ديربورن – خاص “صدى الوطن”
على هامش زيارته لمدينة ديربورن لتغطية مواكبة الجاليات العربية للتطورات في الشرق الأوسط، لاسيما تحركات الجالية اليمنية ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح، لقناة “الحرة” الفضائية، وقّع الروائي والإعلامي الجزائري رابح فيلالي روايته التي حملت عنوان “رصاصة واحدة تكفي”، في صالة “الجمعية اليمنية الأميركية”، مساء الأحد الماضي، في ديربورن.
وتدور أحداث الرواية في تسعينات القرن الماضي، عندما دخلت الجزائر في صراع دموي بين السلطة الحاكمة والحركات المعارضة، ذهب ضحيته آلاف القتلى والجرحى، وأدخل البلاد في أتون من الرعب والفوضى والخوف لسنين عديدة.
وفي كلمة مقتضبة، وصف فيلالي روايته التي كتبها في العاصمة الأميركية واشنطن، وبعد عشر سنوات من مغادرته الوطن، بأنها “راوية كتبت في مكان أميركي ولكن زمنها جزائري بالكامل”.
وقال إن الرواية هي محاولة لإطلاق “صوت عاقل في زمن كان عاصفا ومجنونا”، وبأنها كتبت وفاء لـ 21 إعلامياً جزائريا قتلوا في غرفة الأخبار في التلفزيون الجزائري على أيدي جماعات لا تتقبل فكرة الاختلاف والتعدد.
وأشار فيلالي إلى أن روايته تطرح تساؤلاً يناوش أعماق المأساة الجزائرية، ويستهجن بطولة الرصاص واعتماده وسيلة “للتحاور”، وبهذا المعنى.. فإن الرواية تتطلع إلى تمجيد “فكرة الحب بمعناه المطلق”، والتوكيد على أحقية الشعوب بالعيش بسلام.
وحول العنوان، نوّه فيلالي: إن “رصاصة واحدة تكفي” لإطلاق الحرب والموت والدمار، ولكن وردة واحدة، أو أطنان الورود، لا تكفي لصناعة الحياة أو ترميم الأوجاع وإصلاح الكوارث.
وكان الروائي فيلالي قد نشر روايته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” على حلقات متسلسلة، بالرغم من عدم ضمان “حقوق المؤلف” في هذه الحالة، في خطوة جريئة ومغامرة غير مضمونة العواقب، ولكن نشرها على الفيسبوك جاء بنتائج إيجابية سواء من حيث كثرة الإقبال على قراءة الرواية، أو من حيث ارتفاع نسبة المبيعات”. وحول هذه الفكرة علق فيلالي بالقول “لقد أثبتت الثورات العربية في الفترة الأخيرة كم هو مهم دور وسائل الاتصال الحديثة مثل “فيسبوك” و”تويتر” سواء لناحية التواصل، أو لناحية رفع مستوى الحريات وتعدد طرائق التعبير”.
الجدير بالذكر أن رابح فيلالي هو صاحب تجربة إعلامية عريضة بدأت بالعمل في التلفزيون الجزائري، قبل الانتقال إلى العمل مع الإعلام العربي المهاجر حيث عمل مراسلا متنقلا لعدد من المحطات الإخبارية العربية، كما ساهم في تغطية أحداث عالمية وحروب عدة، وهو يعمل الآن كمراسل لـقناة “الحرة” الفضائية الأميركية، الناطقة باللغة العربية.
من أجواء الرواية نقتطف:
أيها العابرون على جثتي انتبهوا لا يزال فيّ بعض النبض يتحرك. أنا ممدد هنا، لكن في البال كثير منكم لا يزال يملأ ذاكرتي بالحضور وبالأغنية.
الجثة نقلت إلى حيث يراد لها أن تستقر، حتى لا تزعج أحدا ممن يكرهون إزعاجها!
حدث ذلك في الموعد والتاريخ، وبالطقوس التي تعرفون، وكنتم جميعكم، شهودا عليها.. لكن العبور ذاك، لا يعني أني لا أراكم، لا أشعر بكم ولا أعرف خطواتكم عندما تأتون وتغادرون…
Leave a Reply