الرئيس المصري يتمسك بالحكم مهما كان الثمن.. والملايين ينزلون الى الشوارع في “جمعة الرحيل”
الثورة مستمرة رغم التعتيم الإعلامي وتواطؤ الجيش والغرب وبلطجة مبارك
القاهرة – منذ ٢٥ كانون الثاني (يناير) حتى ظهر الجمعة ٤ شباط (فبراير) يتمسك الرئيس المصري حسني مبارك بكل ما أوتي من قوة بكرسي الحكم محاولاً شتى الطرق في قمع الثورة المصرية التي شدت أنظار العالم بما حملته من صور بهية عن شباب ثائر ينادي بالحرية وسقوط نظام القمع، وما كشفته من الأقنعة، ابتداءا من واشنطن التي لطالما تشدقت بنشر الديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط وصولاً الى ما يسمى بنخبة الشارع العربي حيث تبين أن هؤلاء ليسوا سوى أزلام السلطة وأبواقها.
لكن الواقع أكد أن مبارك سقط فعلاً، وما تمسكه بالحكم إلا ورقة أخيرة للتفاوض مع احتشاد الملايين في المدن المصرية وفي ميدان التحرير، ميدان الشهداء، في صباح “جمعة الرحيل”.
هذا الصمود كشف الحقائق أمام العالم والشعب المصري أولا، ففي شوارع القاهرة والمدن المصرية والشاشات الفضائية، كان الحد الفاصل بين طلاب الحرية من جهة وأتباع وعبيد الأنظمة من جهة أخرى، واضحاً وكاشفاً عن حقيقة “الإعلامي المسير” و”المثقف التابع” و”السياسي المنافق”. حتى “الريس” كشف عن بلطجيته التي موهها طوال ٦٠ عاماً بـ”حبه للسلام والتنمية” و”مساحة الحرية”!
في اليوم التاسع من التظاهرات، أصبحت الأمور أوضح، لمن حاول إقناع نفسه بشرعية مبارك. المشهد كان جلياً: ثوار الحرية في مواجهة النظام البلطجي من رأس الهرم الى أصغر “صايع” في أحياء بولاق العشوائية.
فقد حاول النظام ضرب ضربته الأخيرة في ظل تواطؤ دولي واتفاق مع الجيش للغد بالمتظاهرين. ولكن السحر انقلب على الساحر مع صمود الثوار في ميدان التحرير امام أفواج البلطجية التي يقودها ضباط الأمن المركزي وعناصره بعد أن اخلوا عن بذلاتهم الرسمية إثر هزييمتهم في “جمعة الغضب” (اليوم الرابع من الثورة في ٢٨ الماضي).
وكان اليوم السابع هو ما استفز مبارك حيث تظاهر نحو ثمانية ملايين شخص في القاهرة وسائر أنحاء مصر في أضخم احتجاجات من نوعها بتاريخ البلاد، مطالبين بتنحي الرئيس ونظامه عن الحكم.
أدرك مبارك حينها بعد اتصال مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أن زمام الأمور فلت ولا يمكن السيطرة عليه إلا بعملية نوعية.
فكان الثاني من شباط، اليوم الفصل، حيث فاجأ بلطجية ورجال أمن نظام مبارك المحتجين بـ”هجمة” همجية على المسالمين بالسلاح الأبيض والأحصنة والحمير والإبل والمولوتوف كشفت تخلف النظام والمدافعين عنه أمام حضارية فائقة للمحتجين من كافة طبقات المجتمع الذين أمحوا ببضعة أيام الصورة القاتمة التي خلقها النظام لشعبه وأقنع العالم بها لسنوات طويلة.
طوال أيام الثورة المستمرة لم تنفع كافة أساليب النظام القمعية من الحد من تمسك الشعب بمطالبه.
فلا قمع “الأمن المركزي” والشرطة السرية أدى لوقف الثوار، ولا قطع خدمات شبكة الانترنت والهاتف حد من التجنيد للثورة، ولا خطب مبارك قسمت المحتجين، ولا تسريح المساجين روعهم، ولا تواطؤ الجيش أثبط ثقتهم بالثورة، ولا الحملات والتعتيم الإعلامي أقنعهم، ولا محاولات الالتفاف السياسية غيرت من موقفهم ولا حتى تخاذل وتشتت المعارضة عنى لهم شيئا، فرابطوا في ميدان التحرير رغم أنف البلطجة حتى “جمعة الرحيل”.
فبعد “المجزرة” كما وصفها كل المتظاهرين في ميدان التحرير، والتي نفّذها جيش من البلطجية المزوّدين بالأسلحة البيضاء، وأسفرت عن استشهاد ما لا يقلّ عن 10 مصريين وإصابة أكثر من 800، لم تحبط للثورة عزيمة. وحدثت “معجزة” رأها كل من تسمر أمام عدسات بعض القنوات التي قررت أن لا تغض الطرف عن المجزرة.
وفي تصعيد لأشكال الاحتجاج، تحولت شعارات المتظاهرين من “الشعب يريد إسقاط الرئيس” إلى “الشعب يريد إعدام الرئيس”، وشنق المتظاهرون في ميدان التحرير دمية تصور الرئيس مبارك بعد محاكمة شعبية له أقامها المحتجون له ولعدد من أركان نظامه.
وبعيدا عن ميدان التحرير، بادر الجيش المصري بتسييج مقر الرئاسة في حي مصر الجديدة بالقاهرة حيث نصبت الشرطة العسكرية أسلاكا شائكة حول مقر الرئيس مبارك.
مبارك: إذا رحلت ستعمّ الفوضى
وحاول النظام المصري، إجهاض الانتفاضة الشعبية ضد مبارك بالأدوات السياسية، بعدما فشل في اغتيالها ميدانياً عبر أعمال البلطجة. وبذلك، تقاسم كل من نائب الرئيس عمر سليمان ورئيس الوزراء أحمد شفيق الحديث عن استعداد النظام المصري للحوار، ولكن من دون الاستجابة للمطلب الجماهيري برحيل مبارك، وهو ما رفضته المعارضة التي شددت على أن لا حوار قبل تنحي الرئيس.
وفي آخر ظهور له (قبل صدور هذا العدد) قال الرئيس المصري حسني مبارك الخميس الماضي عشية مظاهرات “جمعة الرحيل” إنه يود الاستقالة من منصبه، لكنه يخشى إن فعل ذلك الآن أن تغرق بلاده في فوضى.
وقال مبارك في مقابلة أجرتها معه الصحفية الأميركية ذات الأصل الإيراني كريستيان أمانبور العاملة لحساب قناة “أي بي سي” التلفزيونية في القصر الجمهوري بالقاهرة “نفد صبري بعد 62 عاما في الخدمة العامة.. طفح بي الكيل.. أريد أن أحل”.
لكن الرئيس المصري الذي يواجه موجة من الاحتجاجات الجماهيرية المطالبة بتنحيه عن الحكم، قال إنه “لا يأبه” بما يقول الناس عنه, وإنه “يهتم ببلده” وفق ما نقلت عنه الصحفية الأميركية.
ونقلت مذيعة “أي بي سي” عن الرئيس المصري -الذي كان ابنه جمال إلى جانبه خلال المقابلة- قوله إن الرئيس الأميركي بارك أوباما الذي باتت إدارته تطلب الشروع فورا في انتقال سلمي للسلطة في مصر، لا يدرك ما يمكن أن يحدث في حال أعلن تخليه عن السلطة الآن.
وقال مبارك مخاطبا أوباما “أنت لا تفهم الثقافة المصرية، وما سيحدث إن تنحيت الآن”. ونفى بشدة أن يكون نوى ترشيح نفسه لولاية جديدة أو ترشيح ابنه جمال لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة بخلاف ما يؤكده معارضوه.
الترهيب بالإخوان المسلمين
وعبر في المقابلة ذاتها التي استمرت عشرين دقيقة عن استيائه مما حدث في ميدان التحرير بالقاهرة، وقال إنه لا يريد أن يرى المصريين يتقاتلون فيما بينهم في إشارة إلى الهجوم الذي شنه مؤيدون له (البلطجبة ورجال الأمن) على المعتصمين مما فجر أعمال عنف واسعة أوقعت عددا من القتلى ومئات من الجرحى.
لكن حسني مبارك ألقى باللائمة في ما وقع، على جماعة “الإخوان المسلمين” وفق ما نقلت عنه الصحفية الأميركية.
وكان نائبه عمر سليمان قد قال في وقت سابق الخميس الماضي إن للجماعة “أجندات” يقع تنفيذها عبر الاعتصامات في ميدان التحرير.
وسئل مبارك خلال المقابلة عما يشعر به الآن، فقال إنه يشعر بأنه قوي ولن يهرب، وسيموت على تراب وطنه وهو ما أكده في خطابه الأخير. وقالت القناة الأميركية إن الرئيس المصري يقيم هو وأسرته تحت حراسة مشددة.
العالم يخاطب مبارك: ارحل الآن
المواقف الدوليّة تتجه أكثر فأكثر نحو إدانة النظام المصري رغم بقائها في منطقة رمادية حتى فجر “جمعة الرحيل”، لتعرّيه من أي شرعية وفّرها له الموقف الأميركي، وحاول استعادتها بارتكاب المجازر في ميدان التحرير تحت أنظار العالم على منوال ما قاله الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ردّد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الدعوة الى بدء العملية الانتقالية في مصر من دون تأخير وبلا عنف. وقالت الرئاسة في بيان “بعد خطاب الرئيس (المصري حسني) مبارك، يكرر رئيس الجمهورية دعوته الى البدء بعملية انتقالية ملموسة من دون تأخير تتيح استجابة الرغبة في التغيير والتجديد التي عبّر عنها الشعب بقوة”.
وأضافت إن ساركوزي “يدعو جميع المسؤولين المصريين، الى القيام بكل ما في وسعهم حتى تجرى هذه العملية الجوهرية من دون عنف”.
بدوره، أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون في البرلمان، ضرورة أن تكون المرحلة الانتقالية (في مصر) سريعة، وأن تتّسم بالصدقية وتبدأ الآن. وعلّق على دعوة أوباما الى البدء بانتقال السلطة في مصر فوراً، بالقول “نشاركه الرأي تماماً. المرحلة الانتقالية يجب أن تكون سريعة وتتسم بالصدقيّة وتبدأ الآن”.
كذلك قال نائب رئيس الوزراء البريطاني نك كليغ لـ”بي بي سي”، إن المملكة المتحدة “يجب أن تقف دائماً إلى جانب الديموقراطية”، لكنه شدد على أن التغيير لا يمليه العالم الخارجي. وشبّه ما يفعله الشعب المصري بسقوط جدار برلين، قائلاً “الشيء المثير هو أن الناس في مصر تعهدوا بإحداث التغيير، وهذا يذكّرني كثيراً بسقوط جدار برلين وبقوة الناس في الشارع”. وأضاف “هذا النوع من الاضطرابات يميل إلى تطوير نوع من الزخم، وأعتقد أن هذا شيء علينا أن ندعمه”.
ورأى مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، طوني بلير، أن التحركات الشعبية في مصر جزء من موجة تغيير ستؤثر على المنطقة بأكملها نحو الأفضل، إذا أُحسِنت إدارتها.
الا أنه أعرب عن قلقه من أن تؤدي الانتفاضات الشعبية الى تولّي “قوى متطرفة أو إسلامية السلطة في بعض البلدان”، داعياً الغرب الى التيقّظ.
لكن وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أعرب عن ارتياحه لرغبة حسني مبارك في فتح الطريق لتجديد سياسي. وقال إنه “أمر جيد أن يكون الرئيس مبارك يريد فتح الطريق لتجديد سياسي. علينا الآن أن نرى أي دور يريد ويستطيع أن يقوم به”.
الاتحاد الأوروبي، بدوره، دعا على لسان وزيرة خارجيته كاثرين أشتون، الرئيس المصري الى التحرك بأسرع وقت ممكن لتحقيق الانتقال السياسي. وقالت أشتون في مؤتمر صحافي وإلى جانبها وزير الخارجية التونسي أحمد عبد الرؤوف ونيس “على مبارك أن يستجيب لإرادة الشعب، والتظاهرات هي تعبير عن ذلك”.
في المقابل، فضّلت موسكو عدم فرض وصفات وإنذارات من الخارج على السلطة والشعب المصريين، بحسب ما صرح وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي قال إن “روسيا مهتمة بما يحدث هناك، ومهتمة باستقرار وازدهار مصر كدولة ديموقراطية”، وبأن “تحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بطريقة سليمة وبأسرع وقت”.
أما الرئيس التركي عبدالله غول فرأى أن عملية انتقال السلطة في مصر يجب أن تكون قصيرة. وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النيجيري غودلاك جوناثان في أنقرة، إن “الأحداث الأخيرة التي تجرى في الدول الإسلامية ليست مفاجئة، ولو أجرت تلك الدول إصلاحات بنفسها فسيكون كلّ شيء أفضل”. غير أنه أوضح “للأسف تقود الأمة هذه الإصلاحات إذا لم يفعل القادة ذلك، ونحن نعيش في عصر حيث الاتصالات حرّة والتقنيات تسمح بتواصل غير محدود”.
موقف مماثل صدر عن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، الذي رأى أن “رياح تغيير قوية جداً” تهب في الشرق الأوسط، داعياً الى “الإصغاء الى مطالب الشعوب الديموقراطية” وإلى “حوار وطني في مصر”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق للعنف في مصر، وحثّ كل الأطراف على ضبط النفس، معتبراً أن الهجوم على المتظاهرين أمر غير مقبول.
من جهة ثانية، دفعت الأزمة المصرية بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى إرجاء زيارة دولة كان يفترض أن يقوم بها منتصف شباط الى الإكوادور. وقال وزير الخارجية الإكوادوري ريكاردو باتينو إن بياناً رسمياً من قطر “أبلغنا بأنه تقرر إرجاء زيارة الأمير بسبب المشاكل السياسية في المنطقة”.
من وراء الثورة
لم تكن “ثورة الشباب” في مصر، سوى الشاهد الاكبر على الوجود الفعلي لشباب مصري معارض لا يتكئ على نفوذ احزاب او قوى سياسية معينة للتعبير عن تطلعاته، بل يلجأ الى حقه الشرعي بالتظاهر بعد تجمّعه الكثيف من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية. مشهد سلمي تغييري، يعبّر عنه شباب الحركات المعارضة في “شباب من اجل التغيير” و”كلنا خالد سعيد” و”حركة 6 ابريل” و”الجمعية الوطنية للتغيير”، التي شاركت الى جانب ملايين المصريين ممن لا ينتمون الى اي تنظيم او تشكيل سياسي او نضالي، في تحويل 25 كانون الثاني، الى يوم مفصلي في تاريخ مصر. خطوة ما لبثت أن رسمت وجها جديدا للبلاد. وظهرت الحركة الشبابية العام 2005، كجزء من الحركة المصرية من اجل التغيير (كفاية) التي نشأت العام 2004، وتتبنى مطالبها وتشارك في أنشطتها وترتبط بها ديموقراطيا بلا هرمية أو سلطوية. وتناضل “شباب من اجل التغيير” ضد “الديكتاتورية ومن أجل الحرية والديمقراطية، كما ترفض التدخل والتمويل الأجنبيين ومشروع التغيير الأميركي والتطبيع مع اسرائيل ومحاولات السلطة لترقيع الديكتاتورية وإطالة عمرها”. وتؤمن المجموعة بأن “الحقوق لا تُستجدى بل تُنتزع”، وأن الكفاح الشعبي السلمي، من التظاهر إلى العصيان المدني، هو السبيل إلى الحرية، كما ترفض التمديد والتوريث واستمرار نظام الحكم الحالي بأي صيغة.
الإعلام المصري فقد أخلاقيات المهنة
قررت مذيعة في التلفزيون المصري الحكومي الامتناع عن الاستمرار في العمل في الجهاز الذي ظلت تعمل فيه منذ 20 عاما، مبررة خطوتها بـ”افتقاد الأخلاقيات المهنية” في تغطيته الاحتجاجات المتواصلة التي تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك. وقالت المذيعة سها النقاش إنها قرأت خمس نشرت إخبارية في قناة “النيل” للأخبار في 26 كانون الثاني (يناير)، وهو ثاني أيام الغضب، وإنها استاءت لأن شوارع القاهرة صورت على أنها هادئة، بينما كانت تعج بآلاف المتظاهرين. وقالت الناقش إنها قررت ألا تعود مرة أخرى لمزاولة نشاطها الإعلامي في تلك القناة، لأن التغطية افتقرت إلى الحد الأدنى للأخلاقيات المهنية. وأضافت أنها خلال الاستراحة كانت تذهب مع الزملاء الذين كانوا يتجمعون أمام قنوات تلفزيونية أخرى لمشاهدة ما يحدث في مظاهرات علنية مستمرة في كل مكان في مصر.
إسرائيل تستبعد قطع الغاز المصري
استبعدت إسرائيل إقدام مصر على وقف ضخ الغاز إليها في أعقاب الاحتجاجات ، لأن من شأن ذلك أن “يسبب لها خسائر مالية طائلة”. ونقل ملحق “ذي ماركر” الاقتصادي التابع لصحيفة “هآرتس” عن مصادر إسرائيلية مطلعة تقديرها أن احتمال المس بضخ الغاز المصري لإسرائيل في أعقاب الوضع في مصر ضئيل جدا. ورأت المصادر أن وقف ضخ الغاز يعني حدوث مس كبير باتفاق السلام إن لم يكن إلغاءه، إضافة إلى تكلفة خطوة كهذه وانعكاساتها الصعبة جدا. وحسب المصدر الإسرائيلي فإنه في حال وقف ضخ الغاز ستتكبد مصر خسائر فورية تصل قيمتها أربعة مليارات دولار في السنة من عدم بيع الغاز مباشرة لإسرائيل، ومن تصدير منتجات إلى الولايات المتحدة التي ينص عليها اتفاق التجارة الحرة المشتركة بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة. تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تستورد سنويا نحو 1.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من مصر بأسعار مخفضة تقل عن كلفة الانتاج.
تنديد بالاعتداء على الصحفيين في القاهرة
أكدت منظمات مدافعة عن حقوق الإعلاميين بالعالم أن عددا من الصحفيين الأجانب والمصريين تعرضوا لهجمات من طرف مؤيدين للرئيس حسني مبارك خلال تغطيتهم للأحداث الجارية بميدان التحرير بالقاهرة. فقد أصدرت منظمة “مراسون بلا حدود” بيانا أدانت فيه “الهجمات المروعة” التي تعرض لها عدد من رجال الإعلام الذين يقومون بتغطية مظاهرات ميدان التحرير. وقال البيان “تدين المنظمة دون تحفظ هجمات الأربعاء المروعة ضد صحفيي “بي بي سي” وقناة “الجزيرة” الفضائية وشبكة “سي أن أن” وقناة “العربية” الفضائية وشبكة “أي بي سي” على يد مؤيدي مبارك الذين تردد أنهم كانوا بصحبة رجال شرطة في زي مدني”. واعتبر الأمين العام للمنظمة جان فرانسوا جوليار أن استخدام العنف ضد رجال الإعلام “أمر مروع” مؤكدا أن العديدين منهم استهدفوا مباشرة من قبل مؤيدي الرئيس ورجال شرطة متسللين. كما لجأت قوى الأمن في مرحلة لاحقة بإخلاء محيط ميدان التحرير الذي يشهد مواجهات بين المتظاهرين وأزلام نظم مبارك من الإعلاميين والكاميرات.
عمرو موسى ينوي الترشح لرئاسة مصر
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الثلاثاء الماضي إنه سيفكر بجدية فيما إذا كان سيسعى للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في مصر في أيلول (سبتمبر) المقبل. وأضاف موسى، الذي شغل سابقا منصب وزير خارجية مصر، عند سؤاله في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” عما إذا كان سيترشح لخلافة الرئيس حسني مبارك، “نعم أنا أملك هذا الحق، ولكنني سأفكر في ذلك بجدية خلال الأسابيع القليلة المقبلة”. ولكن موسى لم يقف مع المتظاهرين ويطالب بتحقيق مطالبهم وفضل البقاء في المنطقة الرمادية، حسب المتظاهرين في ميدان التحرير.
جمهور موقع “الجزيرة” يتضاعف 2500 بالمئة
أشارت مواقع مختصة في رصد متابعة الجمهور للمواقع على شبكة الإنترنت أن جمهور موقع شبكة “الجزيرة” (الجزيرة نت) تضاعف في الأيام الماضية بنسبة 2500 بالمئة، مستفيدا من تغطية الشبكة للأحداث في مصر. وقال موقع “غيك أو سيستم” إن 60 بالمئة من حجم هذه الزيادة الضخمة في عدد متصفحي الموقع تأتي من جمهور من الولايات المتحدة الأميركية. وعزا الموقع هذه الزيادة الكبيرة إلى أهمية ما يحدث في مصر على المستوى العالمي، وسعي عدد كبير من الناس للبحث عن معلومات فورية حول الوضع في هذا البلد، ما جعلهم يلجأون إلى موقع “الجزيرة” على شبكة الإنترنت. وأشار المصدر إلى أن جيف جارفيس المختص في الإعلام الجديد أعد عريضة يطالب خلالها شركات الكايبل الأميركية بإضافة قناة “الجزيرة” إلى باقاتها نظرا لنجاحها في تغطية الأحداث الجارية بمصر. من جهته أورد موقع “أليكسا” المختص في متابعة ترتيب المواقع العالمي على شبكة الإنترنت أن موقع “الجزيرة نت” على الشبكة العنكبوتية أصبح يحتل الموقع 584 على المستوى العالمي لمواقع الإنترنت.
Leave a Reply