نيويورك - ازداد مشهد الانتخابات الرئاسية الأميركية تعقيداً خلال الأسبوع الماضي، مع استمرار تقليص الفارق بين المرشحين المتنافسين على تسمية الحزبين الجمهوري والديمقراطي. ففـيما واصل السناتور بيرني ساندرز تفوقه على منافسته فـي الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، بضمه ولاية وايومينغ الى سلسلة انتصاراته السبت الماضي، تمكن السناتور الجمهوري تيد كروز من رفع رصيده من المندوبين بعد فوز مشكوك بصحته فـي ولاية كولورادو، حيث قرر قادة الحزب الجمهوري فـيها الغاء انتخابات «الكوكيس» ومنح أصوات مندوبي الولاية الـ٣٤ لكروز فـي خطوة أثارت استنكار المرشح الأقوى دونالد ترامب الذي كان يتقدم على منافسيه فـي الولاية بحسب استطلاعات الرأي. وحصل سناتور تكساس على 34 مندوباً وفق آلية خاصة لتوزيع المندوبين بدون استشارة الناخبين.
وفـي مهرجان انتخابي حضره حوالي ٢٠ ألف مناصر فـي مدينة ألبيني (عاصمة ولاية نيويورك)، يوم الإثنين الماضي، وصف ترامب ممارسات حزبه فـي كولورادو بأنها «قذرة ومثيرة للاشمئزاز»، متهماً النظام الانتخابي بأنه «ملتوٍ ومزوّر» مشيراً الى أن الأمر نفسه ينطبق على الحزب الديمقراطي الذي يعمل على ترشيح كلينتون للرئاسة رغم أن منافسها ساندرز يحقق الانتصار تلو الآخر. وقال ترامب إنه يتفوق على منافسيه الجمهوريين بملايين الأصوات ومئات أصوات المندوبين، إلا أن الحزب لا زال يرفض الامتثال لإرادة الناخبين، مشيراً الى أنه رغم فوزه بأصوات الناخبين فـي ولاية لويزيانا منح الحزب الجمهوري منافسه كروز عدداً أكبر من المندوبين عن الولاية. فـي جميع الأحوال، ستكون جولة نيويورك المنتظرة، يوم الثلاثاء ١٩ نيسان (أبريل) الجاري، مفصلية فـي سير المعركة الانتخابية المحتدمة على الضفتين.
الى نيويورك
جمهورياً، يعوّل ترامب على شعبيته الجارفة فـي ولايته، فإذا تمكن الملياردير النيويوركي من حصد ٥٠ بالمئة من الأصوات فـي الانتخابات المقررة يوم الثلاثاء المقبل، فإنه سيحصل على أصوات جميع مندوبي الولاية الـ٩٥ ليقترب أكثر من حاجز الـ١٢٣٧ مندوباً الذي يحتاجه لفرض ترشيحه على الحزب، فـيما يبذل منافساه المتبقيان على «الحلبة الجمهورية» (كروز، وحاكم أوهايو جون كايسيك) أقصى الجهود لحرمان ترامب من هذا الانجاز عبر سلبه أكبر قدر من المندوبين لقلب الطاولة عليه فـي مؤتمر الحزب المنتظر هذا الصيف فـي كليفلاند.
وإذا كان كروز يعول على دعم حزبه لإزاحة المرشح المفضل شعبياً بين الناخبين الجمهوريين، فإن الصورة على الضفة الديمقراطية، معكوسة تماماً حيث يعوّل ساندرز على الدعم الشعبي لإزاحة مرشحة الحزب والعهد رغم استمرار التحقيقات فـي قضية استخدامها غير القانوني لبريد الكتروني خاص أثناء توليها وزارة الخارجية.
وقد حقق السناتور الفـيرمونتي ساندرز، السبت الماضي، انتصاره الثامن على التوالي بمواجهة هيلاري كلينتون، بتحقيقه فوز كاسح فـي انتخابات مجالس الناخبين (كوكيس) عن الحزب الديمقراطي بولاية وايومينغ (شمال غرب)، حيث حصل على ٨٢ بالمئة من الأصوات مقابل ١٧ بالمئة لكلينتون التي لا تزال تتصدر السباق بعدد المندوبين، كما أنها تحظى بدعم ٤٦٩ «مندوباً كبيراً» مقارنة بـ٣١ فقط أعلنوا دعمهم لساندرز. و«المندوبون الكبار» هم كبار سياسيي الحزب الديمقراطي الذين سيكون بإمكانهم التصويت فـي مؤتمر الحزب لاختيار مرشح الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة الأميركية المزمع إجراؤها فـي الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وتظهر استطلاعات الرأي تقدم ترامب على منافسَيه فـي نيويورك بأكثر من عشرين نقطة متجاوزاً بذلك حاجز الخمسين بالمئة من الأصوات. ويبدو أن حملة هيلاري الانتخابية قد تستعيد زخمها بعد سلسلة من الهزائم، حيث تمنحها الاستطلاعات تقدماً بفارق يتخطى العشر نقاط مئوية، إلا أن ساندرز يعول على تحقيق مفاجأة جديدة، على غرار انتصاره فـي ميشيغن الذي جاء معاكساً تماماً لاستطلاعات الرأي.
وسيعلن الحزبان الجمهوري والديمقراطي رسمياً عن مرشحَيهما للانتخابات الرئاسية فـي مؤتمريهما المنتظر عقدهما فـي تموز (يوليو) المقبل.
Leave a Reply