واشنطن – يواجه نشطاء سلام أميركيون عقوبة السجن لمدة ستة أشهر بسبب وضعهم ملصقات في واشنطن مناهضة للحرب في العراق، وهو ما اعتبره نشطاء السلام اعتداء من إدارة بوش على الحق في التعبير، الذي يكفله الدستور الأميركي.وكان ثلاثة من النشطاء الأميركيين قد تم القبض عليهم في مؤتمر صحفي في العاصمة واشنطن، وقالت المحكمة الأميركية العليا الأحد الماضي إن الناشطين الثلاثة سوف يمثلون أمام محاكمة في 3 كانون الثاني (يناير) 2008، حيث يواجهون حكما بالسجن ستة أشهر.والنشطاء الثلاثة هم آدم كوكيش، من منظمة المحاربين القدماء العراقيين ضد الحرب، وتينا ريتشاردز مؤسسة منظمة «غراسروتس أميركا»، وإيان طومبسون من ائتلاف «أنسر»، وهو ائتلاف يضم عشرات المنظمات المناهضة للحرب في العراق.وكانت الدعوة للمؤتمر الصحفي قد تمت من أجل عرض طريقة قانونية لوضع الملصقات المناهضة للحرب بعد توقيع غرامات بلغت 40 ألف دولار على ائتلاف «أنسر» بسبب هذه الملصقات، التي كانت تعلن عن المسيرة الضخمة التي جرت في 15 أيلول (سبتمبر) الماضي في العاصمة واشنطن، والتي نظمتها منظمات سلام أميركية وحضرها 100 ألف شخص.يُشار إلى أن هذه الغرامات كانت قد جاءت بعد حملة قادتها شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية، وهي شبكة يمينية متشددة يملكها إمبراطور الإعلام الأميركي روبرت مردوخ، تدعو حكومة العاصمة إلى اتخاذ إجراء ضد من يقومون بوضع الملصقات الداعية إلى المشاركة في مظاهرة 15 أيلول.وقالت الناشطة تينا ريتشاردز التي تواجه عقوبة الحبس ستة أشهر: «الدستور يعطيني الحق في حرية الكلام، وقد وضعنا الملصقات بشكل قانوني…».أما الناشط آدم كوكيش الذي يواجه أيضا نفس العقوبة، فقد قال: «أن تكون الحكومة قد اختارت أن متابعة هذه التهم هو مؤشر على الأقل على الرضا، إن لم يكن المشاركة في مؤامرة مع وزارة العدل لاتخاذ إجراءات وحشية من قبل الشرطة لإسكات منتقدي الحرب».يُشار إلى أن كوكيش كان قد التحق بمشاة البحرية الأميركية «المارينز» منذ كان طالبا في المدرسة الثانوية في نيومكسيكو، وقد خدم كرقيب في الفلوجة بالعراق بعد الاحتلال الأميركي خلال عام 2004، وهو الآن عضو في منظمة «محاربون قدماء ضد الحرب». وأضاف كوكيش «من الواضح أنه في ظل توجيه هذه الإدارة فإن السلطة التنفيذية بأكملها أصبحت خاضعة للفساد وغافلة عن مفاهيم العدالة الديمقراطية المحمية في الدستور».أما إيان طومبسون، الناشط الثالث المتهم في القضية، فقد قال هذه القضية ليست فقط مضيعة للوقت، «لكنها أيضا (مضيعة) لأموال دافعي الضرائب. إنها جزء من خطة إدارة بوش لتجريم المعارضة، وتقليص الحقوق الدستورية للأشخاص الذين يعلنون آراءهم صراحة ضد الحرب غير القانونية على العراق». يُشار إلى أن طومبسون يعمل محاميا ومنسقا في ائتلاف «أنسر»، كما كان من بين المنظمين البارزين لعدد من الفعاليات المناهضة للحرب. وقال طومبسون: «باعتباري محاميا وناشطا مناهضا للحرب لست غاضبا لأن الحكومة قبضت علي واتهمتني أنا وزملائي بجرائم، في حين أننا كنا فقط نمارس حقنا في حرية التعبير الذي يكفله التعديل الأول (من الدستور الأميركي)».(أميركا إن أرابيك)
Leave a Reply