سان فرانسيسكو – حذرت دراسة أميركية حديثة من “الخطر الداهم” الذي يشكله تدخين السجائر الإلكترونية على صحة الإنسان، وكشفت أنه يزيد بقوة من خطر إصابة الرئة بأمراض مزمنة، مثل الربو أو تضخم الرئة.
وتعد الدراسة الجديدة، التي تم نشر نتائجها في الدورية الأميركية للطب الوقائي، من بين الدراسات التي تحذر من الأضرار الطويلة المدى، المحتملة لاستخدام السجائر الإلكترونية.
ويتم عادة الترويج للسجائر الإلكترونية على أنها بديل أكثر أمناً من التبغ، ويعتبرها البعض وسيلة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين.
وخلُصت الدراسة إلى أن السجائر الإلكترونية تزيد من خطر أمراض الرئة بنسبة الثُلث، مقارنة بأولئك الذين لم يدخنوا أو يستخدموا السجائر الإلكترونية قط، وفق ما نقلت «رويترز». وكان الخطر أكبر بين البالغين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية والتبغ معاً.
وتأتي الدراسة في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة أزمة استفحال استخدام السجائر الإلكترونية بين الشباب.
وقال الدكتور ستانتون غلانتز، أستاذ الطب ومدير مركز بحوث التبغ في «جامعة كاليفورنيا–سان فرانسيسكو» وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة «إن المدخن يلجأ إلى السيجارة الإلكترونية لكي تساعده على التخلص من السجائر التقليدية، لكنه يجد ذلك صعباً، والأكثر من ذلك يرتفع خطر إصابته بالأمراض».
ووصف غلانتز ذلك بأنه «عملية احتيال مزدوجة»، حيث أظهرت الدراسة أن استخدام السجائر الإلكترونية يُزيد من خطر إصابة الرئة بأمراض مزمنة مثل الربو أو التضخم.
ووفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، يستخدم أكثر من 27.5 بالمئة من طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة السجائر الإلكترونية، وهو ما يمثل ارتفاعا من 20.7 بالمئة في 2018.
واستخدمت الدراسة بيانات 32 ألف بالغ شملهم بحث التقييم السكاني للتبغ والصحة الذي أجرته «سي دي سي»، والذي يتتبع عادات استخدام السجائر الإلكترونية والتبغ، بالإضافة إلى تشخيص أمراض الرئة في الفترة ما بين 2013 و2016.
وفي بداية الدراسة لم يكن أحد يعاني من أمراض في الرئة. وبعد مرور ثلاث سنوات وجد الباحثون أن من استخدموا السجائر الإلكترونية زاد خطر إصابتهم بأمراض مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية أو تضخم الرئة أو الانسداد الرئوي المزمن بنسبة 30 بالمئة بالمقارنة مع من لم يدخنوا التبغ ولم يستخدموا السجائر الإلكترونية قط.
أما الذين كانوا يدخنون التبغ فقد زاد خطر إصابتهم بمرض مزمن في الرئة مرتين تقريباً مقارنة بمن لم يدخنوا قط.
ووجدت الدراسة أن الخطر كان أكبر ثلاث مرات بين من استخدموا التبغ والسجائر الإلكترونية معاً.
وقال غلانتز «كان الجميع، بمن فيهم أنا، يعتقدون أن السجائر الإلكترونية مثلها مثل سجائر التبغ لكنها ليست بنفس القدر من السوء، وأنك إذا استعضت عن بعض السجائر المعتادة بسجائر إلكترونية لربما كان الأمر أفضل… لكن تبين أن الأمر أسوأ.
ووفقاً لتقرير «سي دي سي»، ارتفع عدد مدخني السجائر الإلكترونية من 3.6 مليون مدخن في 2018 إلى 5.4 مليون مدخن في 2019 في أوساط طلاب المدارس المتوسطة والثانوية، إذ يستخدم أكثر من 27.5 بالمئة من طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة السجائر الإلكترونية ارتفاعاً من 20.7 بالمئة في 2018.
Leave a Reply