ديربورن
غيّب الموت –الاثنين الماضي– ناشر «مجلة السبيل» العربية الأميركية، الزميل محمد جابر، ليختتم بذلك مسيرة طويلة من العمل الصحافي في المهجر الأميركي وفي الوطن الأم.
وكان جابر قد هاجر من لبنان إلى الولايات المتحدة في 1990، وعمل منذ وصوله إلى مدينة ديربورن محرراً في صحيفة «صدى الوطن». وبعد ثلاث سنوات أسس «مجلة السبيل» الشهرية، ورأس تحريرها لما يربو على ربع قرن.
درس القانون، وتخرج من كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، لكن «مهنة المتاعب» اجتذبته منذ البدايات، حيث عمل محرراً في «الوكالة الوطنية للإعلام» بلبنان، وشغل منصب سكرتير التحرير في صحيفة «اللواء» اللبنانية.
كما شغل لسنوات، منصب المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص.
إضافة إلى عمله الإعلامي، عُرف بنشاطه المجتمعي من خلال عضويته في «النادي اللبناني الأميركي»، وكان خلال سنوات إقامته الطويلة في مدينة ديربورن مواظباً على حضور فعاليات الجالية العربية وتغطية أخبارها في مجلته الشهرية.
خلال السنتين الأخيرتين، أصابته وعكة صحية ذهبت بذاكرته، فانقطع عن العمل الصحافي، وتوقفت الزميلة «السبيل» عن الصدور.
ويوم الثلاثاء الماضي، أقيمت مراسم الجنازة للزميل الفقيد، في «دار الحكمة الإسلامية» بمدينة ديربورن هايتس، قبل أن يوارى جثمانه الثرى في مقبرة «ميموريال غاردنز» الإسلامية بمدينة وستلاند.
وبكلمات مليئة بالأسى والفقدان، قالت ابنته سارة مصوّل لـ«صدى الوطن»: «أينما ذهب، كان والدي يترك بصماته على قلوب الجميع ممن كان يعاملهم بحب واحترام، وكانوا بالمقابل يعاملونه بنفس القدر من الحب والاحترام».
أضافت: «كان شخصاً متواضعاً، وكان يعامل الصغار والكبار، الفقراء والأغنياء، على قدم المساواة». واستأنفت: «كان صاحب ابتسامة آسرة وضحكة صدّاحة.. العائلة والأصدقاء سوف يفتقدونه كثيراً».
من جانبه، أشار ابنه أدهم إلى أن والده أصيب بفقدان الذاكرة قبل نحو عامين، وأنه عانى خلال السنوات الأخيرة من جلطات دماغية صغيرة وفقاً لتشخيص الأطباء. وقال «على الرغم من مشاكله الطبية، فإن أبي كان معروفاً بذكائه وقدرته على خوض الحوارات، وذلك بفضل خبرته الطويلة كصحفي محترف، في ديربورن وفي لبنان».
وكان جابر قد أُنزل في «دار رعاية» للمسنين والمرضى، قبل أن يتمكن المرض أخيراً من سلبه القدرة على الكلام. وبالرغم من ذلك فقد أكد أدهم لـ«صدى الوطن» بأنه كان قادراً –حتى الآونة الأخيرة– على مشاركة والده الكثير من اللحظات الدافئة رغم جميع الصعوبات.
أضاف: «بالنسبة له، كنت أنا الرجل. أما بالنسبة لي، فهو في جنان الخلد الآن».
وكانت العديد من الناشطين والمنظمات العربية الأميركية قد نعت الزميل الفقيد، وتقدمت لعائلته بخالص العزاء والمواساة. وأبرقت قنصلية لبنان العام بديترويت لعائلة جابر: «خالص التعازي لأسرة الصحفي محمد جابر ولجميع أبناء الجالية اللبنانية في ديربورن.. فليتغمد الله الفقيد برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه».
كما نعته نقابة محرري الصحافة اللبنانية، في بيان جاء فيه: «لقد تميز قلمه باللطافة والطرافة والرشاقة، وكان هذا جزءاً من شخصيته المحببة الدمثة الخلوقة التي تركت أثراً بالغاً في نفوس زملائه وأصدقائه في لبنان والمهجر».
تجدر الإشارة، إلى أنه ستقام ذكرى أسبوع على رحيل الزميل محمد جابر، في “دار الحكمة الإسلامية” بمدينة ديربورن هايتس، يوم السبت 26 كانون الثاني (يناير) الجاري، بين (5–7) مساء.
Leave a Reply