عندما ارتفع معدل البطالة في معظم الولايات الأميركية، الشهر الماضي، كان ذلك مؤشرا على مدى عمق مشكلات الركود الذي ضرب البلاد، وعلى بطء وتيرة النمو الاقتصادي، وأزمة الوظائف التي بدأت كلها في تغيير الخريطة الاقتصادية للولايات المتحدة.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن ولايات الجنوب قد دخلت بداية الركود بأقل معدل للبطالة في البلاد لكنها حاليا تعاني من بعض أعلى معدلاتها، طبقا لمكتب إحصاءات العمل.
وتعتبر معدلات البطالة حاليا في الجنوب أعلى منها في الشمال الشرقي أو الجنوب الأوسط.
وقد وصل معدل البطالة بالولايات المتحدة الشهر الماضي إلى 9,1 بالمئة، بينما تكافح الولايات للخروج من أزمة البطالة بسرعات مختلفة. وتعتبر الولايات الجنوبية والغربية الأكثر تأثرا بالبطالة. ويتساءل االاقتصاديون ما إذا كان ذلك يعني فقط اختلافا في سرعة تحسن الوضع بين الولايات أم أنه ينذر بشيء آخر.
وبالنسبة للولايات الغربية فما زالت تعاني من أسوأ فقاعة بسوق المساكن. وقد أدت الفقاعة لارتفاع معدل البطالة في نيفادا إلى 13,4 بالمئة وهو الأعلى، بينما تصل النسبة بكاليفورنيا إلى 12,1 بالمئة وفي ميشيغن إلى 11,2 بالمئة.
واليوم هناك ست ولايات من الجنوب من ضمن الولايات العشر التي تعاني من أعلى معدلات للبطالة بالولايات المتحدة.
وفي إشارة إلى عمق أزمة البطالة، قال معهد “بروكينغز” إن 16 منطقة فقط من أكبر مناطق حضرية يصل عددها إلى مائة بالولايات المتحدة استطاعت استعادة الوظائف التي خسرتها فترة الركود. وقالت “نيويورك تايمز” إن أزمة البطالة التي يعاني منها ملايين الأميركيين أزمة قاسية، مشيرة إلى ما أعلنه مكتب الإحصاء من أن عدد الفقراء بالولايات المتحدة ازداد العام الماضي إلى مستوى لم تشهده منذ بدء تسجيل هذه الإحصاءات قبل خمسين عاما. كما أشارت إلى أن البطالة زادت الأعباء على الولايات حيث ستدفع 27 ولاية هذا الشهر 1,2 مليار دولار كأرباح على قروض الحكومة الفدرالية التي وصلت إلى 37,5 مليارا، وذهبت كلها للعاطلين.
المصدر: “نيويورك تايمز”
Leave a Reply