سيمي فالي - تواجه المرشحون الجمهوريون لانتخابات الرئاسية الأميركية، مساء الأربعاء الماضي، فـي مناظرة تلفزيونية ثانية نظمتها شبكة «سي أن أن»، فـي مكتبة رونالد ريغان الرئاسية فـي مدينة سيمي فالي بولاية كاليفورنيا، وهيمنت على النقاشات مواضيع الاتفاق النووي مع إيران والتهديد الروسي، والحرب فـي سوريا.
![]() |
ترامب متوسطاً بوش وكارسن خلال المناظرة الجمهورية الثانية التي أقيمت الأربعاء الماضي في كاليفورنيا. (رويترز) |
واحتدمت النقاشات بين المرشحين الـ11 الأبرز وفق استطلاعات الرأي التي أجريت فـي الشهرين الماضيين، حيث صوب المرشحون سهامهم على المرشح الأوفر حظاً دونالد ترامب كما تنافسوا فـي استعراض ميزاتهم عن خصومهم، فـيما تواجه أربعة آخرون أقل شعبية فـي مناظرة منفصلة.
وشهدت المناظرة أكثر من معركة لفظية بين المتنافسين، كان ترامب طرفاً فـيها، حيث كما شن غالبية منافسي ترامب هجوما حادا عليه، ردا على سؤال طرحته «سي أن أن» «هل تشعر بالارتياح لأن يكون ترامب مسؤولا عن الأسلحة النووية الأميركية»؟، واتهموه بأنه لا يصلح للتحكم فـي أكواد تلك الأسلحة. وقالت المرشحة الجمهورية الوحيدة إن البلاد تحتاج إلى «مرشح جاد» صاحب خبرة فـي التعامل مع المواقف الصعبة.
وقبل خمسة أشهر من عمليات الاقتراع الأولى داخل الحزب الجمهوري، يتمتع إمبراطور العقارات ترامب بتأييد واسع وضعه فـي مقدمة المرشحين، يليه طبيب الأعصاب المتقاعد بن كارسون الذي يعد أيضاً وجهاً جديداً فـي الساحة السياسية.
وقد عبر الأميركيون فـي استطلاع جديد للرأي عن استيائهم من سياسييهم التقليديين والحكومة، والسياسة التي ترسم معالم الحملة الانتخابية. واعتبر 70 بالمئة منهم أن السياسيين ليسوا موضع ثقة، وفق استطلاع أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «أي بي سي».
ويتميز خطاب ترامب برفض الطبقة السياسية الحالية واتهامها بالفساد متعهداً بإعادة «الحلم الأميركي» الى الحياة، ويقابل خطابه بتأييد شعبي واسع لاسيما بين الجمهوريين.
ويجمع ترامب والطبيب كارسون وحدهما أكثر من نصف الناخبين الجمهوريين، ما يشكل صدمة للحزب الذي كان فـي مطلع العام يتوقع معركة طويلة بين سياسيين محنكين مثل حكام الولايات واعضاء فـي الكونغرس، وهم مسؤولون منتخبون سيشكل البيت الابيض بالنسبة لهم تكليلاً طبيعياً لمسار سياسي لا مأخذ عليه، لكن قرار ترامب بخوض السباق وهجومه الفظ على منافسيه وتقدمه الكبير فـي استطلاعات الرأي، جعل من «المرشحين الكبار» يبدون مجرد «منافسين صغار» يتحكم بهم التمبرعون بالأموال الانتخابية، فـي حين يتمسك ترامب برفضه تلقي التبرعات لحملته التي ينفق عليها من ماله الخاص.
وشارك فـي المناظرة الرئيسية: ترامب وكارسون والمديرة السابقة لمجموعة هوليت باكاردكارلي فـيورينا، والحاكم السابق لفلوريدا جيب بوش، والسناتور من تكساس تيد كروز، وحاكم ويسكونسن سكوت ووكر، والسناتور من فلوريدا ماركو روبيو، والحاكم السابق لأركنسا مايك هاكبي، وحاكم أوهايو جون كيسيك، والسناتور من كنتاكي راند بول، وحاكم نيوجرزي كريس كريستي.
ترامب فـي الصدارة
وكانت قناة «فوكس نيوز» قد استضافت فـي آب (أغسطس) الماضي المناظرة الأولى للمرشحين الجمهوريين.
وأظهر استطلاع أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «أي بي سي» أن ترامب يحظى بتأييد 33 بالمئة من الناخبين الجمهوريين او المستقلين ذوي الميول الجمهورية، أي بارتفاع بلغ 9 نقاط مقارنة باستطلاع منتصف تموز (يوليو) الماضي.
وحصل ترامب فـي هذا الاستطلاع على أكبر قدر من الدعم من الناخبين المحتملين الذين لا يحملون شهادة جامعية ويتقاضون راتباً أقل من 50 ألف دولار.
وكان لافتاً فـي الاستطلاع، التقدم الكبير الذي
حققه المرشح الأسود، بن كارسن، وهو جراح أعصاب حقق نسبة تأييد بلغت 20 بالمئة، أي أكثر بـ14 نقطة من استطلاع تموز. كما اشارت استطلاعات وطنية اخرى الى كسبه للمزيد من التاييد منذ اجراء المناظرة الجمهورية الاولى فـي الشهر الفائت.
ونال حاكم فلوريدا السابق جيب بوش الذي بدا سابقاً انه يتصدر السباق الجمهوري، دعم 8 بالمئة فقط، وهو المستوى الادنى له فـي استطلاعات «بوست-أي بي سي» فـي سباق 2016. واتى بعده السناتوران تيد كروز من تكساس وماركو روبيو من فلوريدا مع 7 بالمئة لكل منهما.
ومن جهة الديموقراطيين، حصلت كلينتون على دعم 42 بالمئة من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية، فـي تراجع بـ21 نقطة منذ تموز، يليها السناتور بيرني ساندرز بـ24 بالمئة مسجلاً ارتفاعاً فـي الشعبية بـ10 نقاط منذ تموز.
وحصل نائب الرئيس جو بايدن -الذي يفكر فـي الترشح هذا العام- على المرتبة الثالثة بنسبة 21 بالمئة، أي بزيادة 9 نقاط.
وجرى الاستطلاع بالهاتف بين 7 و10 أيلول (سبتمبر) 2015 على عينة عشوائية من 1003 أشخاص بالغين حول البلاد بهامش خطأ 3,5 بالمئة.
Leave a Reply