عجمي: أدرك سعادة من هو العدو الحقيقي للأمة، وحدده بالاسم
أبو فواز: حق المقاومة هو واجب وواقع وتجربة لايمكن تجاهلها
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تحت شعار “المجتمع معرفة والمعرفة قوة”، أقام “نادي الجيل الجديد” في ميشيغن احتفاله السنوي بالذكرى 78 لانبثاق النهضة السورية القومية الاجتماعية، مساء السبت الماضي، في صالة بيبلوس في ديربورن، مستضيفاً سفير لبنان في ساحل العاج الدكتور علي عجمي، وبحضور نشطاء وفعاليات سياسية واجتماعية، وحشد كبير من أبناء الجالية العربية في ديترويت.
واستهل عريف الحفل طارق سعد توصيف الحال الذي تعيشه الأمة السورية، وموقف “القوميين الاجتماعيين” منه، بالقول “اليوم نقف بعرينا، أمام مرآة تعكس واقعنا بجرأة، فنفرح ونبكي. نفرح من ولادتنا، ونبكي من ويلاتنا”، مستذكراً المعاني العميقة في رؤية الزعيم انطون سعادة الذي شخّص مشكلات الأمة وسعى برؤية ثاقبة لاجتراح الحلول الملائمة لإصلاح العطب العام، بما يتناسب مع شخصية الأمة وتاريخها.
وأكد نديم أبو فواز، في كلمة “نادي الجيل الجديد”، على مسؤولية الأجيال الجديدة، في تبني قضايا الأمة وتفهمها، والعمل من أجل إنجاز الأهداف التي من شأنها تحصين الأمة وحمايتها من المتربصين بها.
وحدد أبو فواز مسؤولية الجيل الجديد في الولايات المتحدة، في مساعدة الناس والأخذ بيدهم لمعرفة جذورهم وتاريخهم و تقوية الصلات مع الوطن الأم. وفي الوقت نفسه العمل على محاربة الفساد ودعم الحقوق المدنية والانتصار لقيمها، من منطلق الإيمان بالحرية “التي تعني قيما إنسانية الغرض منها تقليص سلطة الآخرين على الأفراد”.
وألقى مدير دائرة ديترويت المستقلة سامي أبو فواز كلمة “القوميين الاجتماعيين” منوهاً “أن احتفالاتنا في آذار، ليست ابتهاجا لولادة رجل بقدر ما هي ابتهاج لولادة عقل مدبر وخلاق، استطاع من خلال رؤيته الواضحة، أن يضع لنا مبادئ وقواعد للارتقاء بالأمة إلى أسمى درجات الرقي، وللحفاظ على مصالحها من خلال وحدة الشعب المتكاملة على أسس نهضوية، بعيدة عن العصبيات الدينية والشعارات الفئوية”.
واستعرض أبو فواز حال الأمة التي “تعيش حالة من الفوضى السياسية والأمنية، نتيجة ضعف بعض الكيانات وعدم قدرتها على مواجهة مخططات ما يسمى بالمجمتع الدولي”. وتطرق إلى القضايا السياسية العالقة (في لبنان) والنقاشات الدائرة حولها، مثل تخفيض سن الاقتراع، ومشروع إلغاء الطائفية السياسية، وبرامج طاولة الحوار، واصفاً تلك المناقشات بالتناقض والهرطقة كونها تظهر شيئاً معيناً وتضمر شيئاً مختلفاً، ومنتقداً المصالح الطائفية والفردية التي تتحكم بحقيقة الأمور والمواقف السياسية.
وعدد أبو فواز في أربع نقاط ما سماه بـ”الحقائق التي لا يمكن تجاهلها” والتي تعبر عن وجهة موقف القوميين الاجتماعيين من القضايا الراهنة، وهي “الاعتراف بأن لنا عدو واحد، وأن حربنا معه حرب وجود وليست حرب حدود، وأن حق المقاومة هو واجب وواقع وهو ثقافة وتجربة لايمكن لأحد أن يتجاهلها، والسعي إلى بناء جيش قوي قادر على حماية الأمة”.
ولم تخلُ كلمة السفير الدكتور علي عجمي من توصيف لأوضاع الأمة في الوقت الحاضر، مستغرباً الحال الذي وصلت إليه وواصفا إياه بزمن الردة: “كيف تمتهن كرامة هذه الأمة وتستباح مصائرها”.
ولفت الدكتور عجمي إلى موقف الزعيم سعادة من الطائفية باعتبارها “من أشد الأمراض فتكاً، وداعياً إلى نبذها”، متسائلاً كيف يصبح الانتماء الى الطائفة والمذهب أقوى بكثير من الانتماء إلى الوطن؟! ونوه عجمي بمواقف سعادة من أعداء الأمة، وقال: “أدرك سعادة من هو العدو الحقيقي والرئيسي لهذه الأمة، وحدده بالاسم: اسرائيل، وحدد خطره الداهم على فلسطين والأمة بأسرها”.
وبعدها كانت وقفة وجدانية للسفير علي عجمي مع أبناء الجالية، واصفاً زيارته إلى ديربورن أنها بمثابة الرجوع إلى البيت “لقد خدمت جاليات كثيرة في بلدان مختلفة وبنيت معهم علاقات ممتازة، ولكن معكم الأمر مختلف.. لقد رجعت إلى بيتي”.
وأضاف: “كيف أنسى ما قدمتموه لي من احتضان وتعاون واهتمام، كيف لي أن أنسى وقفتكم المخلصة والمآسية يوم أقمتم مجلس عزاء للمرحومة والدتي. لقد حملتموني جميلا لا أعرف كيف سأرده”.
وفي نهاية الحفل الخطابي، كانت فقرة فنية مطولة مع الفنان علي بردى وعدد من الأغنيات الوطنية والشعبية، حيث انعقدت لها حلقات الرقص والدبكة.
Leave a Reply