانيين وتناول جانباً من شخصية الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو جانب حبه لكل الناس وتعامله المترفع وتواضعه مع الكبير والصغير.
المهندس جارودي
وألقى المهندس ماهر جارودي كلمة بإسم خريجي مؤسسات الحريري تطرق فيها إلى ميزة العطاء لدى الرئيس الحريري الذي أدرك أهمية بناء جبل من المتعلمين لأجل بناء وطن أفضل.
حقاني
واختم الإحتفال بكلمة ألقاها رئيس التجمع لأجل مستقبل لبنان الحاج إبراهيم حقاني، حيى في مستهلها الذكرى الثالثة لإستشهاد الرئيس الحريري وإستعرض حقاني محطات من سيرة الرئيس الشهيد منوها بدوره الوطني الإنساني والإعماري في خدمة وطنه اللبناني، واستشهد حقاني بما كان يردده الرئيس الشهيد: «إن الثقة بالنفس والمثابرة على العمل هما من الأسباب المهمة للنجاح، ولكن الصدق مع النفس ومع الغير هو أعظم أسباب النجاح وإكتساب ثقة الناس».
ودعا حقاني اللبنانيين، من مختلف إتجاهاتهم إلى الإحتكام إلى ضمائرهم والتفاهم سريعاً على حل خلافاتهم رأفة ببلدهم الذي يعاني منذ أكثر من ثلاث سنوات، وإلى إنتخاب قائد الجيش المتوافق عليه رئيساً للجمهورية للخروج من هذه الأزمة، وحيا حقاني دور الجيش اللبناني ووقوفة على مسافة واحدة من جميع فئات شعبه واعتبر أن الشهداء الذين سقطوا في أحداث مار مخايل هم شهداء لكل الوطن. وأبدى حقاني في الختام إستعداد «التجمع» الدائم للتواصل والتعاون مع باقي المؤسسات في الجالية لأجل صون وتعزيز مصالح أبنائها في المجتمع الأميركي.
وتناول الحضور العشاء في ختام الإحتفال.
Leave a Reply