ديترويت – خاضت «رابطة مكافحة التشهير» (أي دي أل) كبرى المؤسسات اليهودية على المستوى الوطني، أشبه ما يكون بمعركة مع المسؤولين في «جامعة ميشيغن ستايت» واللجنة المشرفة على إختيار المرشحين لدخول «قاعة مشاهير الصحافة في ميشيغن» والمؤلفة من ١٤ هيئة من جميع أنحاء الولاية، وذلك في محاولة لثنيهم عن قرار إدخال ناشر صحيفة «صدى الوطن» ورئيس تحريرها اسامة السبلاني «قاعة مشاهير الصحافة في ميشيغن»، ضمن خمسة من كبار الصحافيين في حفل أقيم مساء الأحد الماضي في فندق «كيلوج سنتر» في العاصمة لانسنغ.
و كانت الرابطة بعثت برسالة الى عميدة كلية الصحافة في جامعة ميشيغن ستايت لوسيندا دافنبورت في ١٢ من الشهر الحالي أشارت فيها إلى أن السبلاني لديه اجندة «معادية للسامية» وبأنه جعل من صحيفته «منبراً للكراهية». وطلبت «الرابطة» من الجامعة في بيانها الصادر من موقعها الرئيسي في نيويورك، وعلى لسان مديرها الوطني إبراهام فوكسمان، إعادة النظر في قرارها منح السبلاني هذه المرتبة الرفيعة.
فوكسمان |
وفي ١٥ من نيسان (أبريل) الجاري وقبل أسبوع من موعد حفل التنصيب، كثفت «الرابطة» هجومها وقامت بنشر ما اعتبرته جوانب من سيرة السبلاني الذاتية على موقعها الإلكتروني زاعمة أن «السبلاني سمح بجعل صحيفته منتدى للكراهية وهو ما يطرح تساؤلات حول أهليته للإنضمام لقاعة مشاهير الصحافة في ميشيغن». وقال فوكسمان أن «صدى الوطن» نشرت مراراً مقالات «معادية للسامية»، وأن السبلاني أعلن جهاراً دعمه وتعاطفه مع «تنظيمات إرهابية» مثل «حماس» و«حزب الله».
وبحسب إدعاءات الرابطة فإن بحوثها ومتابعتها لما تنشره الصحيفة على مدى عدة سنوات أظهرت أن القسم الإنكليزي في الصحيفة غالباً ما كان «منبراً لصحفيين معروفين بمعاداتهم للسامية والذين ينكرون المحرقة (الهلوكوست) وأصحاب نظرية المؤامرة في هجمات سبتمبر الإرهابية، من أمثال جيف غيتس وهو كاتب ومؤلف من المعادين للسامية ومن أصحاب نظرية سيطرة اليهود على مقاليد الأمور في اميركا، وبول كريغ روبرتس الكاتب الصحفي المعروف بانكاره للمحرقة».
وكان السبلاني أُبلغ بتحركات «الرابطة» ضده يوم الإثنين في ١٥ نيسان عند تلقيه إتصالاً هاتفياً من صحيفة «ديترويت نيوز» ظن في بادئ الأمر أنه يتعلق بتفجيرات بوسطن. وقد أكد السبلاني للصحيفة التزامه «بكل كلمة قلتها أو كتبها، وجريدتي ترحب بنشر كافة الاراء والتوجهات بما في ذلك من الجالية اليهودية»، وأضاف «انا مندهش ومصدوم لمحاولات التشهير بي بهذه الطريقة من رابطة مهمتها مكافحة التشهير بالناس، فمن المعيب اللجوء الى هذا النوع من المناورات الرخيصة».
بعد ذلك قرر السبلاني الإمتناع عن التعليق عبر الوسائل الإعلامية مؤكداً حرصه على التعاون مع اللجنة المشرفة على قاعة المشاهير في «جامعة ميشيغن ستايت». وقال إنه مستعد للإجابة عن أية اسئلة تتعلق بالإدعاءات الصادرة ضده من «الرابطة» اليهودية رافضاً إبتزازها وإدعاءاتها، وقد ردت اللجنة على السبلاني بالقول انها ستتصل به اذا ما ارتأت حاجة لذلك.
اعضاء اللجنة: تيم باودرو من «جامعة سنترال ميشيغن»، سو كارتر، لوسيندا دافنبورت، كندال ونغروف وثلاثتهم من «جامعة ميشيغن ستايت»، جانيت غيزلر من «ميد ميشيغن تشابتر»، جاين هودك من «إتحاد المذيعين في ميشيغن»، تينا لونسكي من «جمعية الصحافيات في ميشيغن»، مورين مكدونالد من «إتحاد المراسلات الإعلاميات في ديترويت»، وولتر مدلبروك من «جمعية الصحافيين–فرع ديترويت»، غلوريا أولمان من «إتحاد الناشرين الأكاديميين في ميشيغن»، روشيل رايلي من «إتحاد الصحافيين السود–فرع ديترويت»، جان ساردر من «إتحاد الصحافيين الاميركيين الاسيويين–فرع ميشيغن»، بوب جايلز، وجانيت مندلر من خارج الجسم الصحفي.
وعقب مراجعة أعضاء اللجنة للادعاءات المرفوعة من «رابطة مكافحة التشهير»، قررت اللجنة تأكيد قرارها الاصلي وبالإجماع بإدخال السبلاني «قاعة المشاهير»، ونشرت البيان التالي في صحيفة «ستايت نيوز» اليومية التي تصدرها الجامعة: «بعد مراجعة المخاوف المثارة من رابطة مكافحة التشهير قرر اعضاء اللجنة تأكيد قرارهم السابقب بتنصيب أسامه السبلاني في قاعة مشاهير الصحافة في ميشيغن»، وقال المتحدث بإسم الجامعة كينت كاسيلا في بيان «إن أعضاء اللجنة يؤمنون بحرية الصحافة والتعبير عن الآراء والأفكار، حتى لو كانوا أحيانا غير متوافقين مع كافة آراء المرشحين لدخول «قاعة مشاهير الصحافة في ميشيغن» أو تلك المنشورة في صحفهم».
وقد اعتبرت الرابطة اليهودية قرار اللجنة بعدم إستثناء السبلاني من دخول القاعة بمثابة «خيبة امل لهم»، حيث قالت المديرة الإقليمية للرابطة في ميشيغن، هايدي بودي، لـ«ستايت نيوز» «أرجو ان لا يكون قرار منح هذه الجائزة للسبلاني قد دمر إرث ومكانة قاعة المشاهير في ميشيغن».
من جانبه أعرب السبلاني عن سعادته بقرار اللجنة «الحكيم»، مؤكداً أن «الرابطة» اليهودية هدفها تكميم الأفواه ومنع الحوار حول النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي في وسائل الاعلام الأميركية، و قال «إنه ينبغي علينا أن لا نسمح لهم بهذا».
وقد أجرى الزميل السبلاني عدة مقابلات صحفية حول تنصيبه في قاعة المشاهير انتقد في غالبيتها اسلوب الرابطة في كم الأفواه ومنع الحوار في قضايا الشرق الأوسط، مطالباً بالإستماع الى كافة الآراء لإثراء النقاش قبل إتخاذ القرار المناسب.
Leave a Reply