روتشستر هيلز
أصدرت قاضية في محكمة مقاطعة أوكلاند، الثلاثاء الماضي، حكماً بالسجن لمدى الحياة على رجلين أدينا بقتل صائغ عربي أميركي وسرقة منزله بعد انتحالهما صفة عمال شركة الغاز في خريف العام 2024.
وخلال جلسة النطق بالحكم، التزم كل من جوشوا زوازو (38 عاماً) وكارلوس هيرنانديز (40 عاماً)، الصمت أمام القاضية ياسمين إسحاق بولز التي وبختهما ووصفتهما بأنهما مثيران للاشمئزاز.
وكانت هيئتا محلفين منفصلتان قد أدانتا هيرنانديز وزوازو في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بتهمة القتل العمد للضحية حسين مرعي (72 عاماً) بعد احتجازه وتقييده هو وزوجته في منزل العائلة بمدينة روتشستر هيلز.
ولأنهما أُدينا من قِبل هيئة محلفين، لم يكن أمام القاضية الكلدانية الأصل، خيارٌ سوى الحكم عليهما بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط.
وقبل النطق بالحكم، قدّم أبناء مرعي الثلاثة إفاداتٍ حول تأثرهم بالجريمة، فيما قرأ مهيب مرعبي كلمات مؤثرة كتبتها والدته ليندا مرعي التي التزمت مقعدها وقد بدت عليها علامات التأثر.
وجاء في الرسالة: القد سرقوا إشراقة شمسي. سرقوا سعادتي. سرقوا سبب عيشي. سرقوا حب حياتيب. وأضافت االخطط التي رسمناها لن تتحقق أبداً، ولن ينتهي الحزن والدموع. أريد أن أصرخ، أريد أن أصرخ، أريد أن أرمي الأشياء على الحائط. لكن كل ما أستطيع فعله هو أن أحتفظ بها في داخلي لبقية حياتيب.
يشار إلى أن الضحيتين حسين وليندا مرعي تزوّجا قبل نحو 54 عاماً من وقوع المأساة المروّعة التي فرّقت بينهما، ولهما ثلاثة أبناء و11 حفيداً.
وبحسب الادعاء العام، قام الرجلان بضرب مرعي حتى الموت فضلاً عن تقييد زوجته أثناء السطو على منزلهما يوم 11 أكتوبر 2024.
وكان هيرنانديز وزوازو قد انتحلا صفة عمال في شركة الغاز المحلية DTE كي يتمكنا من دخول منزل الصائغ البالغ من العمر 72 عاماً، بذريعة التحقق من تسرب مزعوم في قبو المنزل الكائن على شارع نيوكاسل (الكتلة 3700)، علماً بأن مرعي كان يملك ويدير متجراً للمجوهرات والرهنيات في مدينة هامترامك، ويعتقد المحققون بأن المتهمين قاما بمراقبته وتتبعه في إطار التخطيط للعملية، كما قام هيرنانديز بزيارة متجره أكثر من مرة.
وبعد أن أوصلهما الصائغ اللبناني الأصل إلى الطابق السفلي للتحقق من التسرب المفترض، صعد الثنائي من دونه، حسب شهادة الزوجة.
وفي تفاصيل الجريمة المروعة، أوضحت الأرملة البالغة من العمر 72 عاماً، في شهادتها أن زوازو وهيرنانديز بادرا إلى سؤالها عن مكان الخزنة والأموال والمجوهرات، فأجابتهما بعدم وجود خزنة منزلية؛ وأن المجوهرات يتم حفظها داخل صندوق أمانات في البنك، وأن كل ما لديهما من المال هو ما كانت تحمله في محفظتها (حوالي 300 دولار) أو ما يحمله زوجها في جيبه.
وعندما لاحظت وجود آثار دماء على زوازو، بدأت الضحية بالصراخ متسائلة عن مصير زوجها اأبو عبدوب، فعالجها هيرنانديز بضربة على وجهها، وأجلسها على طاولة المطبخ عنوة، وسلب ساعة اآيفونب الخاصة بها واستولى على هاتفها المحمول، فيما أخبرها زوازو بأن زوجها انائمب.
وعلى أثر ذلك، قام هيرنانديز بتكبيل كاحلي ومعصمي الزوجة بشريط لاصق بينما انشغل زوازو بتفتيش محتويات المنزل وسرقة محتوياته، قبل أن يتوارى الرجلان عن الأنظار.
وبعد تحرّرها جزئياً من القيود، اتصلت الضحية برقم الطوارئ 911 للإبلاغ عن حادثة سرقة لكونها لم تكن تعلم بأن زوجها قد قتل بالفعل. ولدى وصول الشرطة تم العثور على جثة حسين مرعي مقيدة داخل قبو المنزل.
وأفاد ضابط في شرطة مقاطعة أوكلاند، كان أوّل المستجيبين لاتصال الطوارئ، بأن ليندا مرعي كانت لاتزال مقيدة بشريط لاصق عندما فتحت له الباب. وأضاف الضابط ذخلال شهادتهذ بأنه قطع الشريط اللاصق عن معصمي الزوجة، وساعد في تفتيش المنزل حتى عثر على زوجها جثة هامدة في البيسمنت، وهو مقيّد بشريط لاصق وربطات بلاستيكية حول معصميه وكاحليه وفمه، وسط االكثير من الدماءب التي لطخت الحيطان والسلالم، وفق تعبيره.
وبحسب تقرير الطب الشرعي، توفي مرعي نتيجة ضغط شديد على الرقبة إلى جانب تعرضه لإصابة شديدة في الرأس، وجروح في فروة الرأس وكسور في عظام الفك.
وتمكن المحققون من التعرف على هوية الجناة عبر تسجيلات كاميرات المراقبة المنزلية.
وأوضح المحققون أن الرجلين كانا يضعان لافتة شركة DTE على جانب مركبتهما لإبعاد الشبهات. وتم العثور لاحقاً على مركبة االفانب المستخدمة في العملية، وقد أضرمت فيها النيران بأحد الأزقة في مدينة ديترويت.
والجدير بالذكر أن هيرنانديز وزوازو هما من سكان ديربورن، وقد تم اعتقال الأول في ولاية لويزيانا بجنوب الولايات المتحدة، بعد يوم واحد من الجريمة، وذلك بعد التعرف على هويته بواسطة الكاميرا المثبّتة عند مدخل منزل الضحية، والعثور على بعض المسروقات من منزل مرعي داخل سيارته.
أما زوازو فتم إلقاء القبض عليه من دون مقاومة، في توقيف مروري ببلدة بليموث (غرب ديترويت) بعد ثلاثة أيام من الحادثة، وفقاً لشرطة مقاطعة أوكلاند.
وخلال المحاكمة في أكتوبر الماضي، ادعى زوازو أنه تم التعرف عليه خطأً في القضية. أما هيرنانديز فزعم بأنه لم يكن ينوي أبداً قتل الضحية وأنه لم يشارك في الضرب المميت. وقد أفاد فريق الدفاع بأنه سيستأنف الحكم.






Leave a Reply