غراند رابيدز – «صدى الوطن»
خاض المرشحون الديمقراطيون لحاكمية ولاية ميشيغن، الأربعاء الماضي، المناظرة الأولى من مناظرتين تلفزيونتين مقررتين في إطار السباق التمهيدي للفوز ببطاقة الحزب الديمقراطي لخلافة الحاكم الحالي، الجمهوري ريك سنايدر، الذي لا يسمح له دستور الولاية بالترشح لفترة ثالثة على رأس السلطة التنفيذية في ميشيغن.
وضمت المناظرة، كلاً من زعيمة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ السناتور السابقة غريتشن ويتمر، إلى جانب المرشح التقدمي العربي الأميركي عبدول السيد، ورجل الأعمال الهندي الأميركي شري تانيدار.
وتحولت المناظرة التي استضافتها قناة WOOD–TV المحلية في مدينة غراند رابيدز، إلى منبر للتنديد بسياسات الرئيس دونالد ترامب لاسيما حول الهجرة، عقب الكشف عن فصل نحو ألفي طفل وقاصر عن ذويهم الذين عبروا إلى الولايات المتحدة بصورة غير شرعية خلال الأسابيع الستة الأخيرة، بحسب أرقام أعلنها مسؤولون، الجمعة الماضي.
وقد تم نقل العديد من الأطفال المفصولين عن أولياء أمورهم –وبعضهم لم يتمّ سنته الأولى– إلى دور رعاية في عدة ولايات أميركية بينها ميشيغن.
وقال السيد الذي يتميز بقدرة خطابية لافتة، إنه في حال انتخابه لمنصب الحاكم، سيعمل على تحويل ميشيغن إلى ولاية «ملاذ» للمهاجرين غير الشرعيين. وأضاف: «لن نتعاون مع «آيس» (وكالة الهجرة والجمارك).. سواء عبر شرطتنا أو سجوننا».
وجاء موقف المرشح المسلم الأميركي –المصري الأصل– رداً على سؤال طرحه مدير المناظرة، الإعلامي ريك ألبين، على المرشحين بشأن موقفهم من «المدن الملاذ»، وهي المدن التي لا تتعاون فيها الشرطة والمسؤولون المحليون مع السلطات الفدرالية لتطبيق قوانين الهجرة.
وكانت إدارة ترامب قد هددت البلديات التي تعلن نفسها «مدن ملاذ» للمهاجرين غير الشرعيين، بحرمانها من التمويل الفدرالي، مما دفع العديد من تلك المدن إلى التراجع عن قرارها، مثل مدينة لانسنغ.
وقد أعرب السيد، ذو التوجهات الليبرالية، عن دعمه الكامل لمبدأ «مدن الملاذ» متعهداً بالعمل على تعميمه على نطاق ميشيغن بأكملها، في حين تفادى كل من ويتمر وتانيدار التعليق المباشر على الموضوع في إجابتيهما على السؤال.
وقالت ويتمر إن الحاكم ريك سنايدر يجب أن يستخدم منصبه لإدانة سياسات إدارة ترامب، وسحب قوات حرس ميشيغن الوطني من منطقة الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، إلى جانب بذل الجهود والتنسيق لتأمين عودة فورية للأطفال الذين انتزعوا من ذويهم ونقلوا إلى ولاية ميشيغن.
من جانبه، قال تانيدار، الذي جاء إلى الولايات المتحدة مهاجراً من الهند، إنه يفضل سياسة أكثر ترحيباً بالهجرة مؤكداً أن «أحد أسباب كوننا بلداً عظيماً هو مدى ترحيبنا بالمهاجرين». وأضاف «أعطتني ميشيغن العديد من الفرص حتى أتمكن من تحقيق حلمي الأميركي».
وبعد المناظرة، علق السيد لوسائل الإعلام على إجابتي منافسيه بالقول إنهما كانا كأنهما «يمشيان على أطراف أصابعهم»، مؤكداً على جرأته في التعبير عن رأيه، وحرصه على عدم تلقي أي تمويل انتخابي من مجموعات الضغط والشركات الكبيرة لكي يتمكن من إصلاح نظام الرعاية الصحية والتأمين على السيارات.
الرعاية الصحية
وفي موضوع أخر، أيّد تانيدار مقترحاً كشف عنه السيد مؤخراً باسم «ميشكير»، لإصلاح النظام الصحي في ميشيغن وخفض تكاليف الرعاية، في حين امتنعت ويتمر عن تأييد الخطة التي تحمّل العبء الأكبر من التكاليف للشركات الكبيرة.
وسلطت السناتور السابقة، الضوء على مسيرتها في مجلس شيوخ الولاية، لاسيما دورها في توسيع برنامج «مديكير» للرعاية الصحية لمحدودي الدخل عام 2013. وقالت: «أنا الوحيدة على هذا المسرح التي صدقت فعلاً في توفير رعاية صحية للناس» لافتة إلى أنها تفاهمت مع حاكم جمهوري من أجل توفير الرعاية للمحتاجين، بينهم أشخاص لم يتمكنوا من زيارة طبيب قط، حسب قولها.
والجدير بالذكر أن ويتمر، التي تحظى بالدعم الأوسع من النقابات وقيادات الحزب الديمقراطي، كانت قد أطلقت مؤخراً حملة دعائية بكلفة ١.٨ مليون دولار تحت عنوان «أصلحوا الطرقات اللعينة» ركزت فيها أيضاً على دورها في توسيع مظلة «مديكير».
ويتمر التي حازت كذلك على دعم مايك داغن رئيس بلدية ديترويت –الخزان الانتخابي للديمقراطيين– سوف تعلن في وقت لاحق عن خطتها الخاصة لإصلاح الرعاية الصحية في ميشيغن، بحسب حملتها.
مواقف مشتركة
وبخلاف التمايز حول النظام الصحي، يتشارك المرشحون الثلاثة المواقف تجاه معظم القضايا المطروحة في ميشيغن، مثل رفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولاراً في الساعة، وتعزيز الإنفاق على الطرق والبنية التحتية، وحماية البيئة من أنابيب النفط، وتخفيض أسعار التأمين على السيارات، وتحسين التعليم، والحد من انتشار السلاح، وتشريع الماريوانا، وحماية حقوق المثليين، وإلغاء قانون الطوارئ المالية الذي وقعه الحاكم سنايدر للتعامل مع الانهيار المالي الذي أصاب البلديات والمناطق التعليمية في أنحاء الولاية إبان أزمة انهيار السوق العقاري والركود الاقتصادي، على حساب صلاحيات السلطات المحلية المنتخبة.
ومن المقرر أن تستضيف قناة WDIV–TV المناظرة الثانية بين المرشحين الثلاثة، في ديترويت يوم ١٩ تموز (يوليو) القادم، قبل أقل من ثلاثة أسابيع على موعد الانتخابات التمهيدية التي ستقام في ٧ آب (أغسطس) القادم.
وسيتنافس المرشح الفائز عن الحزب الديمقراطي مع المرشح الفائز عن الحزب الجمهوري في الجولة النهائية المقررة بالتزامن مع انتخابات الكونغرس في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
ومن الجانب الجمهوري، يخوض السباق كل من مدعي عام الولاية بيل شوتي ونائب الحاكم الحالي يراين كالي، والسناتور المحافظ في مجلس شيوخ الولاية عن كانتون، باتريك كولبيك.
لمشاهدة المناظرة الديمقراطية يرجى زيارة الرابط التالي: https://bit.ly/2M8F8mK
Leave a Reply