نيويورك – تعرض الذهب يوم الإثنين الماضي لأكبر تراجع له في يوم واحد منذ 33 عاماً ليستقر عند الاقفال على 136٠ دولاراً للأونصة بانخفاض قدره 140 دولاراً عن إقفاله السابق مضيفاً الى خسائره الحادة التي سجلها يوم الجمعة الماضي.
وتسارعت حدة الهبوط بعد أن كسر سعر الذهب مستويات دعم فنية هامة مما أدى للذعر وتدافع المستثمرين للبيع. وقال محللون إن المعدن الأصفر فقد بريقه كملاذ آمن الأشهر الماضية مع تحسن التوقعات المستقبلية للاقتصاد العالمي.
وكان الذهب قد شهد اقبالاً كبيراً على الشراء خلال السنوات الماضية تخوفاً من أن تؤدي عمليات التيسير الكمي وشراء الأصول من قبل البنوك المركزية في اذكاء جذوة التضخم غير أن ذلك لم يحدث حتى الآن حيث بقيت مستويات التضخم منخفضة.
ووفقا لمؤسسة «إي بي أف أر غلوبال» في ماساتشوستس، فإن الصناديق المدعومة بالذهب عانت من تسرب رؤوس أموال بقيمة 11,2 مليار دولار حتى العاشر من نيسان (أبريل) خلال العام الحالي، في حين تم رصد تدفقات نقدية صافية بقيمة 21,25 مليار دولار لصناديق الأسهم الأميركية والعالمية خلال نفس الفترة.
وقد أدى تراجع سعر الذهب إلى شطب 560 مليار دولار من مجموع قيمة ما تحتفظ به البنوك المركزية من احتياطيات هذا المعدن النفيس. حيث تبقى البنوك المركزية هي الخاسر الأكبر من التراجع الحاد الذي شهده المعدن النفيس، وذلك لأنها تملك 31694,8 طناً مترياً أو 19 بالمئة من إجمالي الذهب المستخرج من المناجم، وذلك وفقا لبيانات مجلس الذهب العالمي في لندن.
ومن المعلوم أن الذهب بعد أن واصل ارتفاعه 12 عاماً متتاليا تراجع بنسبة 29 بالمئة منذ بلوغ قمته الأعلى على الإطلاق في أيلول (سبتمبر) عام 2011 عند 1923,7 دولار، بينما هبطت خلال سنة 2013 بنسبة 18 بالمئة بعد تراجع حاد بلغ نسبة 9,3 بالمئة يوم الخامس عشر من نيسان (أبريل) الجاري.
يذكر أن المستثمر جورج سورس الذي حذر من فقاعة في أسعار المعدن الثمين عام 2010 قام بتقليص حيازته في «سبدر غولد تراست» الذي يعد أكبر الصناديق المدعومة بالذهب بنسبة 55 بالمئة في الربع الرابع من عام ٢٠١٢.
وكان المستثمر المعروف جيم روجز قد نوه في وقت سابق إلى حاجة المعدن النفيس إلى تصحيح سعري بين 30 إلى 35 بالمئة، لكنه يظل على قناعة بمعاودته الصعود مجددا. وقال روجز في تصريحات لموقع «بيزنس إنسايدر» إنه تحدث مراراً وتكراراً عن السعر الطبيعي لأونصة الذهب يتراوح بين 1200 و1300 دولار، كما أشار أيضا إلى توقعه مواصلة أسعار الذهب تراجعها خلال «المستقبل المنظور»، لكنه يرى في النهاية ان تواصل ارتفاعها خلال العقد الجاري.
كما نوه إلى وجود أربع أسباب رئيسية قادت الذهب الى تراجعه الراهن:
– رفع الهند للضرائب على واردات المعدن النفيس 0,5 بالمئة إلى 6,0 بالمئة بداية العام الحالي، مما ساهم في كبح الطلب.
– المحللون الفنيون الذين واصلوا التحذير من انخفاض الأسعار.
– المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تسعى إلى الفوز في انتخابات العام الحالي، والتي طلبت من قبرص وآخرين ضرورة بيع بعض الذهب لسداد ديونهم، حيث أن الألمان تعبوا من انقاذ الآخرين.
– هبوط عملة الـ«بتكوين» بشكل حاد، حيث ان الكثيرين ممن يمتلكونها، لديهم ذهب أيضا. ومن المعلوم إن عملة bitcoin تعد عملة اقتراضية رقمية يتم تداولها عبر الإنترنت مقابل بدائل مختلفة، ويمكن تحويلها من شخص إلى أخر دون الحاجة إلى مصارف أو شركات.
Leave a Reply