هامترامك
قرر عضو مجلس مدينة هامترامك، خليل الرفاعي، التنحي عن دوره كنائب لرئيس البلدية، احتجاجاً على تصويت المجلس لصالح إقالة مدير البلدية ماكس غاربارينو في آب (أغسطس) الماضي، ومحاولات الزج باسمه في مزاعم فساد ومخالفات ارتكبها مسؤولون آخرون في المدينة.
وحملت استقالة الرفاعي من منصب نائب رئيس البلدية أبعاداً سياسية لافتة، في وقتٍ يستعد فيه رئيس البلدية الحالي آمر غالب لمغادرة منصبه بمجرد تثبيت تعيينه سفيراً للولايات المتحدة لدى الكويت. ويتيح منصب نائب الرئيس لصاحبه ترؤس اجتماعات مجلس المدينة في حال غياب رئيس البلدية، والحلول مؤقتاً بدلاً من رئيس البلدية في حال تنحيه أو وفاته.
ويظهر قرار الرفاعي امتعاضاً صريحاً من قرار مجلس المدينة بإقالة غاربارينو، حيث كان هو الصوت الممتنع الوحيد عن تبني القرار المدعوم من غالب وسائر أعضاء المجلس.
ومع ذلك، سيبقى الرفاعي عضواً في مجلس المدينة رغم تلميحه إلى إمكانية استقالته من المجلس قبل انتهاء فترة عضويته الحالية، مع العلم بأنه كان قد أحجم عن الترشح للاحتفاظ بمقعده في الانتخابات الجارية التي ستقام في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وكان العضو اليمني الأميركي قد انتخب لأحد مقاعد المجلس الستة، لأول مرة، عام 2021، وذلك لفترة من أربع سنوات تنتهي بنهاية العام الجاري.
وبحضور أربعة أعضاء فقط، وغياب رئيس البلدية والعضوين محيط محمود والرفاعي، صوت مجلس هامترامك –الثلاثاء الماضي– لصالح اختيار العضو أبو موسى لمنصب نائب رئيس البلدية، خلفاً للرفاعي، علماً بأن موسى يسعى للاحتفاظ بمقعده في الانتخابات الحالية بالرغم من خضوعه لتحقيق جارٍ بشأن مكان إقامته الفعلي، وسط مزاعم بأنه يعيش خارج هامترامك مما يحرمه من الترشح للمناصب الحكومية في المدينة.
موقف الرفاعي
في منشور على «فيسبوك»، انتقد الرفاعي زملاءه في المجلس لإقالتهم غاربارينو، قائلاً: «لقد تم انتخابي من قبل أبناء مدينة هامترامك، وقد وضعوا ثقتهم في أن أتخذ القرارات الصحيحة داخل المجلس، قرارات تحمي مدينتنا وسكانها، لا تلك التي قد تعرّضها لمخاطر مالية. وأنا أتحمل هذه المسؤولية بكل جدية»، محذراً من تعرض المدينة لدعوى قضائية بسبب القرار الذي امتنع عن التصويت عليه.
وأضاف: «كان ذلك حقي ورأيي وقراري، ولم يكن قائماً على أسباب شخصية أو عاطفية، بل استند إلى الأسس القانونية والمالية التي عُرضت على المجلس في ذلك الوقت».
وأردف قائلاً: «أعلم أن قراري لم يُرضِ بعض الأشخاص، لكن في الأشهر القادمة سيتضح للجميع سبب اختياري»، موضحاً أنه لم يؤيد أصلاً تعيين غاربارينو مديراً للبلدية.
وتابع الرفاعي: «للأسف، تجاهل بعض زملائي التحذيرات الواضحة من قِبل محامي المدينة بأن المضي قدماً بشكل متسرع قد يعرّض المدينة لمخاطر مالية جسيمة. حتى أن أحدهم صرّح قائلاً: لا يهمني إن أفلست المدينة! وهذا القول لا يعبّر عن القيادة الحقيقية ولا يخدم مصلحة المجتمع». ولم يكشف الرفاعي عن هوية عضو المجلس الذي أدلى بهذا التعليق.
كذلك، انتقد الرفاعي من أسماهم «بعض أفراد الجالية اليمنية ممن يجدون متعة في إثارة الانقسام ونشر السلبية والأكاذيب. وبدلاً من أن يتحدثوا بصراحة عبر حساباتهم الحقيقية، يختبئون خلف حسابات وهمية لبث معلومات مضللة. والمشكلة أن هؤلاء الأشخاص أنفسهم يلقون اللوم دائماً على الآخرين، بينما الحقيقة أنهم الأجدر باللوم».
وأوضح الرفاعي أن البلدية أنفقت بالفعل ما يقارب نصف مليون دولار على تحقيق أجرته شركة خاصة بشأن ارتكابات غاربارينو وقائد الشرطة جميل الطاهري والضابط دايف آدمتشيك، مؤكداً أن نتائج التقرير «موثقة بوضوح وتشهد على نفسها»، وليست «مكيدة»، كما يشيع البعض.
وبناءً على ما سبق، أعلن الرفاعي استقالته من منصب نائب العمدة، «اعتراضاً على الطريقة التي يتعامل بها بعض أعضاء المجلس البلدي»، ملمحاً إلى أنه قد يقدّم استقالته من عضوية المجلس خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وختم البيان بالقول «المسؤولية تكليف وليست تشريفاً».
وفي بيان لاحق أصدره عبر «فيسبوك» بتاريخ الثالث من أيلول (سبتمبر) الجاري، أكد الرفاعي أن التحقيق الذي أجرته شركة خاصة وصدرت نتائجه في تقرير مفصل يزيد عن 60 صفحة لم يتضمن «أي شبهة أو إشارة» تربط اسمه بأي مخالفة، لافتاً إلى أن «ماكس، جميل، وديف» هم وحدهم يتحملون تبعات أفعالهم.
وشدد الرفاعي على أن محاولات البعض ترويج اتهامات أو مزاعم ضده لا أساس لها من الصحة، «تكشف عن نوايا أصحابها»، لاسيما وأن التحقيقات «أثبتت نزاهته بشكل كامل».
وأعرب المسؤول اليمني الأصل عن رفضه الشديد لمحاولات الزج باسمه في «قضايا لا تخصه»، مؤكداً أن سجله «واضح ونظيف»، وأنه «لا يخشى أحداً».
استحقاق الانتخابات
قرر الرفاعي مبكراً عدم خوض انتخابات العام الجاري للاحتفاظ بمقعده، مفضلاً دعم ترشيح ثلاثة يمنيين أميركيين من خارج المجلس البلدي في السباق على ثلاثة مقاعد، الذي سيحسم في نوفمبر القادم.
وتمكن المرشحون الثلاثة –مطهر فاضل وعبدالملك قاسم ولقمان صالح– من اجتياز الجولة التمهيدية التي أجريت في آب (أغسطس) المنصرم بمشاركة 12 مرشحاً تأهل ستة منهم إلى جولة نوفمبر.
وحلّ المرشحون الثلاثة المدعومون من الرفاعي في المركز الرابع والخامس والسادس، حيث جاء فاضل رابعاً بإجمالي 900 صوت يليه قاسم بمجموع 814 صوتاً، فيما حل سادساً صالح الذي بلغ رصيده 812 صوتاً
ويتواجه المرشحون الثلاثة مع ثلاثة مرشحين تصدروا الجولة التمهيدية، وهم العضو الحالي أبو موسى الذي حصد 1,129 صوتاً، والعضو السابق نعيم تشودري (1,053 صوتاً) والمرشح اليمني الأميركي يوسف سعيد الذي جاء ثالثاً بإجمالي 909 أصوات.
كذلك، سوف تشهد انتخابات نوفمبر المقبل، اختيار رئيس بلدية جديد للمدينة التي تضم زهاء 27 ألف نسمة، حيث انحصرت المنافسة بين المرشح اليمني الأميركي آدم الحربي والمرشح البنغالي الأصل، عضو المجلس الحالي محيط محمود.
Leave a Reply