تعتبر الرياضة عالمياً من المظاهر والأنشطة التي تقرب بين الشعوب وترسخ دعائم السلام على الأرض، من خلال البطولات الرياضية الأممية التي تجمع بين البشر من مختلف الإثنيات والثقافات، كما تعتبر –على المستوى الفردي– من أهم الأنشطة المفيدة لجسم الإنسان، وتحديداً السيدات اللواتي أنصحهن بممارسة الرياضة والمداومة عليها دون تقاعس أو إهمال، لما لها من فوائد على صحتهن قبل أن يداهمهن الكبر والعجز.
فالمرأة تفقد نسبة كبيرة من الفيتامينات أثناء فترتي الحمل والرضاعة، كما تفقد أيضاً نسبة كبيرة من العناصر المعدنية الغذائية وخاصة الكالسيوم مما يعرضها لضعف العظام وهشاشتها، كذلك تتعرض لتغيرات جسمية تفقدها الكثير من المواصفات الجمالية كبروز البطن وترهل الجسم، لذلك فإن ممارسة الرياضة هي الحل الأمثل لاستعادة الرشاقة وتقوية العظام وشد العضلات المترهلة خصوصاً عضلات البطن التي تعاني الأمرين أثناء فترة الحمل وتتأتى زيادة الوزن نتيجة الإسقاطات التي أورثتها العادات والنصائح الخاطئة التي يراد منها –بحسن نية– خدمة الحامل، فيما هي في الواقع تعود بالوبال عليها، كأن تقول الجدة أو الأم للحامل: يجب أن تأكلي كثيراً لأنك تطعمين اثنين أنت والجنين!
تلك العادات التي مازالت تصمد بجهالتها أمام تطور علم الطب والتغذية، إذ تبقى هذه المقولة راسخة في أذهان معظم السيدات المسنات فينقلن فايروسها إلى الأجيال اللاحقة.
والمعضلة الثانية تبرز أثناء فترة الرضاعة، حين يقال للأم المرضعة «كلي لتُرضعي» دون أن يعرفن بأن فائدة الطعام تتأتى من النوعية وليست الكمية، وذلك ما يضطر المرأة إلى المعاناة لإنقاص وزنها الذي اكتسبته أثناء فترتي الحمل والرضاعة.
أمامك سيدتي عدة خيارات للحصول على جسم رشيق ومثالي طالما حلمت باستعادته. ولإحداث تغيير حقيقي عليك المبادرة إلى التركيز على نوع الأطعمة التي تتناولينها بالانتقال من الكم إلى النوع، وكذلك ممارسة الرياضة بانتظام لتحريك وتنشيط الجسك (شغلي جسمك)، كما عليك أن تدركي أنه ليس بمقدورك انتقاء أجزاء محددة من جسمك لتنحيفها بحرق الدهون، ذلك لأن جسمك بالكامل هو الذي يقرر من أين يبدأ بالتنحيف وأين ينتهي.. ودعكِ من الإعلانات الزائفة!
عليك إذا صممت على استعادة رشاقتك بالانتساب لأحد النوادي الرياضية، فهي تتوافر على مختلف الأجهزة والآلات التي تعمل على تنشيط الجسم وحرق الدهون وشد العضلات، من دون أن يجتاحك الخذلان من أكذوبة التقدم في العمر، فما يصدر عن الدماغ من إيعازات إلى أعضاء الجسم هو ما يتحكم بالحركة، فكوني ممن يوعزون إلى الدماغ بشبابية أعضائك.
الرياضة تطيل العمر وضرورية للإنسان، مثل الأكل والشرب والعواطف، على عكس التصور الشائع بأن لا جدوى من الرياضة بعد تقدم العمر، حيث تصطدم المرأة بالتغييرات الحاصلة في جسمها نتيجة ضعف الهرمونات الأنثوية، فتشعر بعدم الرضا عن شكلها مما يدفع الزوج إلى النظر للصغيرات، فيما المرأة تستطيع لجمه من خلال الاهتمام بجسمها عن طريق ممارسة الرياضة ونوعية الطعام الذي تتناوله فتستعيد بذلك رشاقتها وشبابها، وتزداد ثقتها بنفسها، فممارسة التمارين الرياضية تسهم حتى في المحافظة على نقاء البشرة وإضفاء النضارة عليها.
يا سيدتي، لم تعجّزي بعد، ذلك لأن الشباب هو شباب القلب، ومن أجل أن يبقى القلب نابضاً بحيوية الشباب عليك أن تدعميه بصلابة الإرادة، وحسناً ما قيل: العقل السليم في الجسم السليم.
Leave a Reply